المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



غزوة بدر الكبرى  
  
3555   03:32 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص168-172.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

 

كانت غزوة بدر الكبرى، وذلك أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سمع بأبي سفيان بن حرب في أربعين راكباً من قريش تجّاراً قافلين من الشام، فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في ثلاثمائة راكب ونيّف، وأكثر أصحابه مشاة، معهم ثمانون بعيراً وفرس يقال إنّه للمقداد، يعتقب النفر على البعير الواحد، وكان بين رسول الله وبين مرثد بن أبي مرثد الغنوي بعير، وذلك في شهر رمضان. فلمّا خرج من المدينة وبلغ أبا سفيان الخبر أخذ بالعير على الساحل، وارسل إلى أهل مكّة  يستصرخ بهم، فخرج منهم نحو من ألف رجل من سائر بطون قريش ومعهم مائتا فرس  فودونها، وخرجوا معهم بالقيان يضربن بالدفوف ويتغنّين بهجاء المسلمين، ورجع الأخنس بن شريق الثقفي ببني زهرة من الطريق وكان حليفاً لهم، فبقي منهم نحو من تسعمائة وسبعين رجلاً، وفيهم العبّاس وعقيل ونوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب خرجوا مكرهين، وكانت أشرافهم المطعمون فيهم: العبّاس بن عبد المطّلب وعتبة بن ربيعة وطعيمة بن عديّ وأبو البختري بن هشام واُميّة بن خلف وحكيم بن حزام والنضر بن الحارث بن كلدة وأبو جهل بن هشام وسهيل بن عمرو. فلما بلغ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى بدر، وهي بئر منسوبة إلى رجل من غفار يقال له: بدر، وقد علم رسول الله بفوات العير ومجيء قريش شاور أصحابه في لقائهم أو الرجوع، فقالوا: الأمر إليك وآلق بنا القوم. فلقيهم على بدر لسبع عشرة من شهر رمضان، وكان لواء رسول الله يومئذ أبيض مع مصعب بن عمير ورايته مع عليّ عليه السلام، وأيّدهم الله سبحانه بخمسة آلاف من الملائكة، فكثّر الله المسلمين في أعين الكفّار وقلّل المشركين في أعين المؤمنين كيلا يفشلوا، وأخذ رسول الله كفّاً من تراب فرماه إليهم وقال: «شاهت الوجوه» فلم يبق منهم أحدٌ إلاّ اشتغل بفرك عينيه. وقتل الله من المشركين نحو سبعين رجلاً، واُسر نحو سبعين(1)رجلاً منهم: العبّاس بن عبدالمطّلب، وعقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، فأسلموا، وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث قتلهما رسول الله بالصفراء، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للعبّاس: «افد نفسك وابني أخويك عقيلاً ونوفلاً، وحليفك عتبة بن عمرو وأخي بني الحارث بن فهر فإنّك ذو مال». فقال: إنّي كنت مسلماً وإنّ القوم استكرهوني.  فقال عليه السلام: «الله أعلم بإسلامك، إن يكن حقّاً فإنّ الله يجزيك به، فأمّا ظاهر أمرك فقد كان علينا». قال: فليس لي مالٌ.

قال: «فأين المال الذي وضعته عند اُمّ الفضل بمكّة وليس معكما أحدٌ فقلت لها: إن اُصبت في سفري هذا فهذا المال لبنيّ: الفضل وعبدالله وقثُم؟».

فقال: والله يا رسول الله إنّي لأعلم أنّك رسول الله، إنّ هذا لشيء ما علمه أحدٌ غيري وغير اُمّ الفضل، فأحسب لي يا رسول الله ما أصبتم منّي من مال كان معي عشرون أوقيّة. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : «لا، ذاك شيء أعطانا الله

منك». ففدى نفسه بمائة أوقيّة، وفدى كلّ واحد بأربعين أوقيّة(2).

وقتل عليّ عليه السلام ببدر من المشركين: الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان شجاعاً فاتكاً، والعاص بن سعيد بن العاص بن اُمّية والد سعيد بن العاص، وطعيمة بن عديّ بن نوفل شجره بالرمح وقال: «والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبداً» ونوفل بن خويلد، وهو الذي قرن أبا بكر وطلحة قبل الهجرة بحبل وعذّبهما يوماً إلى الليل، وهو عمّ الزبير بن العوّام، ولمّا أجلت الوقعة قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) «من له علم بنوفل»؟ فقال عليه السلام: «أنا قتلته» فكبّر النبي عليه السلام ثمّ قال: «الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه»(3).

وروى جابر، عن الباقر، عن أمير المؤمنين عليهما السلام فقال: «لقد تعجّبت يوم بدر من جرأة القوم وقد قتلت الوليد بن عتبة، إذ أقبل إليّ حنظلة ابن أبي سفيان فلمّا دنا منّي ضربته بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض قتيلاً»(4).

وقتل زمعة بن الأسود، والحارث بن زمعة، وعمير بن عثمان بن كعب ابن تيم عمّ طلحة بن عبيد الله، وعثمان ومالكاً أخوي طلحة في جماعة، وهم في ستّة وثلاثين رجلاً(5).

وقتل حمزة بن عبدالمطّلب شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، والأسود بن عبد الأسود المخزومي(6).

وقتل عمرو بن الجموح أبا جهل بن هشام، ضربه بالسيف على رجله فقطعها ودفّف(2) عليه عبد لله بن مسعود فذبحه بسيفه من قفاه، وحمل رأسه إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). قال عبدالله: وجدته بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلي على مذمّره ـ أي عنقه ـ وقلت: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: رويعي الغنم! لقد ارتقيت مرتقاً صعباً. قال: ثمّ اجتززت رأسه فجئت به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقلت: هذا رأس عدوّ الله أبي جهل، فحمد الله تعالى(8). وقتل عمّار بن ياسر اُمّية بن خلف(9).

وأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن تلقى القتلى في قليب بدر، ثمّ وقف عليهم وناداهم بأسمائهم وأسماء آبائهم واحداً واحداً، ثمّ قال: «قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّاً، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقّاً» ثمّ قال: «إنّهم ليسمعون كما تسمعون ولكن منعوا عن الجواب»(10).

 واستشهد من المسلمين يوم بدر أربعة عشر رجلاً، منهم: عبيدة بن الحارث بن عبدالمطّلب، وذو الشمالين عمرو بن نضلة حليف بني زهرة، ومهجع مولى عمر، وعمير بن أبي وقّاص، وصفوان بن أبي البيضاء(11)وهؤلاء من المهاجرين، والباقون من الأنصار(12).

 ولمّا رجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة من بدر لم يقم بالمدينة إلاّ سبع ليال حتّى غزا بنفسه يريد بني سليم، حتّى بلغ ماء من مياههم يقال له: الكدر، فأقام عليه ثلاث ليال، ثمّ رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً، فأقام بها بقيّة شوّال وذا القعدة، وفادى في إقامته جلّ اُسارى بدر من قريش(13).

 

_________________________________
 
(1) في نسخة «ط»: ستين.

 

(2) انظر: سيرة ابن هشام 2: 263، والطبقات الكبرى 2: 11، ودلائل النبوة للبيهقي 3: 32،

42.

(3) انظر: ارشاد المفيد 1: 70، ومغازي الواقدي 1: 92، وسيرة ابن هشام 3: 366.

(4) ارشاد المفيد 1: 75.

(5) انظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 14: 209.

(6) انظر: مغازي الواقدي 1: 151، وسيرة ابن هشام 2: 366، وفيهما: الأسود بن عبد الأسد

لمخزومي.

(7) دفّف على الجريح: أجهز عليه، وفي حديث أبن مسعود: انه دافّ أبا جهل يوم بدر أي

جهز عليه «لسان العرب ـ دفف ـ 9: 105».

(8) انظر: سيرة ابن هشام 2: 288 و 289، وتاريخ الطبري 2: 454 ـ 456، ودلائل النبوة

للبيهقي 3: 84 ـ 85.

(9) المغازي للواقدي 1: 151 وفيه علي بن اُمية بن خلف بدل اُمية بن خلف، السيرة النبوية

ابن هشام 2: 372.

(10) سيرة ابن هشام 2: 92، تاريخ الطبري 2: 456، دلائل النبوة للبيهقي 3: 48 وفيها

اختلاف يسير.

(11) كذا في نسخنا، والصواب: صفوان بن بيضار كما اثبتته جميع المصادر.

(12) انظر: المغازي للواقدي 1: 145 ـ 146، الطبقات الكبرى 2: 17 ـ 18، شرح نهج

لبلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي 14: 207.

(13) سيرة ابن هشام 3: 46، تاريخ الطبري 2: 482.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.