أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2020
3116
التاريخ: 1-9-2017
1733
التاريخ: 14-8-2017
1217
التاريخ: 23-11-2017
1223
|
أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد الخزرجي النجاري وفاته ومدفنه توفي غازيا في بلاد الروم في ملك معاوية سنة 50 أو 51 أو 52 وهو الأكثر كذا في الاستيعاب. وفي تهذيب التهذيب عن أبي زرعة الدمشقي سنة 55 وفي مروج الذهب سنة 45 ولم يقله غيره .
وفي الاستيعاب: دفن قرب سور القسطنطنية وقبره معلوم إلى اليوم معظم يستسقون به فيسقون فيه في الكنى روي عن مجاهد ان خيل المسلمين جعلت تقبل وتدبر على قبره حتى عفي أثره خافوا من نبشه وقال البغوي قبر ليلا وعن مجاهد ان الروم قالت للمسلمين صبيحة دفنهم أبا أيوب لقد كان لكم الليلة شان فقالوا هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا محمد ص وأقدمهم اسلاما وقد دفناه حيث رأيتم والله لئن نبش لأضرب لكم ناقوس في ارض العرب ما كانت لنا مملكة قال مجاهد كانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا وقال أبو القاسم عن مالك بلغني عن قبر أبي أيوب ان الروم يستصحون به ويستسقون وقال ابن حبان قال إذا انا مت فقدموني في بلاد العدو ما استطعتم ثم ادفنوني فمات وكان المسلمون على حصار القسطنطينية فقدموه حتى دفن إلى جنب حائط.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 49 فيها أو في سنة 50 وجه معاوية جيشا كثيفا إلى بلاد الروم وكان فيه أبو أيوب الأنصاري وتوفي أبو أيوب عند القسطنطينية فدفن بالقرب من سورها فأهلها يستسقون به.
وروى الحاكم في المستدرك انه مات في الغزو وكان أوصى ان يدفن في أصل سور القسطنطينية وان يقضى دين عليه ففعل.
وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم والروم فيما ذكر يتعاهدون قبره ويزورونه ويستسقون به إذا قحطوا اه. ومثله في ذيل المذيل الا انه قال وقبره بأصل حصنها وقال ويرمونه بدل يزورونه وروى الحاكم أيضا انه أوصى فقال إذا انا مت فاسعوا بي في ارض العدو ما وجدتم مساغا فإذا لم تجدوا مساغا فادفنوني ثم ارجعوا.
انقطاع نسله في تاريخ ابن عساكر: انقطع نسل أبي أيوب فلا نعلم له نسلا.
أمه في الاستيعاب وغيره أمه هند بنت سعد سعيد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر.
أقـوال العـلماء فـيه :
كان أبو أيوب صحابيا من السابقين إلى الاسلام أنصاريا خزرجيا مخلصا في ولاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع مختصا به شهد معه جميع حروبه بعد ما شهد مع النبي محمد ص جميع حروبه وقضى عمره في الجهاد في سبيل الله وغزا بعد وفاة أمير المؤمنين ع حتى مات غازيا في بلاد الروم وكان شاعرا مجيدا وامتاز بأنه صاحب منزل رسول الله ص يوم الهجرة فلم ينزل النبي ص عند أحد وقد عرضت عليه القبائل النزول كلما مر بواحدة منها حتى أخواله فلم يقبل وقال دعوا الناقة فإنها مأمورة حتى أناخت بباب أبي أيوب.
وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: كان أبو أيوب سيدا معظما من سادات الأنصار وكان من شيعة الإمام علي ع وقال الكشي انه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع.
وفي الخلاصة: خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري مشكور وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري وفي أصحاب علي ع فقال خالد بن زيد عربي مدني خزرجي يكنى أبا أيوب الأنصاري من الخزرج وفي المستدرك للحاكم ذكر مناقب أبي أيوب الأنصاري ثم روى بسنده عن عروة ان من تسمية أصحاب العقبة الذين بايعوا النبي محمد ص من بني غنم بن مالك بن النجار أبو أيوب وهو خالد بن زيد بن ثعلبة. وروى أيضا انه شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص ثم لم يتخلف عن غزاة فلم تكن غزاة للمسلمين الا وهو فيها الا عاما واحدا استعمل على الجيش رجل شاب فقعد ذلك العام فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول ما علي من استعمل ثم غزا فمرض فمات وكان يقول قال الله عز وجل انفروا خفافا وثقالا فلا أجدني الا خفيفا أو ثقيلا اه.
وفي الاستيعاب: شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد وعليه نزل رسول الله ص في خروجه من بني عمرو بن عوف حين قدم المدينة مهاجرا من مكة فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة وبنى مساكنه ثم انتقل إلى مسكنه وآخى رسول الله ص بينه وبين مصعب بن عمير وكان مع علي بن أبي طالب في حروبه كلها وروى في أسد الغابة شهد أبو أيوب العقبة وبدرا واحدا والمشاهد كلها مع رسول الله ص قاله ابن عقبة وابن إسحاق وعروة وغيرهم وشهد مع علي حروبه كلها ولزم الجهاد ولم يتخلف عن الجهاد الا عاما واحدا فإنه استعمل على الجيش رجل شاب فقعد ذلك العام وجعل يتلهف ويقول وما علي من أن استعمل علي. وروى في الإصابة ان الشاب يزيد بن معاوية وروى فيه أيضا انه عبد الملك بن مروان وقال ابن عساكر هو عبد الملك. ويمكن ان يكون أمير الجيش الذي تخلف عنه هو عبد الملك ثم غزا مع يزيد وفيه في الكنى شهد العقبة وبدرا واحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله ص وكان مع علي بن أبي طالب ع ومن خاصته قال ابن الكلبي وابن إسحاق وغيرهما شهد أبو أيوب مع علي الجمل وصفين وكان على مقدمته يوم النهروان وقال شعبة سالت الحكم أشهد أبو أيوب صفين؟ قال لا، ولكن شهد النهروان اه. وهو مردود بما مر من شهوده الثلاثة وما كان ليتخلف عن علي وهو من خاصته وبما يأتي من اخباره يوم صفين وغيره.
وفي الإصابة: من السابقين شهد العقبة وبدرا وما بعدها وشهد الفتوح ودوام الغزو واستخلفه علي على المدينة لما خرج إلى العراق ثم لحق به بعد وشهد معه قتال الخوارج قال ذلك الحكم بن عتيبة.
وفي تهذيب التهذيب: شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله ص ونزل عنده حين قدم المدينة شهرا حتى بنى المسجد وقال الخطيب حضر العقبة وشهد بدرا واحدا والمشاهد كلها وكان مسكنه المدينة وحضر مع علي حرب الخوارج وورد المدائن في صحبته وذكر الواقدي وأبو القاسم البغوي انه شهد مع علي صفين وقال ابن الأثير في تاريخه شهد بدرا واحدا والمشاهد كلها مع رسول الله ص وشهد صفين مع علي وغيرها من حروبه.
وفي ذيل المذيل: هو أحد السبعين الذين بايعوا الرسول الله ص ليلة العقبة من الأنصار في قول جميعهم وشهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص وروى عن رسول الله ص حديثا كثيرا.
وفي تاريخ بغداد: بسنده عن الأجلح بن عبد الله الكندي سمعت زيد بن علي وعبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد ومحمد بن عبد الله بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب رسول الله ص كلهم ذكره عن آبائه وعمن أدرك من أهله وسمعته أيضا من غيرهم فذكر أسماء جماعة من الصحابة ثم قال وخالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري.
وفي الدرجات الرفيعة: كان من الصحابة شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد وكان سيدا معظما من سادات الأنصار وكان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ص وممن أنكر على الخليفة الأول تقدمه عليه. وفيما كتبه الرضا ع للمأمون من محض الاسلام الولاية لأولياء أمير المؤمنين ع الذين مضوا على منهاج الرسول ص ولم يبدلوا ولم يغيروا بعد نبيهم وهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وسهل بن حنيف وحذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخالد بن سعيد وعبادة بن الصامت وأبو أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت وأبو سعيد الخدري وأمثالهم اه. وقال في رجاله: سئل الفضل بن شاذان عن بعض قتاله فقال كان ذلك قلة فقه منه وغفلة اه.
أخباره :
خبره في نزول الرسول ص عنده لما هاجر النبي ص من مكة إلى المدينة نزل أولا في بني عمرو بن عوف بقبا وبقي هناك خمسا أو أكثر ينتظر قدوم علي بن أبي طالب ع بالفواطم فلما قدم عليه دخل المدينة. قال ابن الأثير في أسد الغابة فيما رواه بسنده عن ابن إسحاق في جملة حديث : فاعترضه بنو سالم بن عوف فقالوا يا رسول الله هلم إلى العدد والعدة والقوة انزل بين أظهرنا فقال خلوا سبيلها أي الناقة فإنها مأمورة ثم مر ببني بياضة فاعترضوه فقال مثل ذلك ثم مر ببني ساعدة فقالوا مثل ذلك فقال خلوا سبيلها فإنها مأمورة ثم مر بأخواله بني عدي بن النجار فقالوا هلم إلينا أخوالك فقال مثل ذلك فمر ببني مالك بن النجار فبركت على باب مسجده ثم التفتت ثم انبعثت ثم كرت إلى مبركها الذي انبعثت منه فبركت فيه ثم تحلحلت في مناخها ورزمت فنزل رسول الله ص عنها فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فادخله بيته.
وعن مناقب ابن شهرآشوب مرفوعا عن سلمان الفارسي قال: لما قدم النبي ص إلى المدينة تعلق الناس بزمام الناقة فقال النبي ص يا قوم دعوا الناقة فهي مأمورة فعلى باب من بركت فانا عنده فأطلقوا زمامها وهي تهف في المسير حتى دخلت المدينة فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري ولم يكن في المدينة أفقر منه فانقطعت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبي ص الخبر. وظهر من هذه الرواية حكمة نزوله ص عند أبي أيوب دون غيره وهو كونه أفقر رجل في المدينة وفي ذلك حكم كثيرة أولا قطع طمع الأغنياء في الميل إليهم دون الفقراء ثانيا بيان ان المال لا قيمة له عند الله ثالثا جبر قلوب الفقراء رابعا الحث على الزهد في الدنيا خامسا تعليم الناس التواضع وعدم احتقار الفقير لفقره وعدم احترام الغني لغناه سادسا كسر النفس وحملها على التواضع إلى غير ذلك.
اهتمام أبي أيوب براحته ص في الاستيعاب بسنده ان أبا أيوب قال نزل رسول الله ص في بيتنا الأسفل وكنت في الغرفة فأهديق ماء في الغرفة فقمت انا وأم أيوب بقطيفة لنا نتبع الماء شفقة ان يخلص إلى رسول الله ص فنزلت إلى النبي وانا مشفق فقلت يا رسول الله انه ليس ينبغي ان نكون فوقك انتقل إلى الغرفة فامر النبي ص بمتاعه ان ينقل ومتاعه قليل الحديث. وفي رواية الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي امامة الباهلي عن أبي أيوب لما نزل على رسول الله ص قلت بأبي وأمي اني أكره ان أكون فوقك وتكون أسفل مني فقال إنه رفق بي ان أكون في السفلى لما ينتابنا من الناس، فلقد رأيت جرة لنا انكسرت فأهديق ماؤها فقمت انا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها ننشف بها الماء فرقا ان يصل إلى رسول الله ص شئ يؤذيه. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
زهده ومعرفته روى ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن سلم بن عبد الله:
أعرست في عهد أبي فدعا الناس وفيهم أبو أيوب وقد ستروا بيتي بستر أخضر فقال يا عبد الله تسترون الجدر؟ فقال أبي واستحيا غلبنا النساء فقال من خشيت ان يغلبه النساء فلم أخشى ان يغلبني لا ادخل لكم بيتا ولا أطعم لكم طعاما.
قال ودخل نوف البكالي ورجل آخر على أبي أيوب وقد اشتكى فقال نوف اللهم عافه واشفه فقال لا تقولوا هذا وقولوا اللهم ان كان اجله عاجلا فاغفر له وارحمه وان كان آجلا فعافه واشفه وآجره.
صلاته بالناس بعد مقتل عثمان :
قال ابن الأثير في اليوم الذي منع فيه عثمان جاء سعد القرظ وهو المؤذن إلى علي بن أبي طالب فقال من يصلي بالناس فقال ادع خالد بن زيد فدعاه فصلى بالناس فهو أول يوم عرف ان اسم أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد.
خبره في دخول علي ع البصرة يوم الجمل :
في مروج الذهب بسنده عن المنذر بن الجارود في وصف دخول علي ع البصرة يوم الجمل قال فورد موكب نحو ألف فارس يقدمهم فارس أشهب عليه قلنسوة وثياب بيض متقلد سيفا معه راية فقلت من هذا فقيل أبو أيوب الأنصاري وهؤلاء الأنصار وغيرهم.
خبره في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين:
في رجال الكشي روى الحارث بن نصير الأزدي عن أبي صادق عن محمد بن سليمان قدم علينا أبو أيوب الأنصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له فاتيناه فأهدينا له وقعدنا عنده وقلنا يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا مع رسول الله ص ثم جئت تقاتل المسلمين فقال إن النبي ص امرني بقتال القاسطين والمارقين والناكثين فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين وانا نقاتل إن شاء الله بالسعفات بالطرفات بالنهروانات وما أدري انى هي وقد روى إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين وابن عساكر في تاريخ دمشق ما يقارب مضمون هذه الرواية التي مرت عن الكشي فرواها ابن ديزيل كما في الدرجات الرفيعة بسند يخالف سند الكشي في شئ ويوافقه في شئ ولعل الاختلاف وقع من تحريف النساخ فروى ابن ديزيل عن محمد بن سليمان عن ابن فضيل عن إبراهيم الهجري عن أبي صادق واقتصر ابن عساكر على قوله أبو صادق قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فأهدت له الأزد جزرا فبعثوها معي فدخلت إليه فسلمت عليه وقلت له يا أبا أيوب قد أكرمك الله عز وجل بصحبة نبيه ونزوله عليك فما لي أراك تستقبل الناس بسيفك تقاتل هؤلاء مرة وهؤلاء مرة قال إن رسول الله ص عهد إلينا ان نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم وعهد إلينا ان نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم يعني معاوية وأصحابه وعهد إلينا ان نقاتل معه المارقين ولم أرهم بعد اه.
وفي الدرجات أيضا: روى الخطيب في تاريخه ان علقمة والأسود اتيا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقالا له يا أبا أيوب ان الله أكرمك بنزول محمد ص وبمجئ ناقته تفضلا من الله تعالى واكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس جميعا ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب أهل لا إله إلا الله فقال يا هذا ان الرائد لا يكذب أهله ان رسول الله ص أمرنا بقتال ثلاثة مع علي ع بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فاما الناكثون فقد قاتلناهم وهم أهل الجمل وأما القاسطون فهذا منصرفنا عنهم يعني معاوية وعمرو بن العاص وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما أدري أين هم ولكن لا بد لنا من قتالهم إن شاء الله تعالى ثم قال سمعت رسول الله ص يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك يا عمار ان رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا فاسلك مع علي فإنه لمن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى الخبر وهذه الروايات وغيرها تنفي قول من زعم أنه لم يشهد الا النهروان. وفي الدرجات الرفيعة ثم شهد أبو أيوب وقعة النهروان مع أمير المؤمنين ع وهو على مقدمته يقاتل المارقين أيضا كما أمره النبي ص بذلك. وفيه أيضا: روى أبو بكر محمد بن الحسن الاجري تلميذ أبي بكر بن داود السجستاني في الجزء الثاني من كتاب الشريعة باسناده ان علقمة بن قيس والأسود بن يزيد قالا اتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا أن الله تعالى أكرمك بمحمد ص إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك وكان رسول الله ص ضيفك فضيلة فضلك الله تعالى بها ثم خرجت تقاتل مع علي بن أبي طالب فقال مرحبا بكما وأهلا انني أقسم لكما بالله لقد كان رسول الله ص في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت غير رسول الله ص وعلي جالس يمينه وأنا قائم بين يديه وانس إذ حرك الباب فقال رسول الله ص يا انس انظر من بالباب فخرج فنظر ورجع فقال هذا عمار بن ياسر قال أبو أيوب فسمعت رسول الله ص يقول يا انس افتح لعمار الطيب المطيب ففتح انس الباب فدخل عمار فسلم على رسول الله ص فرد ع ورحب به وقال يا عمار سيكون في أمتي بعدي هناة واختلاف حتى يختلف السيف بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض فان رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني يعني عليا ع وان سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي وخل الناس طرا يا عمار ان عليا لا يزال عن هدى يا عمار ان طاعة علي من طاعتي وطاعتي من طاعة الله تعالى.
أخباره مع معاوية :
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن الأعمش قال كتب معاوية إلى أبي أيوب خالد بن زيد (1) الأنصاري صاحب منزل رسول الله ص كتابا وكان سطرا واحدا: حاجيتك لا تنسى شيباء أبا عذرها عذرتها ولا قاتل بكرها فلم يدر أبو أيوب ما هو فاتى به عليا ع وقال يا أمير المؤمنين ان معاوية ابن آكلة الأكباد وكهف المنافقين كتب إلي بكتاب لا أدري ما هو فقال له علي ع وأين الكتاب فدفعه إليه فقرأه وقال نعم هذا مثل ضربه لك يقول ما انسى الذي لا تنسى الشيباء لا تنسى أبا عذرها عذرتها والشيباء المرأة البكر ليلة افتضاضها لا تنسى بعلها الذي افترعها ابدا ولا تنسى قاتل بكرها وهو أول ولدها كذلك لا انسى انا قتل عثمان والشيباء الشمطاء وكتب معاوية في أسفل كتاب أبي أيوب:
أبلغ لديك أبا أيوب مالكة * انا وقومك مثل الذئب والنقد (2)
أما قتلتم أمير المؤمنين فلا * ترجوا الهوادة عندي آخر الأبد
ان الذي لمتموه نلتموه ظالمين له * أبقت حرازته صدعا على كبدي
اني حلفت يمينا غير كاذبة * لقد قتلتم إماما غير ذي أود
لا تحسبوا انني انسى مصيبته * وفي البلاد من الأنصار من أحد
أعزز علي بأمر لست نائله * واجهد علينا فلسنا بيضة البلد
قد ابدل الله منكم خير ذي كلع * واليحصبيين أهل الحق في الجند (3)
ان العراق لنا فقع بقرقرة * أو شخبة بزها شاو ولم يكد
والشام ينزلها الأبرار بلدتها * امن وحرمتها عريسة الأسد
فلما قرأ الكتاب على علي قال لأشد ما شحذكم معاوية يا معشر الأنصار أجيبوا الرجل فقال أبو أيوب يا أمير المؤمنين ما أشاء ان أقول من الشعر شيئا يعبأ به الرجال الا قلته قال أنت إذا أنت فكتب أبو أيوب إلى معاوية أنت كما لا تنسى الشيباء ثكل ولدها ولا أبا عذرتها فضربتها مثلا بقتل عثمان وما انا وقتل عثمان ان الذي تربص بعثمان وثبط يزيد بن أسد وأهل الشام في نصرته وان الذين قتلوه لغير الأنصار وكتب في آخر كتابه:
لا توعدنا ابن حرب اننا بشر * لا نبتغي ود ذي البغضاء من أحد
فاسعوا جميعا بني الأحزاب كلكم * لسنا نريد ولاكم آخر الأبد
نحن الذين ضربنا الناس كلهم * حتى استقاموا وكانوا عرضة بيني الأود
والعام قصرك منا ان أقمت ثبت لنا * ضرب بزايل بين الروح والجسد
اما علي فانا لا نفارقه * ما رقرق الال في الدوية الجرد
أما تبدلت منا بعد نصرتنا * دين الرسول أناسا ساكني الجند
لا يعرفون أضل الله سعيهم * الا اتباعكم يا راعي النقد لقد
بغى الحق هضما شر ذي كلع * واليحصبيون طرا بيضة البلد
فلما اتى معاوية كتاب أبي أيوب كسره اه.
وفي تهذيب تاريخ ابن عساكر اخرج الحافظ ابن عساكر والخطيب عن عمارة بن غزية: دخل أبو أيوب على معاوية فقال صدق رسول الله ص انكم سترون بعدي اثرة فعليكم بالصبر فبلغت معاوية فقال صدق رسول الله انا أول من صدقه فقال أبو أيوب أجرأة على الله وعلى رسوله لا أكلمه ابدا ولا يؤويني وإياه سقف بيت ثم خرج من فوره ذلك إلى الصائفة فمرض فاتاه يزيد بن معاوية يعوده وهو على الجيش فقال هل لك من حاجة أتوصي بشئ فقال ما ازددت عنك وعن أبيك بعد الا غنى الحديث وقول معاوية هذا استهزاء بالشرع وصاحبه ولذلك قال أبو أيوب أجرأة على الله وعلى رسوله.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده ان أبا أيوب اتى معاوية فذكر له حاجة قال ألست صاحب عثمان قال اما ان رسول الله ص وقد أخبرنا انه سيصيبنا بعده اثرة قال وما امركم قال أمرنا ان نصبر حتى نرد عليه الحوض قال فاصبروا فغضب أبو أيوب وحلف ان لا يكلمه ابدا ثم إن أبا أيوب اتى عبد الله بن عباس فذكر له فخرج عن بيته كما خرج أبو أيوب لرسول الله ص عن بيته وقال ايش تريد قال أربعة غلمة يكونون في محلي قال لك عندي عشرون غلاما. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وبسنده عن حبيب بن أبي ثابت ان أبا أيوب الأنصاري قدم على ابن عباس البصرة ففرع له بيته وقال لاصنعن بك كما صنعت برسول الله ص وقال كم عليك من الدين قال عشرون ألفا فأعطاه أربعين ألفا وعشرين مملوكا وقال لك ما في البيت. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن حبيب بن أبي ثابت مثله.
وفي تاريخ دمشق: قدم يوما على معاوية فأجلسه على السرير معه فجعل معاوية يتحدث ويقول فعلنا وفعلنا وأهل الشام حوله ثم التفت إلى أبي أيوب وقال له من قتل صاحب الفرس البلقاء التي جعلت تجول يوم كذا وكذا فقال أبو أيوب انا قتلته إذ أنت وأبوك على الجمل الأحمر معكما لواء الكفر فنكس معاوية وتنمر أهل الشام لأبي أيوب فرفع معاوية رأسه وقال م ه مه والا فلعمري ما عن هذا سألناك ولا هذا أردنا منك.
ثم إن لقاءه معاوية لا بد ان يكون بعد وفاة علي ع اما في حياته فلم يكن ليفارقه ولا ليأتي معاوية وبعد وفاته لم يكن ابن عباس أميرا على البصرة فلا بد ان يكون وفوده على ابن عباس بالبصرة في حياة علي ومروره بمعاوية بعد وفاته وحصل اشتباه من الرواة فذكر الواقعتين في واقعة واحدة وقدموا المتأخرة وأخروا المتقدمة ولكن رواية المستدرك الأولى لا يرد عليها ذلك لأنه لم يقل فاتى ابن عباس بالبصرة فيجوز ان يكون اتاه بعد وفاة علي ع.
اخباره مع الخوارج :
قال ابن الأثير عند ذكر الخوارج الذين خرجوا في عهد علي ع وخطبهم أبو أيوب الأنصاري فقال: عباد الله انا وإياكم على الحال الأولى التي كنا عليها ليست بيننا وبينكم فرقة فعلا م تقاتلوننا فقالوا انا لو تابعناكم اليوم حكمتم غدا قال فاني أنشدكم الله ان تعجلوا فتنة العام مخافة ما يأتي في القابل وفي مروج الذهب عند ذكر حرب الخوارج: وحمل أبو أيوب الأنصاري على زيد بن حصن فقتله وقتل عبد الله بن وهب الذي قتل هانئ بن حاطب الأزدي وزياد بن خصفة وقتل حرقوص بن زهير السعدي وفيه بسنده عن رجل من الأزد نظرت إلى أبي أيوب الأنصاري في يوم النهروان وقد علا عبد الله بن وهب الراسبي فضربه ضربة على كتفه فأبان يده وقال بؤ بها إلى النار يا مارق فقال عبد الله ستعلم أينا أولى بها صليا قال وأبيك اني لا اعلم إذ اقبل صعصعة بن صوحان وشرك أبا أيوب في قتله ضربه ضربة بالسيف ابان بها رجله وأدركه بأخرى في بطنه ثم احتزا رأسه وأتيا به عليا ثم قال لهما اطلبا لي ذا الثدية الحديث.
روايته حديث الغدير :
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج في كتاب صفين باسناد ذكره عن رباح ج 1 ص 289 روى إبراهيم بن ديزيل بن الحارث النخعي: كنت جالسا عند علي ع إذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا السلام عليك يا مولانا فقال لهم أولستم قوما عربا قالوا بلى ولكنا سمعنا رسول الله ص يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله فلقد رأيت عليا ع ضحك حتى بدت نواجده ثم قال اشهدوا ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتهم فقلت لرجل منهم من القوم؟ قالوا نحن رهط من الأنصار وذاك يعنون رجلا منهم أبو أيوب صاحب منزل رسول الله ص فاتيته فصافحته.
ما رواه عن النبي ص من الدعاء :
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي أيوب الأنصاري انه قال ما صليت وراء نبيكم ص الا وسمعته حين ينصرف من صلاته يقول:
اللهم اغفر لي خطائي وذنوبي كلها اللهم أنعمني وأحيني وارزقني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق فإنه لا يهدي لصالحها الا أنت ولا يصرف عن سيئها الا أنت.
سؤال ابن عباس والمسور إياه عن بعض الأحكام :
روى الحاكم في المستدرك بسنده ان عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا في المحرم يغسل رأسه بالماء من غير جنابة فأرسلا إلى أبي أيوب الأنصاري وهو في بعض مياه مكة يسألانه عن ذلك فذكر الحديث بطوله ثم قال هذه فضيلة لأبي أيوب ابن عباس والمسور بن مخرمة رجعا إليه في السؤال.
الراوي عنهم والراوون عنه:
في تهذيب التهذيب روى عن النبي ص وعن أبي بن كعب وفي أسد الغابة روى عنه من الصحابة ابن عباس وابن عمر والبراء ابن عازب وأبو امامة وزيد بن خالد الجهني والمقدام بن معديكرب وأنس بن مالك وجابر بن سمرة وعبد الله بن يزيد الخطمي ومن التابعين سعيد بن المسيب وعروة وسالم بن عبد الله وأبو سلمة وعطاء بن يسار وعطاء بن يزيد الليثي وغيرهم. وزاد ابن حجر في من روى عنه من غير الصحابة موسى بن طلحة وعبد الله بن حنين وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعروة بن الزبير وأبو عبد الرحمن الجبلي وعمر بن ثابت وجماعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في النسخة المطبوعة خالد بن أيوب في الموضعين وهو غلط.
(2) النقد نوع من الغنم.
(3) أهل الخوف والجند (خ) - المؤلف -.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|