المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

سبب طلب المأمون الرضا إلى خراسان
16-10-2015
طرق الاهتمام
10-4-2018
أضواء على دعاء اليوم الأول.
2024-04-21
لماذا اعتبر النبي (صلى الله عليه وآله) الجهاد جهادا أصغر
2024-08-20
Torus Knot
26-6-2021
لماذا أعاني من السكري من النوع الثاني مع أني لست بدينّا؟
2024-09-14


غزوة الحنين  
  
3754   03:35 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص123-126.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 3940
التاريخ: 4-5-2017 3513
التاريخ: 21-6-2017 3051
التاريخ: 23-5-2017 2837

أسلمت أكثر قبائل العرب بعد فتح مكة لكن قبيلتي هوازن و ثقيف- و فيهما رجال أبطال- تكبرت و أبت أن تسلم، و تعاهدوا على قتال النبي (صلّى اللّه عليه وآله ) فأخذ مالك بن عوف النصري- رئيس هوازن- بتجهيز الجيش و التهيؤ للقتال و ساقوا معهم أموالهم و نساءهم و ذراريهم، و كانوا أربعة آلاف مقاتل، فبعث مالك رسولا الى قبيلة بني سعد و استنصرهم فأبوا وقالوا: انّ محمدا رضيعنا وربي فينا، فلا نحاربه، ولكن بتكرار الرسل والكتب و بالخدعة أغوى مالك جمعا منهم فالتحقوا به.

وأخذ مالك يستعد و يجمع الرجال و المقاتلين من اكناف البلاد حتى بلغ عددهم ثلاثين الف مقاتل بطل، فخرج بهم و نزل في وادي حنين.

فلمّا بلغ ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله ) أخذ بالاستعداد و التهيؤ للقتال وخلّف عتاب بن اسيد على مكة و أمر معاذ بن جبل بالبقاء معه لتعليم الناس وارشادهم ثم خرج في الفي رجل من أهل مكة وعشرة آلاف ممن كان معه فكان المجموع اثني عشر الف رجل، وقيل كانوا ستة عشر الف رجل، و أخذ مائة درع و بعض أدوات الحرب من صفوان بن أميّة عارية وذهب الى حنين.

وفي رواية انّ ابا بكر أعجبته كثرة الجيش فقال: لن نغلب اليوم من قلة فعانهم‏  بعجبه بهم، قال اللّه تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25] ‏ .

ومن ناحية أخرى، فقد أمر مالك بن عوف جمعا من رجاله بأن يكمنوا في طريق جيش المسلمين كي يهجموا عليهم بغتة.

أما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فانه عقد اللواء الاكبر بعد الفجر و دفعه الى أمير المؤمنين (عليه السّلام)ووزّع ما بقى من الرايات بين قوّاد الجيش و انحدر في وادي حنين، فكان خالد بن الوليد اوّل من وصل الى الوادي و معه جمع من المسلمين و لم يكن معهم سلاح، و كان في طريق المسلمين‏ مضيق لم يمكنهم العبور منه بأجمعهم، فتفرقوا بسببه و أخذ كل فوج منهم طريقا.

فهجمت هوازن بغتة وخرجت من كمينها لمّا رأت تمزّق جيش المسلمين و أخذت تضربهم بالسهام فأول من انهزم من المسلمين فوج خالد بن وليد و معه قبيلة بني سليم و انهزم بعدهم مشركوا قريش الذين أسلموا حديثا ثم انهزم بعدهم أصحاب الرسول (صلّى اللّه عليه وآله) بعد ما أصابهم الضعف.

وكان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) جالسا على بغلة بيضاء، و قيل كان جالسا على (الدلدل) فلمّا رأى انهزام الجيش أخذ يناديهم و يقول: الى أين أيها الناس.

فانهزم جميع الجيش و لم يبق مع النبي (صلّى اللّه عليه وآله) الا عشرة نفر، تسعة من بني هاشم وعاشرهم أيمن ابن أم ايمن الذي قتل على يد مالك، و بقي هؤلاء التسعة، منهم العباس بن عبد المطلب و كان على يمين الرسول (صلّى اللّه عليه وآله)، والفضل بن العباس على يساره.

وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام ) يقاتل بين يديه و يدفع عنه المشركين، و كان أبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وعبد اللّه بن الزبير بن عبد المطلب و عتبة و معتب ابنا ابي لهب، حول النبي (صلّى اللّه عليه و آله ).

فلمّا رأى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ذلك أخذ يقاتل القوم و هو على بغلته و يرتجز:

أنا النبي لا كذب‏          أنا بن عبد المطّلب‏

ولم يقاتل (صلّى اللّه عليه وآله) في حرب قط الّا في هذه الغزوة، «في رواية عن الفضل بن العباس انّه قال: ضرب عليّ (عليه السّلام) يومئذ أربعين مبارزا كلّهم يقدّه حتى أنفه وذكره (أي ينشق أنفه وذكره الى شقين)، قال: و كانت ضرباته مبتكرة»  أي يقتلهم بالضربة الاولى ولا يحتاج الى الثانية.

وكان رجل من هوازن يقال له: أبو جرول أمام القوم على جمل أحمر و بيده راية سوداء في رأس رمح طويل، اذا ادرك ظفرا من المسلمين أكبّ عليهم ثم يرفع رايته فيتبعه المشركون و كان يرتجز و يقول:

أنا أبو جرول لا براح‏              حتى نبيح اليوم أو نباح‏

فصمد له أمير المؤمنين (عليه السّلام) فضرب عجز بعيره فصرعه، كما فعل ببعير أصحاب الجمل، ثم ضرب أبا جرول فقدّه نصفين و قال:

قد علم القوم لدى الصباح‏                  انّي لدى الهيجاء ذو نضاح‏

 

فضعف المشركون بعده و كانت هزيمتهم بقتله، فنادى العباس و كان رجلا جهوريّا صيّتا: يا معشر الانصار، يا أصحاب بيعة الشجرة، يا أصحاب سورة البقرة، فرجع المسلمون و لحقوا المشركين.
فأخذ(صلّى اللّه عليه وآله) قبضة من التراب و نثرها على الاعداء فقال: «شاهت الوجوه» و قال أيضا: «اللّهم انّك أذقت اوّل قريش نكالا فأذق آخرها نوالا» .

 

وفي رواية انّه نزلت خمسة آلاف من الملائكة يومذاك لنصرة المسلمين.

ففرّ مالك بن عوف و معه جمع من هوازن و ثقيف الى الطائف و ذهب جمع آخر الى الاوطاس- موضع يبعد عن مكة ثلاثة منازل- و فرّ بعضهم الى بطن النخلة و نادى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)من قتل كافرا فله سلاحه ولباسه.

قيل انّ ابا طلحة قتل عشرين رجلا و سلبهم و استشهد أربعة من المسلمين في هذه الحرب، و بعد ما انهزم المشركون تبعهم الف و خمسمائة رجل مقاتل من المسلمين فقتلوا كل من وجدوه الى ثلاثة ايّام حتى سبوا جميع نسائهم و أموالهم.

فأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أن توضع الغنائم بأرض الجعرانة كي تقسم على الجميع بالسوية، و كانت ستة آلاف أسير واربعة وعشرين الف ناقة وأكثر من أربعين الف شاة و أربعين كيلو فضة، و كانت من بين الاسرى شيماء (على وزن حمراء) بنت حليمة، أخت النبي (صلّى اللّه عليه وآله) رضاعا فلمّا عرّفت نفسها تلطّف (صلّى اللّه عليه وآله) إليها و نزع بردته و بسطها لها فأجلسها عليها ثم أكبّ عليها يسألها و يتكلّم معها، ثم خيّرها (صلّى اللّه عليه وآله) بين البقاء معه والذهاب الى عشيرتها فاختارت الرجوع‏ الى الوطن فأعطاها غلاما و قيل أعطاها جارية و ناقتين وشياه.

وبعد هذا تكلمت مع النبي (صلّى اللّه عليه وآله) في شفاعة قومها والاسرى من هوازن فقال (صلّى اللّه عليه وآله): امّا نصيبي و نصيب بني عبد المطلب فهو لك، و امّا ما كان للمسلمين فاستشفعي بي عليهم فلمّا صلّوا الظهر قامت فتكلّمت فوهب لها الناس أجمعون رعاية لحق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) الا الاقرع بن حابس و عيينة بن حصن فانّهما أبيا أن يهبا، فأقرع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) بينهم ثم قال: اللهم توّه سهميهما (أي أجعله حقيرا) فأصاب أحدهما خادما لبني عقيل و أصاب الآخر خادما لبني نمير فلمّا رأيا ذلك وهبا ما منعا.

ثم أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله ) مناديا ينادي في وادي أوطاس حينما قسمت النساء ان لا توطأ الحبالى حتّى يضعن ولا غير الحبالى حتى يستبر أن بحيضة و أحرم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من الجعرانة وقد بقي من ذي القعدة اثنا عشر يوما فذهب الى مكة و طاف بالبيت وأتمّ العمرة و أبقى عتاب بن أسيد حاكما على مكة و كان يعطيه في كل يوم درهما من بيت المال، و كثيرا ما كان يخطب عتاب و يقول: «ايّها الناس أجاع اللّه كبد من جاع على درهم فقد رزقني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله ) درهما كل يوم فليست بي حاجة الى أحد» .

وتوفّت في هذه السنة زينب بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) زوجة أبي العاص بن الربيع (قيل انّه صنع لها تابوتا و هو أوّل تابوت صنع في الاسلام) وولدت له ولدين، احدهما عليّ و قد مات قبل بلوغه والثانية أمامة التي تزوجها أمير المؤمنين (عليه السّلام ) بعد وفاة المظلومة فاطمة الزهراء(عليها السّلام )حسب وصيّتها له وفي هذه السنة أيضا ولد للنبي (صلّى اللّه عليه وآله) ابراهيم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.