المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المعاني الحرفية
30-8-2016
الدلالات التي يبحث عنها علم الاصول
29-8-2016
Cell-Surface Carbohydrates and Influenza Viruses
10-12-2019
Ethylbenzene
10-9-2017
Repeated Integral
25-8-2018
تطور السلالات البشرية في العالم (الجنس البشري)
15-10-2016


كيف يرى الاسلام تعليم الفتيات في المراحل المتقدمة ؟!  
  
2208   08:58 صباحاً   التاريخ: 15-8-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص145ـ148
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

لما كان جوهر التعليم قائماً على المتابعة، متابعة الاستاذ لطلابه.. ومتابعة الوالدين لأولادهما.. ومتابعة المؤسسات التعليمية للأفراد، فمن البديهي عدم ترك البنت لوحدها، ولا شك أن كل مرحلة من مراحل التعليم بحاجة إلى عناية خاصة.

فالمرحلة الابتدائية تحتاج الى مزيد من الاهتمام لأنها المرحلة الأساسية في توجيه الفتاة نحو التعليم الصحيح والسليم. وان اهتمام الوالدين ببنتهما له أثر بالغ في انشدادها نحو تلقي المعرفة واكتساب العلم، وهذا ما يؤكده علماء النفس والتربية. ومثَل البنت في هذه المرحلة كمثل صاحب بستان يصبّ كلَّ همِّه لتنمية الفسائل والزهور وإروائها وتقليم بعض أجزائها لتهيئة مستلزمات نموها، هذا من جانب الأبوين. واما من جانب المدرسة فإن المعلم يؤثر في وضع المجتمع ونوع الحكم وكيفية العمل فإن يد الطفل هي في يد المعلم وذهنه يلتفت اليه وفكره يتأثر به، وبإمكانه توجيه البنات الى الجهة المناسبة وبناء الدوافع الحسنة أو السيئة فيهّن وإرشادهن والأخذ بأيديهن في مسيرة الحياة.

ويبين المعلم للفتيات فلسفة الحياة ويحدد لهن الأهداف, ويعلِّمهن صفات الكرامة أو الذلة؛ لان للمعلم ولاية اخلاقية على التلميذ ذكراً كان أو انثى، وهي ولاية مقرونة بالشرف والقدسية، ويهتم بالحيلولة دون خطأ التلميذ في المسيرة التربوية، وبأن لا يميل الى الشر، ويكون عاملا للخير وينصبّ جهده على اعانة الصبية والصبي وتطبيق طبيعة القواعد الاجتماعية الصحيحة. ومن جملة وظائفه تعليم التلميذ كيفية التغلب على مصاعب المستقبل وتعليمه السلوك والأخلاق القيّمة ، واعداد مستلزمات الوقوف على قابليته وجعله في الطريق الذي تكون حصيلته الاحياء والارشاد. ومن الضروري جداً أن يعنى الآباء والمربون بإرشاد أبنائهم الى ضرورة احترام المعلم لان مقام المعلم أعلى حتى من مقام الاب، إذا نظر اليه من زاوية معينة وقد فسر هذا القول بأن مصاحبة الاب لابنه تستهدف الاستئناس والارتياح، أما مصاحبة المعلم للتلميذ فهي تهدف الى بنائه واصلاحه على نحو افضل، فكما ان ارتباط الصبي بوالده يدخل في اطار التمني فان المعلم يدخل في اطار الحصول على الجانب المعنوي، وهذا هو هدف الانظمة التربوية والنظام التربوي في الاسلام الذي يحقق الدور الرائد في مجال العلم والمعرفة.

وللمعلم في الحقيقة الدور الاساسي في العملية التربوية فهو يربي ثروات المجتمع النفسية ويقوم بتحريك عجلة المجتمع ويتمتع بمكانة سامية في النظام التربوي الاسلامي وقد ورد في الحديث المنسوب الى النبي (صلى الله عليه واله) قوله: (إني بُعثت معلماً).

وقد ذكرت بعض الآيات القرآنية تلويحاً ان عمل النبي هو التزكية والتعليم, وهذا يعبِّر عن دورة التعليمي ، فهو يعلم الناس الكتابة والحكمة.

وبالنتيجة فإن المكانة الإيجابية أو السلبية تتعلق به ، فالمعلم الجيد يمثل جزءاً من مصير الطفل، ويؤخر من كل النواحي المتصلة بمستلزمات إصلاحه أو فساده . والتعليم لا ينفصل عن التربية، والتربية لا تنفصل عن التعليم ولكن بالإمكان التفريق بين المعلم والمربي واعتبار العلاقة  بينهما ؛ فليس كل معلم بإمكانه أن يكون مربياً جيداً بينما يمكن ويجب ان يكون المربي معلماً أيضاً ، وللمعلم الحق الوافر على تلاميذه فهو مصدر تكاملهم ومعرفتهم واكتساب خبرات الحياة، وهو مصدر الإشعاع لعقولهم وأفكارهم ، فحقُّه عليهم أكثر من حقوق آبائهم ، وواجباتهم أن يكنّوا له أسمى ألوان الاحتفاء والتبجيل . يقول الإمام  زين العابدين (عليه السلام ).

(واما حق سائسك بالعلم فالتعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع اليه والاقبال عليه والمعونة له على نفسك في ما لا غنى بك عنه من العلم بان تنزع له عقلك وتحضره فهمك وتذكي قلبك وتجلي له بصرك بترك اللذات ونقص الشهوات وان تعلم انك فيما القى اليك رسوله الى من لقيك من اهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه اليهم ولا تخفه في تأدية رسالته والقيام اذا تقلدتها)(1).

والهيئة التعليمية لها اوفر الحقوق وأكثرها لا على الطلبة فحسب بل على الامة باسرها لأنها مصدر النور والوعي الذي تستمدُّ منه عوامل نهضتها وارتقائها(2).

وهم معقد آمال الامة وتحقُّق معالمها التي تصبو اليها في جميع مراحل حياتها. وهذا لا يكفي في خلق فتيات يحمل مشعل المعارف والعلوم بل لابد من اشتراك الاباء والامهات والمربين في متابعة البنات ونشاطهن التعليمي وخصوصاً في المراحل الاولى من الدراسة, لان جو الاسرة له تمام الاثر في نجاح البنت ومستقبلها وخلق اجواء النجاح لها، لأنها القاعدة الاساسية التي يتركز عليها بناء الاسرة واقامة المجتمع الانساني وازدهار الحياة وتطورها؛ فقد كان الاسلام يبعث الحماسة في نساء المهاجرين والانصار لتعلّم القراءة والكتابة والتفقه في امور الدين.

وروى البخاري ان النساء قلن للنبي (صلى الله عليه واله) : (غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك فعين لهن يوما يلقاهن فيه ويعلمهن).

وعدد البلاذري بعض النساء الكاتبات، منهن: حفصة زوج النبي وام كلثوم وعائشة بنت سعد التي قالت: علَّمَني ابي الكتاب(3).

وهذا يعطينا صورة واضحة عن اهتمام الرسول الاعظم واصحابه الكرام بتعليم المرأة في أوائل عصر الرسالة الاسلامية، وانها لابد ان تكون كالرجل في ميدان العلم والمعرفة. ولم يكن التعليم وقفاً على الذكور دون الاناث وانما كان للمرأة حظ وافر منه.

_____________

1ـ تحف العقول، ص:260.

2ـ النظام التربوي في الاسلام، ص: 196.

3ـ النظام التربوي في الاسلام نقلا عن (فتوح البلدان) ص: 250 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.