أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2017
2777
التاريخ: 19-8-2017
3202
التاريخ: 19-8-2017
2918
التاريخ: 19-8-2017
2867
|
بقي ابن عقيل حائراً لا يدري إلى ابن مأواه وملجئه فقد أحاطت به تيّارات من الهموم وكاد قلبه أن ينفجر من شدّة الألم العاصف واستبان له انّه ليس في المصر رجل شريف يقوم بضيافته وحمايته ومضى متلدّداً في أزقّة الكوفة وانهى به السير إلى سيّدة كريمة يقال لها طوعة هي سيّدة من في المصر بما تملكه من إنسانية وشرف ونبل وكانت واقفة على باب دارها تنتظر قدوم ابنها وهي فزعة عليه من الأحداث الرهيبة التي مُني بها المصر ولما رآها مسلم بادر نحوها فسلّم عليها فردّت (عليه السلام) ووقف مسلم فأسرعت قائلة : ما حاجتك ؟ .. .
اسقيني ماءاً .. .
وبادرت السيدة فجاءته بالماء فشرب منه ثم جلس فارتابت منه فقالت له : ألم تشرب الماء ؟.. .
بلى .. .
اذهب إلى أهلك ان مجلسك مجلس ريبة .. .
وسكت مسلم فأعادت عليه القول وطلبت منه الانصراف من باب دارها ومسلم ساكت فذعرت منه وصاحت به : سبحان الله !! إنّي لا أحلّ لك الجلوس على بابي .. .
ولمّا حرّمت عليه الجلوس نهض وقال لها بصوت خافت حزين النبرات : ليس لي في هذا المصر منزل ولا عشيرة فهل لك إلي أجر ومعروف أن تقومي بضيافتي في هذه الليلة ولعلّي أكافئك بعد هذا اليوم .. .
وشعرت المرأة بأن الرجل غريب وانّه ذو شأن كبير ومكانه عظمى وانّه سيقوم بمكافئتها إن أسدت عليه إحساناً ومعروفاً فبادرته قائلة : ما ذاك يا عبد الله ؟!!
فقال لها وعيناه تفيضان دموعاً : أنا مسلم بن عقيل كذّبني القوم وغرّوني .. .
فذهلت السيّدة وقالت في دهشة وإكبار : انت مسلم بن عقيل ؟. .
نعم .. .
وسمحت السيّدة بخضوع وإكبار لضيفها الكبير بتشريف منزلها وقد حازت المجد والشرف بذلك فقد آوت سليل هاشم وسفير ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) وتحمّلت المسؤولية من السلطة بضيافتها له.
وأدخلت السيّدة ضيفها العظيم في بيت غير البيت الذي كانت تأوي إليه وجاءته بالضياء والطعام فأبى أن يأكل فقد مزّق الأسى قلبه الشريف وأيقن بالرزء القاصم وتمثّلت أمامه الأحداث التي سيواجهها وقد شغل فكره الإمام الحسين (عليه السلام) الذي كتب إليه بالقدوم إلى الكوفة وانّه سيلاقي ما لاقاه.
ولم يمض قليل من الوقت حتى قدم بلال ابن السيدة طوعة فرأى أمّه تكثر من الدخول والخروج إلى البيت الذي فيه مسلم لتقوم بخدماته ورعايته فأنكر عليها ذلك وسألها عن السبب فأبت أن تخبره فألحّ عليها فأخبرته بالأمر بعد أن أخذت عليه الاَيمان والمواثيق بالكتمان وطارت نفس الخبيث فرحاً وسروراً وأنفق ليله ساهراً يترقّب بفارغ الصبر انبثاق نور الفجر ليخبر السلطة بمقام مسلم عندهم ليتزلّف بذلك إليها وينال الجائزة منها وقد تنكّر هذا الوغد لجميع الأعراف والأخلاق العربية التي تلزم بقرى الضيف وحمايته من كل مكروه وكانت هذه الظاهره سائدة حتى في العصر الجاهلي وقد دلّ ما فعله هذا الجلف على انهيار القيم الأخلاقية والانسانية ليس عنده فحسب وانّما في أغلبية ذلك المجتمع الذي فقد جميع ما يسمو به الإنسان من القيم الكريمة.
وعلى أيّ حال فقد قضى سليل هاشم ليله حزيناً قلقاً مضطرباً وقد خلص في معظم الليل إلى العبادة ما بين الصلاة وقراءة القرآن فقد أيقن أن تلك الليلة هي آخر آيّام حياته وقد خفق في بعض الليل فرأى عمّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في منامه فأخبره بسرعة اللحاق به فعند ذلك أيقن بدنوّ الأجل المحتوم منه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|