كيف ينمِّي الاسلام شعور الفتاة واحاسيسها تجاه اهل البيت (عليهم السلام) |
3411
08:37 صباحاً
التاريخ: 15-8-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017
5357
التاريخ: 2024-06-18
540
التاريخ: 15-8-2017
3597
التاريخ: 2024-09-28
244
|
لما كان ائمة أهل البيت (عليهم السلام) هم الطرق الموصلة الى الله تعالى وهم الأدلاء والأمناء عليه، فقد وجب على الامة ان تدين لهم بالحب والولاء والطاعة والتسليم...
فمن واجبات الامة تجاه اهل البيت (عليهم السلام) ان يدين ابناؤها بالموالاة والحب والطاعة والتسليم وعدم الاعتراض عليهم، لان حب اهل البيت اصل قرآني وفريضة إسلامية وضرورة من ضروريات الدين الاسلامي، وان من المسلم به عند جميع المسلمين، عدا النواصب، ان حب اهل البيت هو من الواجبات بل من الضروريات التي هي موضع اتفاق جميع المسلمين، ولا يمكن فصل حب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عن حب آله، لان العلاقة برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هي عين العلاقة بآله، فهو القائل: (من احبني احب علياً) وكذلك قال (صلى الله عليه واله وسلم): (كذب من زعم انه يحب الله ورسوله وهو معادٍ لعلي).
وقال (صلى الله عليه واله وسلم) كذلك: (انا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى).
وقال المعصوم: (أوَّلنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد، بل كلُّنا محمد).
واذ كان لا انفصام بين النبي (صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته، فلا يمكن الفصل ايضا بين حبه وحبهم، فلا يمكن ادعاء حب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) والعداء لعلي (عليه السلام)، وهناك فرق بين حب اهل البيت وموالاتهم. فالحب يمثل حاله عاطفيه فيما يفرض عليك ولاء اهل البيت ان يكون الله وليك. اذاً، من هم اولياء الله؟ انهم ليسوا اولياءنا بأشخاصهم ولكنهم اولياؤنا برسالاتهم وبحبهم لله سبحانه. ولذا الولاية لهم في خط الولاية للرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) وفي خط ولايتنا لله سبحانه {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55].
ومعنى ان تكون ولياً لله ان تكون مخلصا لله بقدر ما كان اهل البيت مخلصين له والسير في خط الله بقدر ما كان اهل البيت يتجهون في خطه.
ان الحب وحده لا يكفي فيما الولاية تعني التزام الموقف، والموقف فكر تلتزمه وعاطفة تعيشها وخطوات تتحرك فيها.
فلا معنى ان تحب اهل البيت وان تلتزم خطاً غير خطهم ونهجاً غير منهجهم وفكراً غير فكرهم وهدفاً غير هدفهم.
ولا شك ان مودة اهل البيت (عليهم السلام) اداء لأجر الرسالة الكبرى، التي حملها الرسول الاعظم، الذي برَّ بديننا ودنيانا واخرجنا من حياة التيه، فهو المنعم والمنقذ، فمودة عترته فرض على كل مسلم. فيقول ابن العربي:
رأيـــت ولائــي آل طــه فـريـضة على رغم ان البعد يورثني القربى
فما طلب المبعوث اجراً على الهدى بتبليغه إلا المودّة في القربى
وكم قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وهو آخذ بيد الحسن والحسين (عليهم السلام): (من احبني واحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة).
وفرض النبي (صلى الله عليه واله وسلم) على المسلمين مودة اهل البيت وجعل التمسك بهم
اماناً لهم من الهلاك.
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): (النجوم امان لأهل الارض من الغرق واهل بيتي امان لامتي من الاختلاف فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس)(1).
وكذلك أعلن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في كثير من احاديثه انه سلم لمن سالم اهل بيته وحرب لمن حاربهم.
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وكان متكئاً على قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام):
(معاشر المسلمين انا سلم لمن سالم اهل هذه الخيمة وحرب لمن حاربهم وولي لمن والاهم لا يحبَّهم الاّ سعيد الجدِّ ولا يبغضهم الاّ شقي الجدِّ).
فقد جعل النبي اهل بيته بمنزلة نفسه، فهو سلم لمن سالمهم وحرب لمن عاداهم.
وفي حديث اخر قال (صلى الله عليه واله وسلم) وقد اخذ بيد الحسن والحسين (عليهم السلام):
(من احبني واحب هذين واباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة).
ولا بد من السؤال عن محبة اهل البيت (عليهم السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):
(لا تزول قدما عبد ـ يوم القيامة ـ حتى يسأل عن اربع : عن عمره فيما افناه، وعن جسد فيما ابلاه، وعن ماله فيما انفقه ومن اين اكتسبه، وعن محبتنا اهل البيت)(2).
واذا مات الانسان وهو على حب اهل البيت فهي الحظوة الكبرى والمنزلة العظمى ويا له من حسن الختام لأن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول:
(من مات على حب آل محمد مات شهيداً ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الايمان ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ألا ومن مات على حب آل محمد فتح في قبره بابان من الجنة ألا ومن مات على حب آل محمد جعل في قبره نور ملائكة الرحمة ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا ما بين عينيه آيسا من رحمة الله)(3).
هذا غيض من فيض كما ورد في فضل حب آل محمد (عليهم السلام)، وتأكيده من الرسول الأعظم، وما هو إلا تأكيد فضلهم وعلو مقامهم في دار الدنيا والاخرة وما أعد الله تعالى لمحبي آل محمد في الاخرة اكثر مما ورد في الدنيا.
هذا الموضوع في غاية الحساسية بالنسبة الى ايمان الانسان وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأصل العقيدة وهي النبوة والإمامة فيجب على الاباء والامهات ان يجعلوا عظم الحب لأهل البيت في غاية من الاهمية وبالأخص الفتاة، فعليهم انم يغدوا البنت منذ صغرها على حب أهل البيت، ولا يمكن انفصال الإيمان عن الحب لأنه من متممات الايمان وقبوله والسلسلة المترابطة من الايمان بالله تعالى ثم الايمان برسوله (صلى الله عليه واله وسلم) ثم الايمان بعلي والائمة واحداً بعد الاخر، فإذا انفصل احد منهم انقطعت السلسة الايمانية وقد مثل الرسول أهل بيته بسفينة نوح قال (صلى الله عليه واله وسلم):
(انما مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق)(4).
وهذا دليل على اتباعهم ووجوب التمسك بهم، فالواجب على كل مسلم ومسلمة ان يدينوا بحبهم ومودتهم، لان الله تعالى حصر الاجر المسؤول عليه الناس بالمودة في القربى، قال (جل
جلاله):
{لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى: 23].
ولا سيما حب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فإنه هو الغذاء الروحي للإنسان والذي يجري مجرى الدم في الجسد.
وحب ابنته الزهراء سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين.
فإن حبها حب للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) وبغضها بغض للنبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وقد كان يقول: (ابنتي فاطمة روحي التي بين جنبي).
على انها المعصومة الطاهرة المطهرة التقية النقية وهي ام الائمة المعصومين.
وحب عترته الطاهرين التي وردت فيها الروايات الكثيرة ومنها:
عن الامام جعفر بن محمد عن ابائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):
(أثبتكم على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي ولأصحابي).
وعن الامام ابي جعفر عن ابائه عن الحسين (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):
(حبي وحب اهل بيتي نافع في سبعة مواطن اهوالهن عظيمة : عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط).
وروي عن ابن عباس قال: (على ابواب الجنة مكتوب: لا اله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله فاطمة خيرة الله الحسن والحسين صفوة الله على محبيهم رحمة الله وعلى مبغضيهم لعنة الله)(5).
وري عنه ( صلى الله عليه واله وسلم): (واجعلوا اهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس ولا يهتدي الرأس الا بالعينين)(6).
وعنه (صلى الله عليه واله وسلم): (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع: عن عمره فيما افناه، وعن جسده فيما ابلاه، وعن ماله فيما انفقه ومن اين اكتسبه، وعن محبتنا اهل البيت).
وقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): (من سره ان يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوالِ علياً من بعدي وليوالِ وليه وليقتد باهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي خُلقوا من طينتي ورُزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من امتي، القاطعين فيهم صلتي، لا انالهم الله شفاعتي)(7).
وروي عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):
(اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تظلوا من بعدي احدهما اعظم من الأخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي اهل بيتي وان يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)(8).
هذا الحديث وعشرات من امثاله تتحدث عن حصر الامامة في اهل البيت وعصمتهم من الاخطاء والاهواء. وانهم مسؤولون عن مودتهم وحبهم المسلمين امام الله سبحانه، فالواجب يحتم على المسلمين ان يجعلوا اهل بيت نبيهم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس.
ومن اظهرِ الوان الحب الاخذُ بأقوالهم والاقتداء بهم في جميع مجالات حياتهم وعلى كافة المستويات وان يرسخ هذا المفهوم في عقول واذهان الفتيات لكي تشعر الفتاة انه جزء من الواجب العقائدي، يجب تقويته ومعرفته معرفه دقيقة وتفصيلية، وان التمسك بهم هو التمسك بالدين الحنيف، والابتعاد عنهم ابتعاد عن روح الدين القويم، وان اهم دعائم الايمان هو الحب والولاء والتمسك بعترة الرسول الاعظم واهل بيته الكرام، وانها حقيقة لا يمكن الاغماض عنها لحظه واحدة، وهذه المحبة مسؤول عنها الانسان ضمن اصول الدين الحقة وبالتالي فان هذه المسؤولية عظيمة جداً وخطيرة على الابوين كليهما دون فرق بين الاب والام، بل هما من حيث الواجب على حد سواء في ترسيخ هذا الجانب العقائدي لهم في نفوس الابناء.
_______________
1ـ الرياض النضرة ، ج2، ص52.
2ـ المراجعات ، ص158، للسيد شرف الدين.
3ـ المراجعات ، ص253.
4ـ المصدر السابق ، ص17 .
5ـ الفطرة، ص30,
6ـ الشرف المؤبد لآل محمد ، ص58.
7ـ كنز العمال ، ج6، ص217.
8ـ مستدرك الحاكم ،ج3، ص149 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|