المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الأبعاد الرئيسية للتنمية البشرية المستدامة
16-11-2020
الطلب السياحي
31-5-2020
الجدول الدوري للعناصر
12-3-2018
العلاجات ببكتريا حامض اللبن Lactic Acid Bacteria Therapies
29-10-2018
أهداف التنمية الزراعية
27-7-2022
مفهوم الجزيء وحجمه (concept and volume of Molecules))
2023-07-20


زواج وبعثة النبي (صلى الله عليه واله)  
  
3309   12:48 مساءً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص71-75.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله قبل البعثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-3-2022 1547
التاريخ: 13-3-2022 2733
التاريخ: 8-4-2017 3026
التاريخ: 9-4-2017 3852

 

في سنة (618ق.هـ) تزوج النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بخديجة (رضي اللّه عنها) و كان عمره الشريف آنذاك خمسا و عشرين سنة، و اما خديجة فهي بنت خويلد ابن اسد بن عبد العزى بن قصيّ بن كلاب.

تزوجت أولا بعتيق بن عاند المخزومي‏ ، فولدت له ولدا سمّي جارية، ثم تزوجت بعده بأبي هالة بن منذر الأسدي، و ولدت له هند بن أبي هالة، فلمّا توفي اصبحت ذات ثروة عظيمة فكانت تتجر بها حتى صارت من أثرياء قريش و قيل: كانت تخرج ثمانين الفا من الابل للتجارة.

وكان على سقف دارها قبّة من حرير أخضر مشدودة بحبال من الحرير، و قصّة زواجها مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) معروفة، و ذكرها خارج عن هذا المختصر، لكن نكتفي برواية واحدة.

روى الكليني و غيره انّه: «لمّا أراد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن يتزوّج خديجة بنت خويلد، أقبل أبو طالب في أهل بيته و معه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل عمّ خديجة فابتدأ أبو طالب بالكلام فقال: الحمد لربّ هذا البيت الذي جعلنا من زرع ابراهيم و ذريّة اسماعيل و أنزلنا حرما آمنا، و جعلنا الحكام على الناس، و بارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه، ثم انّ ابن أخي هذا يعني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ممّن لا يوزن برجل من قريش الّا رجح به، و لا يقاس به رجل الّا عظم عنه، و لا عدل له في الخلق، و ان كان مقلّا في المال، فانّ المال رفد جار، و ظلّ زائل، و له في خديجة رغبة و لها فيه رغبة، و قد جئناك لنخطبها إليه برضاها و أمرها، و المهر عليّ في مالي الذي سألتموه عاجله و آجله و له و ربّ هذا البيت حظّ عظيم، و دين شايع، و رأي كامل.

ثم سكت أبو طالب فتكلّم عمّها و تلجلج و قصر عن جواب أبي طالب و أدركه القطع و البهر و كان رجلا من القسّيسين، فقالت خديجة مبتدئة: يا عمّاه انّك و ان كنت أولى بنفسي منّي في الشهود فلست أولى بي من نفسي، قد زوجتك يا محمد نفسي، و المهر عليّ في مالي، فأمر عمّك فلينحر ناقة فليولم بها، و أدخل على أهلك، قال أبو طالب:

أشهدوا عليها بقبولها محمدا و ضمانها المهر في مالها، فقال بعض قريش: يا عجباه المهر على النساء للرجال؟.

فغضب أبو طالب غضبا شديدا و قام على قدميه و كان ممّن يهابه الرجال و يكره غضبه، فقال: اذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلى الأثمان و أعظم المهر، و اذا كانوا أمثالكم لم يزوجوا الّا بالمهر الغالي، و نحر أبو طالب ناقة و دخل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بأهله، فقال رجل من قريش يقال له عبد اللّه بن غنم:

هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت‏             لك الطير فيما كان منك بأسعد

تزوّجت خير البريّة كلها               ومن ذا الذي في الناس مثل محمّد؟

و بشّر به البرّان عيسى بن مريم     و موسى بن عمران فيا قرب موعد

أقرّت به الكتّاب قدما بأنّه‏                   رسول من البطحاء هاد و مهتد          

 

ولمّا صار عمره الشريف خمسة و ثلاثين سنة، هدّمت قريش الكعبة و بنوها من جديد و زادوا في طولها و عرضها و رفعوا جدرانها.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.