المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



مشكلة نقص الدراسات العلمية الخاصة بإعلام الطفل  
  
2121   02:00 مساءً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص29ـ32
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

لم يعد هناك شك ان العلم قد أصبح هو العنصر الفاصل بين التقدم والتخلف، وأنه بقدر ما تبذل الأمم في سبيل هذا العلم من جهد ومال بقدر ما يكون تقدمها، وقدرتها على التفاعل مع معطياته، بقدر ما يعود عليها بالخير العميم. والحديث عن العلم لا ينفصل عن تطبيقاته، فلقد انقضى العصر الذي كانت تتردد فيه مقولة (أن العلم للعلم)، فقد أصبح العلم يدار لصالح المجتمع الذي يعمل فيه ويعمل له، وأصبح العلم يضطلع بوظائف جوهرية في المجتمع، يأتي في مقدمتها العمل على حل مشكلاته، ومعالجة الأزمات التي تواجهه.

ولقد أصبح البحث العلمي الآن يختلف عنه في السابق، نظرا لتعقد أساليبه، وتنوع اجهزته، وتعدد الميادين التي يعمل فيها، ونظرا لأهمية النتائج التي يصل إليها العلماء من مختبراتهم ومعالمهم، وتأثير هذه النتائج على مجريات الحياة اليومية للمجتمعات الإنسانية، بعد ان تبين ان مصائر الآلاف من الناس قد ارتبطت بتجربة معينة أجراها نفر من العلماء في صمت، ونظرا لمكانة البحث العلمي في الدول المتقدمة فقد تشعبت اجهزته، وتعددت الجهات المشرفة عليه، وتدخلت الحكومات الوطنية لدفعه الى الأمام، وأخذت أعداد العاملين فيه تتزايد بصورة ملحوظة.

إلا أن البحث العلمي في العالم الإسلامي لا يزال يواجه مشكلات قاتلة ومعوقات هائلة، ويكفي ان نعرف ان ما ينفق على البحث العلمي في الوطن العربي لم يتعد خمس بليون دولار فقط بما يمثل170:1 مما تفقه الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من ضخامة الناتج القومي العربي، وهذا يعني ان مجموعة ما تنفقه الدول العربية على البحث العلمي لا يزيد على واحد في الألف من إجمالي الناتج القومي، وهو رقم هزيل، ولا يحتاج الى تعليق.

وإذا أضفنا الى ذلك ضعف الوعي بأهمية البحث العلمي، وبخطورة ما يحققه من نتائج، وما يترتب عليه من تطبيقات، وعدم مشاركة المؤسسات الكبرى والشركات والأثرياء من العرب والمسلمين في نفقاته، وقلة أعداد العلماء المسلمين العاملين في هذا المجال، إضافة الى ظروف العمل الصعبة التي يعيشها العلماء والباحثون، والتعقيدات الإدارية التي تسيطر على مؤسسات البحث العلمي في العالم الإسلامي سيتضح لنا حجم هذه المشكلة. وإذا أضفنا الى ذلك ان ممارسة البحث العلمي في حقل الطفولة لا يزال يعاني من عدم الاهتمام واللامبالاة، أو ضآلة في الميزانية المخصصة لذلك او عدم اهتمام ولا مبالاة ... إلخ.

ومن ثم فإن الدراسة الإعلامية التي تستهدف الطفل لكي تحقق النجاح المأمول لا بد ان تعتمد البحث العلمي منهاجا لها وأن تلتزم بالخطوات التالية.

1ـ دراسة علمية متأنية ومتعمقة لاتجاهات الأطفال من أجل استكشاف اهتماماتهم وطموحاتهم ومشكلاتهم الاجتماعية.

2ـ رسم البرامج الإعلامية المناسبة لهم على اسس علمية سليمة، وفي ضوء ما تسفر عنه هذه الدراسات حتى يمكن إعداد البرامج المناسبة للطفل المراد الوصول إليه.

3ـ اختيار أنسب الوسائل لتحقيق الأهداف الجزئية، فقد تفيد الإذاعة في تحقيق هدف ما، بينما يخفق التلفزيون او السينما في تحقيق هذا الهدف... إلخ.

وإذا كان الإسلام قد فرض التطور على أهله فرضاً ، بالحض على الدراسة والبحث ، فإن الأنشطة الإعلامية لا بد وأن تستهدف النهوض بالطفل المسلم والأخذ بيده، لأن شخصيته لا يقومها ولا يرقيها شيء غير العلم، وفي ذلك يقول الله عز وجل:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: 11].

إلا أننا نستطيع القول هنا أنه على الرغم من تعدد المناهج وأدوات البحث العلمي المستخدمة في مختلف العلوم الإنسانية، إلا أن قابليتها للتطبيق في إعلام الطفولة يتطلب فهما دقيقا وإدراكا لمدى صلاحيتها، وهذا ما يدعو الى ضرورة استعراض مناهج وأدوات بحثية قد تدعو الحاجة إليها شريطة ان تتفق هذه المناهج وهذا اللون من الدراسة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.