أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-7-2017
978
التاريخ: 27-7-2017
1322
التاريخ: 21-7-2017
1029
التاريخ: 27-7-2017
3660
|
الفتنة بدمشق
في سنة خمس وسبعين [ومائة] هاجت الفتنة بدمشق بين المضرية و اليمانية و رأس المضرية أبو الهيدام عامر بن عمارة من ولد خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري و كان أصل الفتنة بين القيس و بين اليمانية قتلوا منهم رجلا فاجتمعوا لثأره و كان على دمشق عبد الصمد بن علي فجمع كبار العشائر ليصلحوا بينهم فأمهلتهم اليمانية و بيتوا المضرية فقتلوا ثلثمائة أو ضعفها فاستجاشوا بقبائل قضاعة و سليم فلم ينجدوهم وأنجدتهم قيس وساروا معهم إلى البلقاء فقتلوا من اليمانية ثمانمائة و طال الحرب بينهم و عزل عبد الصمد عن دمشق و ولى مكانه إبراهيم بن صالح بن علي ثم اصطلحوا بعد سنين ووفد إبراهيم على الرشيد و كان هواه مع اليمانية فوقع في قيس عند الرشيد واعتذر عنهم عبد الواحد بن بشر واستحلف إبراهيم على دمشق ابنه إسحق فحبس جماعة من قيس وضربهم ثم وثبت غسان برجل من ولد قيس بن العبسي فقتلوه و استنجد أخوه بالدواقيل من حوران فأنجدوه و قتلوا من اليمانية نفرا ثم وثبت اليمانية بكليب بن عمر بن الجنيد بن عبد الرحمن و عنده ضيف له فقتلوهم فجاءت أم الغلام سابة إلى أبي الهيدام فقال انظريني حتى ترفع دماؤنا إلى الأمير فإن نظر فيها و إلا فأمير المؤمنين ينظر فيها و بلغ ذلك إسحق و حضر عنده أبو الهيدام فلم يأذن له ثم قتل بعض الدواقيل رجلا من اليمانية و قتلت اليمانية رجلا من سليم ونهبوا جيران محارب و ركب أبو الهيدام معهم إلى إسحق فوعده بالنظر لهم و بعث إلى اليمانية يغريهم به فاجتمعوا وأتوا إلى باب الجابية فخرج إليهم أبو الهيدام و هزمهم و استولى على دمشق وفتح السجون ثم اجتمعت اليمانية و استنجدوا كلبا و غيرهم فاستمدوهم و استجاش أبو الهيدام المضرية فجاؤه وهو يقاتل اليمانية عند باب توما فهزمهم أربع مرات ثم أمره إسحق بالكف وبعث إلى اليمانية يخبرهم بغرته وجاء الخبر وركب وقاتلهم فهزمهم ثم هزمهم أخرى على باب توما ثم جمعت اليمانية أهل الأردن و الجولان من كلب و غيرهم فأرسل من يأتيه بالخبر فأبطؤا و دخل المدينة فأرسل إسحق من دلهم على مكمنه و أمرهم بالعبور إلى المدينة فبعث من أصحابه من يأتيهم من ورائهم فانهزموا و لما كان مستهل صفر جمع إسحق الجنود عند قصر الحجاج و جاء أصحاب الهيدام من أراد نهب القرى التي لهم بنواحي دمشق ثم سألوا الأمان من أبي الهيدام فأمنهم و سكن الناس و فرق أبو الهيدام أصحابه و بقي في نفر يسير من أهل دمشق فطمع فيه إسحق و سلط عليه العذافر السكسكي مع الجنود فقاتلهم العذافر و بقي الجند يحاربونه ثلاثا ثم إن إسحق قاتله في الثالثة و الجند في اثنتي عشر ألفا و معهم اليمانية فخرج أبو الهيدام من المدينة و قاتلهم على باب الجابية حتى أزلهم عنه ثم أغار جمع من أهل حمص على قرية لأبي الهيدام فقاتلهم أصحابه و هزموهم و قتلوا منهم خلقا و أحرقوا قرى و ديارا لليمانية في الغوطة ثم توادعوا سبعين يوما أو نحوها و قدم السندي في الجنود من قبل الرشيد و أغزته اليمانية بأبي الهيدام فبعث هو إليه بالطاعة فأقبل السندي إلى دمشق و إسحق بدار الحجاج و بعث قائده في ثلاثة آلاف و أخرج إليهم أبو الهيدام ألفا و أحجم القائد عنهم و رجع إلى السندي فصالح أبا الهيدام و أمن أهل دمشق و سار أبو الهيدام إلى حوران و أقام السندي بدمشق ثلاثا و قدم موسى بن عيسى واليا عليها فبعث الجند يأتونه بأبي الهيدام فكسبوا داره و قاتلهم هو و ابنه و عبده فانهزموا و جاء أصحابه من كل جهة و قصد بصرى ثم بعث إليه موسى فسار إليه في رمضان سنة سبع و سبعين و قيل إن سبب الفتنة بدمشق أن عامل الرشيد بسجستان قتل أخا الهيدام فخرج هو بالشام و جمع الجموع ثم بعث الرشيد أخا له ليأتيه به فتحيل حتى قبض عليه و شده وثاقا و أتى به إلى الرشيد فمن عليه و أطلقه و بعث جعفر ابن يحيى سنة ثمانين إلى الشام من أجل هذه الفتن و العصبية فسكن الثائرة و أمن البلاد و عاد.
فتنة الموصل ومصر
و في سنة سبع وثمانين [ومائة] تغلب العطاف بن سفيان الأزدي على خراسان و أهل الموصل على العامل بها محمد بن العباس الهاشمي و قيل عبد الملك بن صالح فاجتمع عليه أربعة آلاف رجل و جبى الخراج وبقي العامل معه مغلبا إلى أن سار الرشيد إلى الموصل و هدم سورها و لحق العطاف بأرمينية ثم بالرقم فاتخذها وطنا و في سنة ثمان وسبعين [ومائة] ثارت الحوفية بمصر وهم من قيس و قضاعة على عاملها إسحق بن سليمان و قاتلوه وكتب الرشيد إلى هرثمة بن أعين وكان بفلسطين فسار إليهم و أذعنوا بالطاعة و ولي على مصر ثم عزله لشهر و ولى عبد الملك بن صالح عليها و كان خراسان أيام المهدي و الهادي أبو الفضل العباس بن سليمان الطوسي فعزله الرشيد و ولى على خراسان جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي فأبوه من النقباء من أهل مصر و مقدم ابنه العباس سنة ثلاث و سبعين ثم قدم فغزا طخارستان و بعث ابنه العباس إلى كابل في الجنود و افتتح سابهار و رجع إلى مرو ثم سار إلى العراق سنة ثلاث في رمضان و كان الأمين في حجره قبل أن يجعله في حجر الفضل بن يحيى ثم ولى الرشيد ابنه العباس بن جعفر ثم عزله عنها فولى خالدا الغطريف بن عطاء الكندي سنة خمس و سبعين على خراسان و سجستان و جرجان فقدم خليفة داود بن يزيد و بعث عامل سجستان و خرج في أيامه حصن الخارجي من موالي قيس بن ثعلبة من أهل أوق و بعث عامل سجستان عثمان بن عمارة الجيوش إليه فهزمهم حصين و قتل منهم و سار إلى باذغيس وبوشنخ وهراة فبعث إليه الغطريف اثني عشر ألفا من الجند فهزمهم حصين و قتل منهم خلقا و لم يزل في نواحي خراسان إلى أن قتل سنة سبع و سبعين و سار الفضل إلى خراسان سنة ثمان و سبعين و غزا ما وراء النهر سنة ثمان ثم ولي الرشيد على خراسان علي بن عيسى بن ماهان و قدم إليه يحيى فأقام بها عشرين سنة و خرج عليه في ولايته حمزة بن أترك و قصد بوشنج و كان على هراة عمرويه بن يزيد الأزدي فنهض إليه في ستة آلاف فارس فهزمهم حمزة و قتل جماعة منهم و مات عمرويه في الزحام فبعث علي بن عيسى ابنه الحسن في عشرة آلاف ففض حربه فعزله و بعث ابنه الآخر عيسى فهزمه حمزة فأمده بالعساكر و رده فهزمهم حمزة و قتل أصحابه و نجا إلى قهستان في أربعين و أثخن عيسى في الخوارج بارق و جوين و فيمن كان يعينهم من أهل القرى حتى قتل ثلاثين ألفا و خلف عبد الله بن العباس النسيقي بزرنج فجبى الأموال و سار بها و معه الصفة و لقيه حمزة فهزموه و قتلوا عامة أصحابه و سار حمزة في القرى فقتل و سبى و كان علي قد استعمل طاهر بن الحسين على بوشنج فخرج إلى حمزة و قصد قرية ففر الخوارج و هم الذين يرون التحكيم و لا يقاتلون و المحكمة هم الذين يقاتلون و شعارهم لا حكم إلا لله فكتب العقد إلى حمزة بالكف و واعدهم ثم انتقض و عاث في البلاد و كانت بينه و بين أصحاب علي حروب كثيرة ثم ولى الرشيد سنة اثنتين و ثمانين ابنه عبد الله العهد بعد الأمين و لقبه المأمون و ولاه على خراسان و ما يتصل بها إلى همذان و استقدم عيسى ابن علي من خراسان و ردها إليه من قبل المأمون و خرج عليه بنسا أبو الخصيب و هب ابن عبد الله النسائي و عاث في نواحي خراسان ثم طلبه الأمان فأمنه ثم بلغه أن حمزة الخارجي عاث بنواحي باذغيس فقصده و قتل من أصحابه نحوا من عشرة آلاف و بلغ كل من وراء غزنة ثم غدر أبو الخصيب ثانية و غلب أبيورد و نسا وطوس و نيسابور و حاصر مرو و انهزم عنها و عاد إلى سرخس ثم نهض إليه ابن ماهان سنة ست و ثمانين[ومائة] فقتله في نسا و سبى أهله ثم نمي إلى الرشيد سنة تسع و ثمانين أن علي بن عيسى مجمع على الخلاف و أنه قد أساء السيرة في خراسان و عنفهم و كتب إليه كبراء أهلها يشكون بذلك فسار الرشيد إلى الري فأهدى له الهدايا و الكثيرة و الأموال و لجمع من معه من أهل بيته و ولده و كتابه و قواده وتبين للرشيد من مناصحته خلاف ما أنهى إليه فرده إلى خراسان و ولى على الري و طبرستان و دنباوند و قومس و همذان و بعث علي ابنه عيسى لحرب خاقان سنة ثمان وثماني فهزمه و أسر إخوته انتقض على علي بن عيسى رافع بن الليث بن نصر بن سيار بسمرقند و طالت حروبه معه و هلك في بعضها ابنه عيسى ثم إن الرشيد نقم على علي بن عيسى أمورا منها استخفافه بالناس و إهانته أعيانهم و دخل عليه يوما الحسين بن مصعب والد طاهر فأغلظ له في القول و أفحش في السب و التهديد و فعل يوما مثل ذلك بهشام بن فأما الحسين فلحق بالرشيد شاكيا و مستجيرا و أما هشام فلزم بيته و ادعى أنه بعله الفالج حتى عزل علي و كان مما نقم عليه أيضا أنه لم قتل ابنه عيسى في حرب رافع بن الليث أخبر بعض جواريه أنه دفن في بستانه ببلخ ثلاثين ألف دينار و تحدث الجواري بذلك فشاع في الناس و دخلوا البستان و نهبوا المال و كان يشكو إلى الرشيد بقلة المال و يزعم أنه باع حلي نسائه فلما سمع الرشيد هذا المال استدعى هرثمة بن أعين و قال له : وليتك خراسان و كتب له بخطه و قال له : اكتم أمرك و امض كأنك مدد و بعث معه رجاء الخادم فسار إلى نيسابور و ولى أصحابه فيها ثم سار إلى مرو و لقيه علي بن عيسى فقبض عليه و على أهله و أتباعه و أخذ أمواله فبلغت ثمانين ألف ألف و بعث إلى الرشيد من المتاع و قر خمسمائة بعير و بعث إليه بعلي بن عيسى على بعير من غير غطاء و لا وطاء و خرج هرثمة إلى ما وراء النهر و حاصر رافع بن الليث بسمرقند إلى أن استأمن فأمنه و أقام هرثمة بسمرقند و كان قدم مرو سنة ثلاث و تسعين [ومائة].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|