أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016
2737
التاريخ: 15/12/2022
1180
التاريخ: 24-5-2017
82196
التاريخ: 15/11/2022
1660
|
لما كان جوهر التعليم قائماً على المتابعة، متابعة الاستاذ لطلابه.. ومتابعة الوالدين لأولادهما.. ومتابعة المؤسسات التعليمية للأفراد، فمن البديهي عدم ترك البنت لوحدها، ولا شك أن كل مرحلة من مراحل التعليم بحاجة إلى عناية خاصة.
فالمرحلة الابتدائية تحتاج الى مزيد من الاهتمام لأنها المرحلة الأساسية في توجيه الفتاة نحو التعليم الصحيح والسليم. وان اهتمام الوالدين ببنتهما له أثر بالغ في انشدادها نحو تلقي المعرفة واكتساب العلم، وهذا ما يؤكده علماء النفس والتربية. ومثَل البنت في هذه المرحلة كمثل صاحب بستان يصبّ كلَّ همِّه لتنمية الفسائل والزهور وإروائها وتقليم بعض أجزائها لتهيئة مستلزمات نموها، هذا من جانب الأبوين. واما من جانب المدرسة فإن المعلم يؤثر في وضع المجتمع ونوع الحكم وكيفية العمل فإن يد الطفل هي في يد المعلم وذهنه يلتفت اليه وفكره يتأثر به، وبإمكانه توجيه البنات الى الجهة المناسبة وبناء الدوافع الحسنة أو السيئة فيهّن وإرشادهن والأخذ بأيديهن في مسيرة الحياة.
ويبين المعلم للفتيات فلسفة الحياة ويحدد لهن الأهداف, ويعلِّمهن صفات الكرامة أو الذلة؛ لان للمعلم ولاية اخلاقية على التلميذ ذكراً كان أو انثى، وهي ولاية مقرونة بالشرف والقدسية، ويهتم بالحيلولة دون خطأ التلميذ في المسيرة التربوية، وبأن لا يميل الى الشر، ويكون عاملا للخير وينصبّ جهده على اعانة الصبية والصبي وتطبيق طبيعة القواعد الاجتماعية الصحيحة. ومن جملة وظائفه تعليم التلميذ كيفية التغلب على مصاعب المستقبل وتعليمه السلوك والأخلاق القيّمة ، واعداد مستلزمات الوقوف على قابليته وجعله في الطريق الذي تكون حصيلته الاحياء والارشاد. ومن الضروري جداً أن يعنى الآباء والمربون بإرشاد أبنائهم الى ضرورة احترام المعلم لان مقام المعلم أعلى حتى من مقام الاب، إذا نظر اليه من زاوية معينة وقد فسر هذا القول بأن مصاحبة الاب لابنه تستهدف الاستئناس والارتياح، أما مصاحبة المعلم للتلميذ فهي تهدف الى بنائه واصلاحه على نحو افضل، فكما ان ارتباط الصبي بوالده يدخل في اطار التمني فان المعلم يدخل في اطار الحصول على الجانب المعنوي، وهذا هو هدف الانظمة التربوية والنظام التربوي في الاسلام الذي يحقق الدور الرائد في مجال العلم والمعرفة.
وللمعلم في الحقيقة الدور الاساسي في العملية التربوية فهو يربي ثروات المجتمع النفسية ويقوم بتحريك عجلة المجتمع ويتمتع بمكانة سامية في النظام التربوي الاسلامي وقد ورد في الحديث المنسوب الى النبي (صلى الله عليه واله) قوله: (إني بُعثت معلماً).
وقد ذكرت بعض الآيات القرآنية تلويحاً ان عمل النبي هو التزكية والتعليم, وهذا يعبِّر عن دورة التعليمي ، فهو يعلم الناس الكتابة والحكمة.
وبالنتيجة فإن المكانة الإيجابية أو السلبية تتعلق به ، فالمعلم الجيد يمثل جزءاً من مصير الطفل، ويؤخر من كل النواحي المتصلة بمستلزمات إصلاحه أو فساده . والتعليم لا ينفصل عن التربية، والتربية لا تنفصل عن التعليم ولكن بالإمكان التفريق بين المعلم والمربي واعتبار العلاقة بينهما ؛ فليس كل معلم بإمكانه أن يكون مربياً جيداً بينما يمكن ويجب ان يكون المربي معلماً أيضاً ، وللمعلم الحق الوافر على تلاميذه فهو مصدر تكاملهم ومعرفتهم واكتساب خبرات الحياة، وهو مصدر الإشعاع لعقولهم وأفكارهم ، فحقُّه عليهم أكثر من حقوق آبائهم ، وواجباتهم أن يكنّوا له أسمى ألوان الاحتفاء والتبجيل . يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام ).
(واما حق سائسك بالعلم فالتعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع اليه والاقبال عليه والمعونة له على نفسك في ما لا غنى بك عنه من العلم بان تنزع له عقلك وتحضره فهمك وتذكي قلبك وتجلي له بصرك بترك اللذات ونقص الشهوات وان تعلم انك فيما القى اليك رسوله الى من لقيك من اهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه اليهم ولا تخفه في تأدية رسالته والقيام اذا تقلدتها)(1).
والهيئة التعليمية لها اوفر الحقوق وأكثرها لا على الطلبة فحسب بل على الامة باسرها لأنها مصدر النور والوعي الذي تستمدُّ منه عوامل نهضتها وارتقائها(2).
وهم معقد آمال الامة وتحقُّق معالمها التي تصبو اليها في جميع مراحل حياتها. وهذا لا يكفي في خلق فتيات يحمل مشعل المعارف والعلوم بل لابد من اشتراك الاباء والامهات والمربين في متابعة البنات ونشاطهن التعليمي وخصوصاً في المراحل الاولى من الدراسة, لان جو الاسرة له تمام الاثر في نجاح البنت ومستقبلها وخلق اجواء النجاح لها، لأنها القاعدة الاساسية التي يتركز عليها بناء الاسرة واقامة المجتمع الانساني وازدهار الحياة وتطورها؛ فقد كان الاسلام يبعث الحماسة في نساء المهاجرين والانصار لتعلّم القراءة والكتابة والتفقه في امور الدين.
وروى البخاري ان النساء قلن للنبي (صلى الله عليه واله) : (غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك فعين لهن يوما يلقاهن فيه ويعلمهن).
وعدد البلاذري بعض النساء الكاتبات، منهن: حفصة زوج النبي وام كلثوم وعائشة بنت سعد التي قالت: علَّمَني ابي الكتاب(3).
وهذا يعطينا صورة واضحة عن اهتمام الرسول الاعظم واصحابه الكرام بتعليم المرأة في أوائل عصر الرسالة الاسلامية، وانها لابد ان تكون كالرجل في ميدان العلم والمعرفة. ولم يكن التعليم وقفاً على الذكور دون الاناث وانما كان للمرأة حظ وافر منه.
_____________
1ـ تحف العقول، ص:260.
2ـ النظام التربوي في الاسلام، ص: 196.
3ـ النظام التربوي في الاسلام نقلا عن (فتوح البلدان) ص: 250 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|