أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2017
2689
التاريخ: 7-8-2017
2604
التاريخ: 3-9-2017
2708
التاريخ: 12-8-2017
2530
|
رافق أبو الفضل العباس (عليه السلام) منذ نعومة أظفاره كثيراً من الأحداث الجسام التي لم تكن ساذجة ولا سطحية وانّما كانت عميقة كأشدّ ما يكون العمق فقد أحدثت اضطراباً شاملاً في الحياة الفكرية والعقائدية بين المسلمين كما استهدفت بصورة دقيقة إبعاد أهل البيت : عن المراكز السياسية في البلاد واخضاعهم لرغبات السلطة وما تعمله على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي من أعمال لا تتفق في كثير من بنودها مع التشريع الإسلامي وقد تجلّى ذلك بوضوح أيّام حكومة عثمان وما سلكته من التصرفات في المجالات الإدارية فقد عمدت إلى منح مناصب الدولة وسائر الوظائف العامة إلى بني أميّة وآل معيط وحرمان بني هاشم ومن يتّصل بهم من أبناء الصحابة من أي منصب من المناصب العامة وقد استولى الأمويون على جميع أجهزة الدولة وراحوا يعملون عامدين أو غير عامدين إلى خلق الأزمات الحادّة بين المسلمين ومن المقطوع به أنّه لم تكن لأكثرهم أيّة نزعة إسلامية كما لم تكن لهم أيّة دراية بأحكام القانون الإسلامي وما تتطلّب إليه الشريعة الإسلامية من إيجاد مجتمع إسلامي متطوّر قائم على المودّة والتعاون وبعيد كلّ البعد عن التأخّر.
لقد أشاعت حكومة عثمان الرأسمالية في البلاد فقد منحت الأمويين وبعض أبناء القرشيين الامتيازات الخاصة وفتحت لهم الطريق لكسب الأموال وتكديسها بغير وجه مشروع وقد أدّت هذه السياسة الملتوية إلى خلق اضطراب شامل لا في الحياة الاقتصادية فحسب وانّما في جميع مناحي الحياة وأشاعت القلق والتذمّر في جميع الأوساط الإسلامية فاتجهت قطعات من الجيوش المرابطة في العراق ومصر إلى يثرب وطالبت عثمان بالاستقامة في سياسته وإبعاد الأمويين عن جهاز الدولة كما طالبوه بصورة خاصة بإبعاد مستشاره ووزيره مروان بن الحكم الذي كان يعمل بصورة مكشوفة لتأجيج نار الفتنة في البلاد.
ولم يستجب عثمان لمطالب الثوّار ولم يخضع لرأي الناصحين له والمشفقين عليه وظلّ متمسّكاً بأسرته ومحتضناً لبطانته تتوافد عليه الأخبار بانحرافهم عن الطريق القويم واقترافهم لما حرّمه الله فلم يعن بذلك وراح يسدّدهم ويلتمس لهم المعاذير ويتّهم الناصحين بالعداء لأسرته.
وبعدما اختفت جميع الوسائل الهادفة لاستقامة عثمان لم يجد الثوار بُدّاً من قتله فقَتل شرّ قتلة ويقول المؤرّخون انّه تولّى قتله خيار أبناء الصحابة كمحمد بن أبي بكر كما أقرّ قتله كبار الصحابة وعظماؤهم وفي طليعتهم الصحابي الجليل صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) وخليله عمّار بن ياسر.
وانتهت بذلك حكومة عثمان وهي من أهمّ الأحداث الجسام التي جرت في عصر أبي الفضل (عليه السلام) وبمرأى ومسمع منه فقد كان في شرخ الشباب وعنفوانه وقد رأى كيف تذرع الانتهازيّون من الأمويين بمقتل عثمان فطبّلوا له ورفعوا قميصه الملطّخ بدمائه فجعلوه شعاراً لتمرّدهم على حكم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ذلك الحكم القائم على الحق والعدل.
إنّ أسوأ ما تركت حكومة عثمان أنّها ألقت الفتنة بين المسلمين ، وحصرت الثروة عند الأمويين وآل أبي معيط وعملائهم من القرشيين الحاقدين على العدل الاجتماعي وبذلك استطاعوا القيام بعصيان مسلّح ضدّ حكومة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) التي كانت امتداداً ذاتياً لحكومة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله).
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|