أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-02
689
التاريخ: 5-11-2015
4008
التاريخ: 28-6-2017
2993
التاريخ: 28-5-2017
3486
|
في هذه السنة[الرابعة الهجري] أيضا وقعت غزوة بني النضير و بني قريظة، و كانت قريظة سبعمائة نفر و بن النضير ألفا و هم اكثر مالا و أحسن حالا من قريظة، وكانوا حلفاء لعبد اللّه بن أبيّ، فكتبوا كتابا بينهم يقضي انّ أيّ رجل من اليهود من بني النضير قتل رجلا من بني قريظة ان يجنّيه و يحمّم، و التجنية ان يقعد على جمل أو حمار مستدبرا و يلطخ وجهه بالحمأة (القير) و يدفع نصف الدية، و ايّما رجل من بني قريظة قتل رجلا من بني النضير يدفع إليه الدية كاملة و يقتل به، فكانوا يعيشون في المدينة في أمان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بشرط أن لا يقاتلوه و لا يعينوا على قتاله ...
فقتل رجل من بني قريظة رجلا من بني النضير، فبعث إليهم بنو النضير ان ابعثوا إلينا بدية المقتول وبالقاتل حتى نقتله، فقالت قريظة: ليس هذا حكم التوراة و إنمّا هو شيء غلبتمونا عليه، فأما الدية و اما القتل و الا فهذا محمد بيننا و بينكم.
فلمّا جاءوا الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حكم بمقتضى ما قاله بنو قريظة، فتألم بنو النضير وأضمروه في انفسهم حتى تتاح لهم الفرصة فينتقموا، الى ان حدثت قضية عمرو بن أميّة و قتله العامريّين الذين كانا في جوار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
فجاء (صلّى اللّه عليه و آله) الى بني النضير، يستعينهم في الدية، فقالوا: نعم يا ابا القاسم نعينك على ما أحببت، ثم دعوه ليدخل حصنهم و يكون ضيفهم، فكره (صلّى اللّه عليه وآله) الدخول الى الحصن و اتكأ على جداره، فخلا بعضهم ببعض فقالوا: انكم لن تجدوا الرجل على مثل حالته هذه، ثم قالوا: من يعلو على هذا الجدار و يلقي عليه صخرة؟.
فجاء جبرئيل (عليه السّلام)، و أخبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بغدرهم، فذهب الى المدينة و أرسل محمد بن مسلمة إليهم، ليأمرهم بالخروج من المدينة، لأنهم نقضوا العهد و غدروا، ولو رأى منهم أحدا بعد عشرة ايّام فسيقتله، و لمّا تهيّئوا للرحيل أرسل إليهم عبد اللّه بن أبي ان لا تخرجوا فانّ معي الفين من قومي يحمونكم فان قاتلتم قاتلت معكم و ان خرجتم خرجت معكم.
قال اللّه تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [الحشر: 11] فأقاموا و اصلحوا حصونهم و تهيئوا للقتال، و بعثوا الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) انّا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع، فقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و كبّر و كبّر اصحابه، فأعطى الراية الى علي بن ابي طالب (عليه السّلام) وقدّمه إليهم و خرج هو بعده وصلّى صلاته الاخرى هناك و غدر بهم عبد اللّه بن أبيّ و لم يعنهم.
قال تعالى:
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16] و بقى اليهود خمسة عشر يوما في حصونهم محاصرين، فأمر (صلّى اللّه عليه و آله) بقطع نخلهم الا نوع واحد منها كان عليه تمر يقال له عجوة، و قيل في سبب ذلك، كي لا يطمعوا في البقاء هناك بعد هذا.
و استسلمت اليهود و أرسلت الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) نريد الامان و الخروج بأموالها فقال لهم: أخرجوا و لكم دمائكم و ما حملت الابل فأبوا ان يقبلوا و بقوا اياما ثم قالوا: نخرج و لنا ما حملت الابل، فقال: لا ولكن تخرجون و لا يحمل أحد منكم شيئا فخافوا على انفسهم و أخذوا يخربون بيوتهم بأيديهم لئلا تصير للمسلمين.
قال تعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2].
وولّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) اخراجهم الى محمد بن مسلمة فجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا و سقاء، و قيل خرجوا مع ستمائة بعير كانت لهم و تركوا السلاح و الاثاث مكانه، و خرجوا و هم يضربون الدف و المزامير كناية على انّهم لم يحزنوا على ترك بلادهم و أثاثهم فذهب قسم منهم الى الشام و قسم الى الاذرعات و قسم آخر ذهبوا الى خيبر.
فلمّا غنم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من بني النضير جمع الانصار و قال: «ان أحببتم قسمت بينكم و بين المهاجرين ما أفاء عليّ من بني النضير، و كان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في مساكنكم و أموالكم، و ان أحببتم أعطيتهم و خرجوا من دوركم» .
قال سعد بن عبادة و سعد بن معاذ: يا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بل تقسمه بين المهاجرين و يكونون في دورنا كما كانوا، و نادت الانصار رضينا و سلّمنا يا رسول اللّه، فدعا لهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وقال:
«اللهم ارحم الانصار و ابناء الانصار و أبناء أبناء الانصار».
و نزلت هذه الآية الكريمة في حقّهم:
{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
فقسّم (صلّى اللّه عليه وآله) ما أفاء اللّه عليه على المهاجرين دون الانصار الّا رجلين كانا محتاجين هما، سهل بن حنيف الانصاري و أبو دجانة، لأنهم كانوا في غاية الفقر، ثم سلّم المزارع و الآبار و الانهار الى أمير المؤمنين (عليه السّلام) الذي جعلها وقفا لاولاد فاطمة (عليها السّلام).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|