المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مكان وزمان إراقة دماء الهدي وغيرها
28-9-2018
خطوات تخطيط الجودة.
1-7-2016
Rectangle Function
25-5-2019
العوامل المؤثرة في التجارة الدولية - مدى توفر وسائل النقل
27-4-2021
تحليل دلالات الأورام
6-2-2017
Oskar Johann Viktor Anderson
13-6-2017


مبايعة النبي نساء مكة  
  
6124   01:40 مساءً   التاريخ: 28-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص506-509.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

بعد بيعة العقبة  كانت هذه هي المرة الاولى التي اخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) البيعة من النساء بشكل ظاهريّ ورسميّ، ولقد بايعنه على الامور التالية :

1 ـ أن لا يشركن بالله شيئا.

2 ـ ولا يسرقن.

3 ـ ولا يزنين.

4 ـ ولا يقتلن أولادهن.

5 ـ ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهنّ.

6 ـ ولا يعصين النبي في معروف.

ولقد تمت هذه البيعة بالكيفية التالية وهي : أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أمر بقدح من ماء ثم ألقى في الماء شيئا من الطيب والعطر ثم ادخل يده فيه وتلا الآية  التي وردت فيه الامور المذكورة ثم نهض من مكانه وقال (صلى الله عليه واله) للنساء : من أرادت أن تبايع فلتدخل يدها في القدح فاني لا اصافح النساء .

وكانت العلّة في أخذ مثل هذه البيعة ـ الخاصة في موادها وبنودها ـ من نساء مكة هي وجود عدد كبير من النسوة الفاسدات بينهن، فلو أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يقدم على أخذ مثل هذه البيعة منهن لكان من المحتمل أن تستأنف تلك النسوة الفاسدات عملهنّ القبيح حتى في السرّ.

وكانت هند زوجة أبي سفيان بن حرب، وأمّ معاوية ذات السوابق السوداء والفاضحة من بين تلك النسوة.

وقد كانت هذه المرأة لفضاضة في طبعها وخشونة، في سلوكها، تهيمن على عقلية زوجها أبي سفيان، ولطالما فرضت عليه آراءها، حتى أنها يوم قرّر أبو سفيان الاستسلام للأمر الواقع، ورغّب أهل مكة في السلام حرّضت الناس على القتال وسفك الدماء ومواجهة جنود الاسلام.

إن تحريضات هذه المرأة بالذات هي التي أشعلت نيران الحرب في احد ، تلك النيران التي كلّفت، رسول الله (صلى الله عليه واله) سبعين شهيدا كان أبرزهم حمزة  الذي بقرت تلك المرأة الفاسدة الفاجرة الحاقدة وبمنتهى القسوة والفضاضة بطنه، وشقّت صدره، واستخرجت كبده، وقطعته بأسنانها نصفين.

لم يكن لرسول الله (صلى الله عليه واله) بدّ من أخذ هذا النوع من البيعة من هذه المرأة وأمثالها في مرأى ومسمع من الناس.

وقد تلا رسول الله (صلى الله عليه واله) ما نزل من قوله تعالى من شروط البيعة عليهن، فلما بلغ إلى قوله : ولا يسرقن نهضت هند ـ وكانت آنذاك متنقبة متنكرة ـ وقالت : إنّ أبا سفيان رجل ممسك والله إني كنت لأصبت من مال أبي سفيان الهنة بعد الهنة وما كنت أدري أكان ذلك حلالا أم لا؟

فنهض أبو سفيان وقال : ما أصبت من مالي فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال، فعرف رسول الله (صلى الله عليه واله) من خلال هذا الحوار بين هند وأبي سفيان أن المتكلمة هي هند  بنت عتبة فقال (صلى الله عليه واله) لها سائلا : وانك لهند بنت عتبة ؟!

قالت : نعم، فاعف عما سلف عفا الله عنك!

ولما بلغ رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى قوله تعالى : ولا يزنين نهضت هند مرة اخرى وذكرت وهى تبرّئ نفسها من هذه الوصمة، وذكرت جملة كشفت عن خبيئة نفسها من دون شعور.

فلقد قالت : يا رسول الله أو تزني الحرة؟!

لقد كان هذا الدفاع يعدّ ـ من منظار علم النفس ـ نوعا من كشف القناع عما في السريرة والافصاح عما في الضمير. وحيث إن هندا كانت تعرف أنها كانت فيما مضى تفعل مثل هذا، وكانت واثقة من ان الناس عند سماع هذه العبارة سيلتفتون بانظارهم إليها لذلك لهذا سارعت فورا ـ ويهدف صرف الأنظار عن نفسها ـ إلى القول : وهل تزني إلاّ الأمة دون الحرة.

ومن الصدف انه كان من الرجال في ذلك المجلس بعض من سبقت له معها علاقات غير مشروعة في العهد الجاهلي فتعجب من إنكارها، فضحك حتى استغرق في الضحك، وتسبّب دفاع هند عن نفسها في المزيد من افتضاحها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.