أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017
6741
التاريخ: 19-4-2016
26466
التاريخ: 24-4-2017
2167
التاريخ: 10-10-2017
2105
|
كم مرة سمعت هذه العبارة التقليدية : (أهم شيء تعطيه لأبنائك هو حبك؟). حسناً، من المعروف ان الحب شيء اساسي، واعتقد اننا متفقون جميعا على ذلك، لكن اذا كان الحب هو الشيء الوحيد الذي ستعطيه لأطفالك، فهكذا ينقصهم الكثير.
الاباء المتساهلون الذين يتبعون اساليب الهيبيز (أعلم عنهم الكثير ـ حيث كنت واحد منهم من قبل) يتخيلون دوما انه ينبغي السماح لأطفالهم بالجري بحرية دون أي قيود والاستمتاع بالعالم من حولهم وهم يشعرون بالسعادة لمعرفتهم ان اباءهم يحبونهم، وممنوع عليك ان تضع أي ضوابط لسلوكهم (وإلا لصرت هكذا تسيطر عليهم) او تهذب من سلوكياتهم (وإلا لكنت مثل السجان الذي يحد من حريتهم)
لكن مهلا.
حسنا، هذا افضل؛ حيث كنت على وشك التقيؤ من فرط اشمئزازي مما قيل. والان، لنعد الى صوابنا من فضلكم.
لقد عشت لفترة في (جلاستونبيري)، وهكذا شاهدت عددا كبيرا من اطفال الهيبيز وهم يكبرون من حولي. وبمجرد وصولهم الى مرحلة البلوغ كانوا يصارعون لشق طريقهم في الحياة الواقعية، ويقاسون لإقامة علاقات زمالة وصداقة مع اصدقائهم ورفقاء العمل. كان البعض منهم يكافحون ليوفروا لأنفسهم وجبة طبيعية بعد ان قضوا ثماني عشرة سنة يعتمدون في طعامهم على وجبات البازلاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع؛ بل اني عرفت ان البعض منهم قد سافروا للخارج فرارا من ابائهم.
نعم، اوافقك في انك يجب ان تحب ابناءك، لكن هناك اشياء اخرى لابد ان تمنحها لهم الى جوار حبك: الانضباط ، ضبط النفس، القيم، القدرة على اقامة علاقات طبيعية، نمط حياة صحي، دائرة اهتمامات، قدر محترم من التعليم، عقل متفتح، القدرة على التفكير في انفسهم، فهم لقيمة المال، مهارة الثقة بالنفس، القدرة على التعلم ـ ولا تنسى بالطبع تصفيفة الشعر الطبيعية.
لم يقل احد ان الامر سيكون سهلا. لقد بدأت مهمة كبيرة حين رزقت بأطفال، وستتطلب هذه المهمة منك عملا شاقاً لبقية حياتك. ان مجرد حبك لأطفالك لم يعد كافيا ولا ينبغي ان يجعلك تعتقد انك هكذا انسان رائع ادى كل ما عليه. ان السماح لهم بفعل ما يحلو لهم متى يحلو لهم لن يفيدهم البتة؛ لذا يجب ان تتدخل، وهذا التدخل سوف يتطلب منك بذل كل ما لديك من دم وعرق ودموع. لكن مهلا، انظر حولك، هناك الكثير من الاباء الذين استطاعوا تحقيق هذا الامر، لابد انه ليس بهذه الصعوبة اذن ـ ومع هذا وضع في اعتبارك دوما ان هناك مهمة ثقيلة ملقاة على عاتقك تنتظر منك التنفيذ. من حسن الحظ اذن ان امامك ثماني عشرة سنة كاملة لإنجازها بنجاح.
لقد بدأت مهمة كبيرة حين رزقت بأطفال، وستتطلب هذه المهمة منك عملا شاقا لبقية حياتك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|