المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مواعيد زراعة الثوم
2024-11-22
ملاحظات حول نظرية المجمعات الشمسية الحرارية
15-6-2021
تجارة العرب قبل الاسلام
14-1-2017
{ ثم افيضوا من حيث افاض الناس}
2024-09-21
محن الائمة
16-8-2016
Mordell Conjecture
3-6-2020


الحب وحده لا يكفي  
  
2330   04:59 مساءً   التاريخ: 21-6-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص50-51
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017 6741
التاريخ: 19-4-2016 26466
التاريخ: 24-4-2017 2167
التاريخ: 10-10-2017 2105

كم مرة سمعت هذه العبارة التقليدية : (أهم شيء تعطيه لأبنائك هو حبك؟). حسناً، من المعروف ان الحب شيء اساسي، واعتقد اننا متفقون جميعا على ذلك، لكن اذا كان الحب هو الشيء  الوحيد الذي ستعطيه لأطفالك، فهكذا ينقصهم الكثير.

الاباء المتساهلون الذين يتبعون اساليب الهيبيز (أعلم عنهم الكثير ـ حيث كنت واحد منهم من قبل) يتخيلون دوما انه ينبغي السماح لأطفالهم بالجري بحرية دون أي قيود والاستمتاع بالعالم من حولهم وهم يشعرون بالسعادة لمعرفتهم ان اباءهم يحبونهم، وممنوع عليك ان تضع أي ضوابط لسلوكهم (وإلا لصرت هكذا تسيطر عليهم) او تهذب من سلوكياتهم (وإلا لكنت مثل السجان الذي يحد من حريتهم)

لكن مهلا.

حسنا، هذا افضل؛ حيث كنت على وشك التقيؤ من فرط اشمئزازي مما قيل. والان، لنعد الى صوابنا من فضلكم.

لقد عشت لفترة في (جلاستونبيري)، وهكذا شاهدت عددا كبيرا من اطفال الهيبيز وهم يكبرون من حولي. وبمجرد وصولهم الى مرحلة البلوغ كانوا يصارعون لشق طريقهم في الحياة الواقعية، ويقاسون لإقامة علاقات زمالة وصداقة مع اصدقائهم ورفقاء العمل. كان البعض منهم يكافحون ليوفروا لأنفسهم وجبة طبيعية بعد ان قضوا ثماني عشرة سنة يعتمدون في طعامهم على وجبات البازلاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع؛ بل اني عرفت ان البعض منهم قد سافروا للخارج فرارا من ابائهم.

نعم، اوافقك في انك يجب ان تحب ابناءك، لكن هناك اشياء اخرى لابد ان تمنحها لهم الى جوار حبك: الانضباط ، ضبط النفس، القيم، القدرة على اقامة علاقات طبيعية، نمط حياة صحي، دائرة اهتمامات، قدر محترم من التعليم، عقل متفتح، القدرة على التفكير في انفسهم، فهم لقيمة المال، مهارة الثقة بالنفس، القدرة على التعلم ـ ولا تنسى بالطبع تصفيفة الشعر الطبيعية.

لم يقل احد ان الامر سيكون سهلا. لقد بدأت مهمة كبيرة حين رزقت بأطفال، وستتطلب هذه المهمة منك عملا شاقاً لبقية حياتك. ان مجرد حبك لأطفالك لم يعد كافيا ولا ينبغي ان يجعلك تعتقد انك هكذا انسان رائع ادى كل ما عليه. ان السماح لهم بفعل ما يحلو لهم متى يحلو لهم لن يفيدهم البتة؛ لذا يجب ان تتدخل، وهذا التدخل سوف يتطلب منك بذل كل ما لديك من دم وعرق ودموع. لكن مهلا، انظر حولك، هناك الكثير من الاباء الذين استطاعوا تحقيق هذا الامر، لابد انه ليس بهذه الصعوبة اذن ـ ومع هذا وضع في اعتبارك دوما ان هناك مهمة ثقيلة ملقاة على عاتقك تنتظر منك التنفيذ. من حسن الحظ اذن ان امامك ثماني عشرة سنة كاملة لإنجازها بنجاح.

لقد بدأت مهمة كبيرة حين رزقت بأطفال، وستتطلب هذه المهمة منك عملا شاقا لبقية حياتك.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.