أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-7-2017
2728
التاريخ: 27-7-2017
716
التاريخ: 28-7-2017
1016
التاريخ: 27-7-2017
3642
|
موت الرشيد:
وفي سنة ثلاث وتسعين ومائة مات الرشيد أول جمادى الآخرة لثلاث خلون منه وكانت قد اشتدت علته بالطريق بجرجان فسار إلى طوس فمات بها .
قال جبرائيل بن بخيتشوع كنت مع الرشيد بالرقة وكنت أول من يدخل عليه في كل غداة أتعرف حاله في ليلته ثم يحدثني وينبسط إلي ويسألني عن أخبار العامة فدخلت عليه يوما فسلمت عليه فلم يكد يرفع طرفه ورأيته عابسا مفكرا مهموما فوقت مليا من النهار وهو على تلك الحال فلما طال ذلك أقدمت فسألته عن حاله وما سببه فقال إن فكري وهمي لرؤيا رأيتها في ليلتي هذه قد أفزعتني وملأت صدري فقلت فرجت عني يا أمير المؤمنين ثم قبلت يده ورجله وقلت الرؤيا إنما تكون لخاطر أو بخارات رديئة وتهاويل السوداء وهي أضغاث أحلام قال فإني أقصها عليك رأيت كأني جالس على سريري هذا إذ بدت من تحتي ذراع أعرفها وكف أعرفها لا افهم اسم صاحبها وفي الكف تربة حمراء فقال لي قائل أسمعه ولا أرى شخصه هذه التربة التي تدفن فيها فقلت وأين هذه التربة قال طوس وغابت اليد وانقطع الكلام فقلت أحسبك لما أخذت مضجعك فكرت في خراسان وما ورد عليك منها وانتقاض بعضها فذلك الفكر أوجب هذه الرؤيا فقال كان ذلك فأمرته باللهو والانبساط ففعل ونسينا الرؤيا وكالت الأيام ثم سار إلى خراسان لحرب رافع فما صار ببعض الطريق ابتدأت به العلة فلم تزل تزيد حتى دخلنا طوس فبينا هو يمرض في بستان في ذلك القصر الذي هو فيه إذ ذكر تلك الرؤيا فوثب متحاملا يقوم ويسقط فاجتمعنا إليه نسأله فقال أتذكر رؤياي بالرقة في طوس ثم رفع رأسه إلى مسرور فقال جئني من تربة هذا البستان فأتاه بها في كفه حاسرا عن ذراعيه فلما نظر إليه قال هذه والله الذراع التي رأيتها في منامي وهذه الكف بعينها وهذه التربة الحمراء ما خرمت شيئا وأقبل على البكاء والنحيب ثم مات بعد ثلاثة.
قال ابو جعفر لما سار الرشيد عن بغداد إلى خراسان بلغ جرجان في صفر وقد اشتدت علته فسير ابنه المأمون إلى مرو وسير معه من القواد عبد الله بن مالك ويحيى بن معاذ وأسد بن يزيد والعباس بن جعفر بن محمد بن الاشعث والسندي الحرشي ونعيم بن حازم وسار الرشيد إلى طوس واشتد به الوجع حتى ضعف عن الحركة فلما أثقل أرجف به الناس فبلغه ذلك فأمر بمركوب ليركبه ليراه الناس فأتي بفرس فلم يقدر على النهوض فأتي ببرذون فلم يطق النهوض فأتي بحمار فلم ينهض فقال ردوني ردوني صدق والله الناس ووصل إليه وهو بطوس بشير بن الليث أخو رافع وأسيرا فقال الرشيد والله لو لم يبق من أجلي إلا أن أحرك شفتي بكلمة فقلت اقتلوه ثم دعا بقصاب فأمر به ففصل أعضاءه فلما فرغ منه أغمي عليه وتفرق الناس عنه فلما ايس من نفسه أمر بقبره فحفر في موضع عن الدار التي كان فيها وأنزل إليه قرحا فقرؤوا فيه القرآن حتى خمل وهو في محفة على شفير القبر يقول ابن آدم تصير إلى هذا وكان يقول في تلك الحال واسوأتاه من رسول الله.
وقال الهيثم بن عدي لما حضرت الرشيد الوفاة غشي عليه ففتح عينيه منها فرأى الفضل بن الربيع على رأسه فقال يا فضل:
أحيـــن دنا مـــــا كنت أرجــو دنوه *** رمتني عيون الناس من كل جانب
فــأصبحت مرحومـــا وكنت محسدا *** فصبــرا على مكروه أمن العواقب
سأبكي على الوصل الذي كان بيننا *** وأنـــدب أيام الســــــرور الذواهب
قال سهل بن صاعد كنت عند الرشيد وهو يجود بنفسه فدعا بملحفة غليظة فاحتبى بها وجعل يقاسي ما يقاسي فنهضت فقال اقعد فقعدت طويلا لا يكلمني ولا أكلمه فنهضت فقال أين يا سهل فقلت ما يتسع قلبي يا أمير المؤمنين تعاني من المرض ما تعاني فلو اضطجعت يا أمير المؤمنين فضحك ضحكا صحيحا ثم قال يا سهل أذكر في هذه الحال قول الشاعر :
وإني من قوم كرام يزيدهم *** شماسا وصبرا شدة الحدثان
ثم مات وصلى عليه ابنه صالح وحضر وفاته الفضل بن الربيع واسماعيل بن صبيح ومسرور وحسين ورشيد وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وشهرين وثمانية عشر يوما وقيل ملك ثلاثا وعشرين سنة وشهرا وستة عشر يوما وكان عمره سبعا وأربعين سنة وخمسة أشهر وخمسة أيام وكان جميلا وسيما أبيض جعدا قد وخطه الشيب قال وكان في بيت المال لما توفي تسعمائة ألف ونيف.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|