المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Roles and role-players
3-2-2022
أبنية المصادر الأفعال الثلاثية
17-02-2015
THINKING
2023-04-04
Solidus
20-11-2019
الات تفريخ الدواجن (ماكينات التفريخ)
12-11-2018
ثقافات جاهليّة كافَحَها الإسلام
23-10-2014


في ضيافة طوعة  
  
3507   02:44 مساءً   التاريخ: 8-8-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : العباس بن علي
الجزء والصفحة : ص139-142.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2017 2777
التاريخ: 19-8-2017 3202
التاريخ: 19-8-2017 2918
التاريخ: 19-8-2017 2867

بقي ابن عقيل حائراً لا يدري إلى ابن مأواه وملجئه فقد أحاطت به تيّارات من الهموم وكاد قلبه أن ينفجر من شدّة الألم العاصف واستبان له انّه ليس في المصر رجل شريف يقوم بضيافته وحمايته ومضى متلدّداً في أزقّة الكوفة وانهى به السير إلى سيّدة كريمة يقال لها طوعة هي سيّدة من في المصر بما تملكه من إنسانية وشرف ونبل وكانت واقفة على باب دارها تنتظر قدوم ابنها وهي فزعة عليه من الأحداث الرهيبة التي مُني بها المصر ولما رآها مسلم بادر نحوها فسلّم عليها فردّت (عليه السلام) ووقف مسلم فأسرعت قائلة : ما حاجتك ؟ .. .
 اسقيني ماءاً .. .
وبادرت السيدة فجاءته بالماء فشرب منه ثم جلس فارتابت منه فقالت له : ألم تشرب الماء ؟.. .
 بلى .. .
 اذهب إلى أهلك ان مجلسك مجلس ريبة .. .
وسكت مسلم فأعادت عليه القول وطلبت منه الانصراف من باب دارها ومسلم ساكت فذعرت منه وصاحت به : سبحان الله !! إنّي لا أحلّ لك الجلوس على بابي .. .
ولمّا حرّمت عليه الجلوس نهض وقال لها بصوت خافت حزين النبرات : ليس لي في هذا المصر منزل ولا عشيرة فهل لك إلي أجر ومعروف أن تقومي بضيافتي في هذه الليلة ولعلّي أكافئك بعد هذا اليوم .. .
وشعرت المرأة بأن الرجل غريب وانّه ذو شأن كبير ومكانه عظمى وانّه سيقوم بمكافئتها إن أسدت عليه إحساناً ومعروفاً فبادرته قائلة : ما ذاك يا عبد الله ؟!! 
فقال لها وعيناه تفيضان دموعاً : أنا مسلم بن عقيل كذّبني القوم وغرّوني .. .
فذهلت السيّدة وقالت في دهشة وإكبار : انت مسلم بن عقيل ؟. .
 نعم .. .
وسمحت السيّدة بخضوع وإكبار لضيفها الكبير بتشريف منزلها وقد حازت المجد والشرف بذلك فقد آوت سليل هاشم وسفير ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) وتحمّلت المسؤولية من السلطة بضيافتها له.
وأدخلت السيّدة ضيفها العظيم في بيت غير البيت الذي كانت تأوي إليه وجاءته بالضياء والطعام فأبى أن يأكل فقد مزّق الأسى قلبه الشريف وأيقن بالرزء القاصم وتمثّلت أمامه الأحداث التي سيواجهها وقد شغل فكره الإمام الحسين (عليه السلام) الذي كتب إليه بالقدوم إلى الكوفة وانّه سيلاقي ما لاقاه.
ولم يمض قليل من الوقت حتى قدم بلال ابن السيدة طوعة فرأى أمّه تكثر من الدخول والخروج إلى البيت الذي فيه مسلم لتقوم بخدماته ورعايته فأنكر عليها ذلك وسألها عن السبب فأبت أن تخبره فألحّ عليها فأخبرته بالأمر بعد أن أخذت عليه الاَيمان والمواثيق بالكتمان وطارت نفس الخبيث فرحاً وسروراً وأنفق ليله ساهراً يترقّب بفارغ الصبر انبثاق نور الفجر ليخبر السلطة بمقام مسلم عندهم ليتزلّف بذلك إليها وينال الجائزة منها وقد تنكّر هذا الوغد لجميع الأعراف والأخلاق العربية التي تلزم بقرى الضيف وحمايته من كل مكروه وكانت هذه الظاهره سائدة حتى في العصر الجاهلي وقد دلّ ما فعله هذا الجلف على انهيار القيم الأخلاقية والانسانية ليس عنده فحسب وانّما في أغلبية ذلك المجتمع الذي فقد جميع ما يسمو به الإنسان من القيم الكريمة.
وعلى أيّ حال فقد قضى سليل هاشم ليله حزيناً قلقاً مضطرباً وقد خلص في معظم الليل إلى العبادة ما بين الصلاة وقراءة القرآن فقد أيقن أن تلك الليلة هي آخر آيّام حياته وقد خفق في بعض الليل فرأى عمّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في منامه فأخبره بسرعة اللحاق به فعند ذلك أيقن بدنوّ الأجل المحتوم منه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.