أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017
3011
التاريخ: 5-7-2017
3023
التاريخ: 11-5-2017
3174
التاريخ: 23-5-2017
5482
|
في السنة الثالثة أيضا كانت ولادة الامام الحسين عليه السّلام، و تزوج (صلّى اللّه عليه و آله)فيها حفصة في شهر شعبان و زينب بنت خزيمة في شهر رمضان.
وفي السنة الثالثة أيضا كانت غزوة (احد) في شهر شوال و هو جبل معروف بالقرب من المدينة، يبعد عنها فرسخا واحدا، و ذلك انّ قريشا زادت من حقدها و بغضها للمسلمين بعد واقعة بدر، و ما برحت تستعد للحرب حتى جمعت خمسة آلاف رجل، مع ثلاثة آلاف بعير و مائتي جواد، فخرجوا يطلبون الحرب مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)و صحبوا بعض النساء معهم ليبكين على القتلى، و يثرن الحمية في قلوب الرجال، و يشجّعنهم على القتال، فلمّا بلغ ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)خرج مع اصحابه إليهم، و تلاقوا في احد، فجعل (صلّى اللّه عليه و آله)جبل احد خلفه و جبل عينين على شماله، و المدينة أمامه، و كان في جبل عينين ثغرة يخاف الكمين منها فجعل (صلّى اللّه عليه و آله)عبد اللّه بن جبير عليها و قال له:
«ان رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة فلا تبرحوا من هذا المكان و ان رأيتموهم قد هزمونا حتى أدخلونا المدينة فلا تبرحوا و ألزموا مراكزكم» .
فلمّا سوى الصفوف قام و خطب فقال: «أيها الناس أوصيكم بما أوصاني به اللّه في كتابه من العمل بطاعته، و التناهي عن محارمه (و ساق الخطبة الشريفة الى قوله) قد بين لكم الحلال و الحرام غير انّ بينهما شبها من الامر لم يعلمها كثير من الناس إلّا من عصم، فمن تركها حفظ عرضه و دينه، و من وقع فيها كان كالراعي الى جنب الحمى أوشك أن يقع فيه و ما من ملك الّا و له حمى، الا و أنّ حمى اللّه محارمه، و المؤمن من المؤمنين كالرأس من الجسد اذا اشتكى تداعى عليه سائر جسده، و السلام عليكم» .
اما المشركون فانهم استعدوا للحرب و سوّوا الصفوف، و جعلوا خالد بن الوليد مع خمسمائة رجل على الميمنة، و عكرمة بن ابي جهل مع خمسمائة رجل على الميسرة، و صفوان بن أميّة مع عمرو بن العاص على الفرسان، و عبد اللّه بن ربيعة على الرماة، و كانوا مائة رامي، و قدّموا هبل و هو على بعير و حملوا النساء خلفهم و اعطوا الراية الى طلحة بن أبي طلحة.
فسأل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)عن حامل لواء المشركين قيل نفر من بني عبد الدار فقال: نحن أحق بالوفاء منهم فدعا مصعب بن عمير من بني عبد الدار و أعطاه اللواء فكان يحمله أمام النبي صلّى اللّه عليه و آله، ثم جاء طلحة بن أبي طلحة كبش الكتيبة و صاحب راية المشركين و طلب المبارزة فبرز إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام)و هو يرتجز فقال له: من أنت يا غلام؟ قال: انا عليّ بن ابي طالب، قال: قد علمت يا قضم انّه لا يجسر عليّ احد غيرك، فشدّ عليه طلحة و ضربه فاتقاه أمير المؤمنين (عليه السّلام)بالدرع، ثم ضربه (عليه السّلام)على مقدم رأسه، فشجّه و سال مخّه منه و صرع على الارض، و بدت عورته، و حلّفه بالرحم، فانصرف عليّ (عليه السّلام)عنه ... ففرح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)بقتله و كبّر، فكبّر المسلمون معه ... ثم جاء بعد طلحة أخوه مصعب و رفع اللواء، فقتله علي (عليه السّلام)فجاء كل من كان من بني عبد الدار فقتلوا حتى لم يبق منهم احد، فجاء عبد لهم يسمى صوأب، و رفع الراية، فقتله أمير المؤمنين (عليه السّلام)و ألحقه بمواليه.
قيل انّ صوأب كان غلاما حبشيا، عظيم الجثة، كأنه برج فلمّا قتل مواليه احمرّت عيناه
وكان الزبد يسيل من فمه، فأقسم الّا يقتل الا محمدا (صلّى اللّه عليه و آله)فهابه المسلمون، فخرج إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام)فضربه ضربة شقّ بها ظهره و وقع على الارض نصفين، ثم هجم المسلمون على المشركين فهزموهم، و سقط هبل من على الجمل، فأكبّ المسلمون على الغنائم فلمّا رأى اصحاب الثغرة ذلك، عصو أمر الرسول (صلّى اللّه عليه و آله)و أمر قائدهم عبد اللّه بن جبير، و نزلوا لأخذ الغنائم، و تركوا عبد اللّه مع عشرة من اصحابه هناك.
فلمّا رأى خالد ذلك، خرج من الكمين مع عكرمة بن ابي جهل في مائتي فارس، فقتل عبد اللّه و من معه، و هجم من الخلف على المسلمين، فبادر بقتلهم و رفعت راية المشركين، و نادى ابليس و قد تصور في صورة جعيل بن سراقة: الا انّ محمدا قد قتل، فاضطرب المسلمون لهذه النداء، و أخذ بعضهم يضرب بعضا حتى قتل يمان والد حذيفة، و تركوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)وراء ظهورهم، و ولّوا مدبرين.
وجاء أمير المؤمنين (عليه السّلام)يحمي النبي (صلّى اللّه عليه و آله)يمينا و شمالا حتى اصيب بتسعين جرحا في وجهه و صدره و يده و رجله، و نادى مناد من السماء: «لا فتى الا عليّ و لا سيف الا ذو الفقار» و قال جبرئيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: هذه مواساة و مروّة من عليّ لك، فقال صلّى اللّه عليه و آله: انّه منّي و انا منه، فقال جبرئيل عليه السّلام: و انا منكما.
قيل ان عبد اللّه بن قميئة توجه الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله)يريد قتله فذبّ مصعب بن عمير- صاحب راية المسلمين- عن الرسول حتى قطعت يده اليمنى، فأخذ الراية بشماله فقطعت، فلمّا استشهد جاء ملك في صورته و رفع الراية، ثم رمى عبد اللّه بن قميئة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)بحجر فكسر انفه و رباعيته و شجّه في وجهه، فكان (صلّى اللّه عليه و آله)يمسح الدم مخافة ان يسقط على الارض و ينزل اللّه العذاب و هو يقول:
«كيف يفلح قوم شجّوا نبيهم و هو يدعوهم الى اللّه».
ثم رمى عتبة بن ابي وقاص الرسول بحجر فكسر اسنانه، و ضرب بعضهم النبي بالسيف فلم يؤثر فيه لآنه كان لابسا درعين، و قيل: أصابه (صلّى اللّه عليه و آله)سبعون ضربة بالسيف لكن اللّه وقاه و حفظه منها جميعا، فكان يقول: اللهم اغفر لقومي فانّهم لا يعلمون.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|