المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

طبيعة نظام الحكم في الجزائر
2023-07-06
Summary Study meaning
10-2-2022
الفساد الغذائي وعوامل الفساد
2024-05-12
فضيلة التوكل
18-7-2016
آياتُ الله في خلقِ الليل والنهار
13-11-2015
لماذا البوزونات تبدو مجتمعة مع مثيلاتها
2023-06-24


معارضة معاوية وبنو أميّة  
  
2353   02:46 مساءً   التاريخ: 7-8-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : العباس بن علي
الجزء والصفحة : ص80-82.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / الاوضاع التي واكبها /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2017 2362
التاريخ: 8-8-2017 2449
التاريخ: 12-8-2017 2272
التاريخ: 14-8-2017 2731


في طليعة القوى المعارضة لحكومة الإمام والمعادية له معاوية بن أبي سفيان وبنوا أميّة فقد نزع الله الإيمان من قلوبهم وأركسهم في الفتنة ركساً فكانوا من ألدّ أعداء الإمام كما كانوا من قبل من أعداءً لرسول الله (صلى الله عليه واله) فهم الذين ناهضوا دعوته وكفروا برسالته وكادوا له في غلس الليل وفي وضح النهار حتى أعزّه الله وأذلّهم ونصره وقهرهم وقد دخلوا في الإسلام مكرهين لا مؤمنين به ولولا سماحة خلق النبيّ (صلى الله عليه واله) وعظيم رأفته ورحمته لما أبقى لهم ظلاًّ على الأرض إلاّ أنّه (صلى الله عليه واله) منحهم العفو كما منح غيرهم من أعدائه.
ولم يكن للأمويين أي شأن يذكر أيام النبيّ (صلى الله عليه واله) فقد قبعوا بالذل والهوان ينظر إليهم المسلمون بنظرة العداء والخصوم ويذكرون ما قاموا به في محاربة دينهم والتنكيل بنبيّهم ومن المؤسف انّه لما فجع المسلمون بفقد نبيّهم (صلى الله عليه واله) وآل الأمر إلى الخلفاء علا نجم الأمويين وذلك لأسباب سياسية خاصة فقد عيّن أبو بكر يزيد بن أبي سفيان والياً على دمشق وخرج بنفسه لتوديعه إلى خارج يثرب تعظيماً له واشادة بمكانة أسرته ولم يفعل مثل ذلك مع بقية عمّاله وولاته كما يقول المؤرّخون ولما هلك يزيد أسندت ولاية دمشق إلى أخيه معاوية وكان أثيراً عند عمر تتوافد عليه الأخبار بأنّه يشذّ في سلوكه وينحرف في تصرّفاته عن سنن الشرع وأحكام الإسلام فقد أخبروه بأنّه يلبس الحرير والديباج ويأكل في أواني الذهب والفضّة وكل ذلك محرّم في الإسلام فيقول معتذراً عنه ومسدداً له : ذاك كسرى العرب ومتى كان ابن هند الصعلوك النذل كسرى العرب !! ولو فرضنا أنّه كان كذلك فهل يباح له في شريعة الله أن يقترف الحرام ولا يحاسب عليه ان الله تعالى ليست بينه وبين أحد نسب ولا قرابة فكل من شذّ عن سنّته وخالف أحكامه فانّه يعاقبه على ذلك يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) لو عصيت لهويت ويقول الإمام زين العابدين (عليه السلام) : ان الله تعالى خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشياً وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيّداً قرشياً.
وعلى أيّ حال فان عمر قد أغدق بألطافه ونعمه على معاوية وزاد في رقعة سلطانه ونفخ فيه روح الطموح وقد ظلّ يعمل في ولايته على الشام عمل من يريد الملك والسلطان فكان يقرّب الوجوه والزعماء ويغدق عليهم بالهبات والأموال ويشتري الذمم والعواطف ويركّز ولاءه في قلوب الغوغاء.
ومهّدت عائشة في ثورتها على حكم الإمام الطريق لمعاوية لإعلانه العصيان المسلّح على حكومة الامام التي هي أشرف حكومة ظهرت في الشرق العربي على امتداد التأريخ وقد تذرّع بها معاوية الذئب الجاهلي لحرب الإمام واتخذ من دم عثمان وسيلة لإغراء الغوغاء واتّهم الإمام بأنّه المسؤول عن المطالبة بدمه وفي نفس الوقت أوعز إلى أجهزة الإعلام أن تندب عثمان وتظهر براءته مما اقترفه في تصرّفاته الاقتصادية والسياسية التي تتجافى مع أحكام الإسلام.
وتسلّح معاوية بكبار الدبلوماسيين ومهرة السياسة في العالم العربي أمثال المغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وأمثالهما ممن كانت لهم الدراية الوثيقة في أحوال المجتمع فكانوا يضعون له المخططات الرهيبة للتغلّب على الأحداث. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.