المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27
{كل نفس ذائقة الموت}
2024-11-27



التفسير لغة واصطلاحا  
  
43419   06:43 مساءً   التاريخ: 23-09-2015
المؤلف : جواد علي كسار
الكتاب أو المصدر : فهم القرآن دراسة على ضوء المدرسة السلوكية
الجزء والصفحة : ص 98- 103 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / مصطلحات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-06-2015 5189
التاريخ: 7-1-2023 1487
التاريخ: 19-11-2015 2663
التاريخ: 9-12-2015 2400

يدور معنى التفسير في اللغة حول البيان والإظهار والكشف ، من دون فرق يعبأ به بين مصدره الاشتقاقي وفيما إذا كان مأخوذا من «الفسر» أو من «السّفر».

لقد اختلف اللغويون إلى اتجاهين بارزين في تحديد الأصل الاشتقاقي الذي انبثق منه لفظ «تفسير» ، بين من ذهب إلى أنّ الجذر هو «الفسر» بمعنى الإبانة وكشف المغطى ، ففسر الشي‏ء يفسره فسرا ، أي أبانه وكشف عنه‏ (1) ، وبين من يراه أنّه مقلوب الجذر عن «السفر» ، فيقال : سفرت المرأة سفورا ، إذا ألقت خمارها عن وجهها فهي سافرة (2). وتقول : أسفر الصبح إذا أضاء (3).

لكن برغم هذا الاختلاف فإنّ المعاني اللغوية للتفسير متقاربة بين الاتجاهين. يكتب أحد الباحثين المختصين : «فالدلالة فيه واحدة في اللغة ، تعني كشف المغلق ، وتيسر البيان ، والإظهار من الخفي إلى الجلي» (4). كما يكتب آخر :

«يستوي أن يكون التفسير مشتقا من «الفسر» أو من «السفر» فدلالة المادتين واحدة في النهاية وهي الكشف عن شي‏ء مختبئ» (5).

إذا كانت المناورة محدودة في مجال تحديد المعنى اللغوي في التفسير ، فإنّ المدى يبدو رحبا ومفتوحا على اجتهادات عديدة في المجال الاصطلاحي. ففي‏ اللغة المعنى توقيفي أو يكاد إذ ليس بمقدور الإنسان أن يتحرك بعيدا عن الاصول اللغوية وهي محدودة ، أمّا على صعيد الاصطلاح فيبدو من الصعب وصد باب الاجتهاد والتأسيس خاصة في علم مفتوح كالتفسير ، من دون أن يعني ذلك إهمال العناصر المشتركة بين مختلف المحاولات التي جاءت ثمرة لتراكم الجهود وازدهار البحث ونموه في هذا المجال.

فيما يلي نطل على بعض التعريفات والتحديدات التي قدمها الفكر القرآني لمفهوم التفسير ومعناه ، في محاولة لترسيم معالم هذه الممارسة على أفقها الأرحب ، ثمّ نعكف بعدها لتقديم رؤية الإمام لننظر بم تتميز عن غيرها.

1- في محاولة ترتبط بمسعى تنظيري مهم في علوم القرآن ، ذكر بدر الدين محمد بن عبد اللّه الزركشي (ت : 794 هـ) ، أنّ التفسير في الاصطلاح : «هو علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها ، ثمّ ترتيب مكيها ومدنيها ، ومحكمها ومتشابهها ، وناسخها ومنسوخها ، وخاصّها وعامها ، ومطلقها ومقيدها ، ومجملها ومفسرها. وزاد فيها قوم علم حلالها وحرامها ، ووعدها ووعيدها ، وأمرها ونهيها ، وعبرها وأمثالها» (6).

كما قال عنه أيضا : «التفسير علم يفهم به كتاب اللّه المنزل على نبيه محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحكمه ، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان ، واصول الفقه ، والقراءات ، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ» (7).

2- على نحو أدق وأقرب إلى المراد ، عرّف جار اللّه محمود بن عمر الزمخشري (ت : 538 هـ) التفسير ، بقوله : «علم يبحث فيه عن أحوال كلام اللّه المجيد ، من حيث دلالته على مراده» (8).

3- أمّا أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت : 754 هـ) فقد قال فيه :

«التفسير علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها ، وأحكامها الإفرادية والتركيبية ، ومعانيها التي تحمل عليها حال التركيب ، وتتمات لذلك» (9).

4- من المعاصرين عرّفه محمّد حسين الطباطبائي (ت : 1403 هـ) ، بما يلي : «التفسير : وهو بيان معاني الآيات القرآنية والكشف عن مقاصدها ومداليلها» (10).

5- كما عرفه أبو القاسم الخوئي (ت : 1413 هـ) ، بقوله : «التفسير هو إيضاح مراد اللّه تعالى من كتابه العزيز» (11).

6- في حين قال عنه محمد عبد العظيم الزرقاني (معاصر) : «التفسير في الاصطلاح علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد اللّه تعالى ، بقدر الطاقة البشرية» (12).

7- كما قال عنه عبد اللّه جوادي آملي (معاصر) ، ما نص ترجمته : «التفسير هو بمعنى بيان وإماطة اللثام عن الكلمة أو الكلام المسوق على أساس قانون‏ المحاورة وثقافة المفاهمة ، ممّا لا يكون معناه بينا وواضحا» (13). على هذا يخرج عن حدّ التفسير ما يكون فيه اللفظ بديهي المعنى ، وما يكون فيه الكلمة أو الكلام من سنخ التعمية واللغز (14).

كما تعني عملية التفسير إدراكيا تحليل المبادئ التصورية والتصديقية التي يستند إليها الكلام لبلوغ مقصود المتكلم ، والمدلول البسيط والمركب للفظ من خلال التدبر العقلي‏ (15).

ثمّ لما كان لمعاني القرآن مراتب متعدّدة ، فإنّ عملية فهمه وتفسيره ستكون كذلك ، لذلك ينبغي أخذ قيد «بقدر الطاقة البشرية» (16) ، وإلّا فإنّ : «القرآن غريم لا يقضى دينه ، وغريب لا يؤدى حقه» ، ومن ثمّ لن تكون هناك نهاية لبلوغ أمده ، وغلق مسار التفسير ، بل كلّ يغترف منه بحسبه وعلى وفق طاقته.

يلحظ على بعض هذه التعاريف أنّها انصرفت لبيان بعض متعلقات التفسير ولوازمه والعلوم التي يعرف بها ، كما هو الحال في الأوّل والثالث. في حين تكاد تلتقي بأجمعها على أنّ المراد منه هو بيان مقصد القرآن وإيضاح دلالته وشرح معناه ، من حيث كون القرآن الكريم كلاما له دلالة ومعنى ، وللّه فيه هدف وقصد (17).

كما أنّ اثنين من المعاصرين هما الزرقاني وآملي ينبهان في التفسير إلى قيد «بقدر الطاقة البشرية» تبعا لما ذهب إليه بعض القدماء. يلحظ أيضا تركيز بعض‏ التعاريف على اللغة وعلومها كثيرا ممّا يضعها في تعارض مع منهج تفسيري آخر لا يلغي دور اللغة إنّما لا يهبها كلّ هذا الوزن ، لأنّ التفسير عنده «هو المعرفة المتنزّلة» (18) ، ومن ثمّ فإنّ اللغة هي بمنزلة القشرة المحيطة باللباب ، والمطلوب من التفسير بلوغ اللباب التي هي المعرفة. هذا المنحى النقدي للنزعة اللغوية المكثفة له مواقع راكزة في تأريخ المسلمين القرآني ، ويحظى بتراث ضخم على مستوى الفكر القرآني. فاللغة تمثل حاجة على مستوى معين من بين أدوات اخرى يتطلبها «علم ظاهر التفسير ، وهو ترجمة الألفاظ. ولا يكفي ذلك في فهم حقائق المعاني» (19) ، وهي من علوم القشر والصدف كما يصنفها الغزالي‏ (20) ، حيث «لا ينال بالقشور إلّا القشور» (21) كما عبّر صدر الدين الشيرازي ، مضيفا في نص وافر الدلالة : «رب رجل أديب أريب عاقل فصيح ، له اطلاع تام على علم اللغة والفصاحة ، واقتدار كامل على صنعة المناظرة وطريق المجادلة مع الخصام في علم الكلام ، وهو مع براعته في فصاحته لم يسمع حرفا من حروف القرآن بما هو قرآن ، ولا فهم كلمة واحدة» (22).

السر أنّ للغة طاقة محدودة مهما اتسعت ، ودورها لا يعدو أن يكون وعاء للألفاظ ينبئ عن أوائل المفاهيم ، ومن ثم : «فإنّ الاطلاع على ظاهر العربية وحفظ النقل عن أئمة التفسير في ترجمة الألفاظ ، لا يكفي في فهم حقائق المعاني» (23) ، وإن كانت في حدها ضرورة لا مناص منها.

______________________________

(1)- لسان العرب 6 : 361 ، القاموس المحيط 2 : 110.

(2)- البرهان في علوم القرآن 2 : 147.

(3)- الإتقان في علوم القرآن 4 : 167.

(4)- دراسات قرآنية 2 : 15- 16.

(5)- مفهوم النص ، دراسة في علوم القرآن : 225.

(6)- البرهان في علوم القرآن 2 : 164. كما تابعه على ذلك السيوطي ، ينظر : الإتقان في علوم القرآن 4 : 194.

(7)- البرهان في علوم القرآن 1 : 33 ، الإتقان في علوم القرآن 4 : 195.

(8)- للمزيد من التفاصيل في هذه التعريفات ومناقشاتها ، ينظر : الإتقان في علوم القرآن 4 : 192 فما بعد.

(9)- ينظر : الإتقان في علوم القرآن 4 : 194.

(10)- الميزان في تفسير القرآن 1 : 4.

(11)- البيان في تفسير القرآن : 421.

(12)- مناهل العرفان في علوم القرآن 1 : 471.

(13)- تسنيم 1 : 52- 53.

(14)- نفس المصدر : 53.

(15)- نفس المصدر.

(16)- نفس المصدر : 54 ومواضع اخرى.

(17)- ينظر : موجز علوم القرآن : 19.

(18)- المنهج التفسيري للعلامة الطباطبائي : 21.

(19)- إحياء علوم الدين 1 : 293.

(20)- جواهر القرآن : 18.

(21)- مفاتيح الغيب : 12 ، والكتاب على ضخامته هو مقدمة لتفسير الشيرازي.

(22)- نفس المصدر : 17.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .