أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-10
204
التاريخ: 2023-10-02
1282
التاريخ: 22-1-2018
3252
التاريخ: 22-1-2018
2510
|
أولاً : مرحلة الحمل :
أولى الإسلام هذه الفترة التي يكون الجنين فيها قابعاً في رحم أُمّه عناية خاصة ، ويتضح ذلك من خلال استعراض النقاط التالية :
أ ـ الاهتمام بغذاء الحامل :
فقد أرشد المرأة إلى تناول الأغذية المفيدة التي تحافظ على صحتها وتنمي جنينها في جسمه أو عقله ، ومن الشواهد على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (كلوا السفرجل وتهادوه بينكم ، فإنّه يجلو البصر وينبت المودّة في القلب ، وأطعموه حبالاكم ، فإنّه يحسّن أولادكم ، وفي رواية : يحسّن أخلاق أولادكم) (1).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً : ( أطعموا نساءكم الحوامل اللبان ، فإنّه يزيد في عقل الصبي) (2).
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) : ( أطعموا حبالاكم اللبان ، فإن يكن في بطنهنَّ غلام خرج ذكي القلب عالماً شجاعاً ، وإن يكن جارية حسن خلقها وخُلقها ، وعظمت عجيزتها ، وحظيت عند زوجها) (3).
ب ـ مراعاة الطهارة والوقت المناسب عند جماع الحامل :
ومن الشواهد على ذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا علي إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلاّ وأنت على وضوء ، فإنّه إن قضى بينكما ولد يكون أعمى القلب ، بخيل اليد) (4) ، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : (لا تجامع في أول الشهر ولا في وسطه ولا في آخره ، فإنّه من فعل ذلك فليستعدّ لسقط الولد ، وإن تمَّ أوشك أن يكون مجنوناً ..) (5).
جـ ـ مراعاة الحالة النفسية للحامل :
فهي في هذه الفترة مرهفة الحس وتعاني آلام الحمل ومضاعفاته ، ويمتلكها هاجس من الخوف المزدوج على حياتها عند تعسّر الولادة وعلى سلامة جنينها وصحته ، ومن أجل ذلك تحتاج إلى رعاية خاصة ، وتحمّل لبعض تصرفاتها من قبل الزوج ، قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة ، أعتق الله رقبته من النار ، وأوجب له الجنة ..) (6).
ثانياً : مرحلة الولادة :
وفي هذه الفترة التي تشهد ظهور الوليد إلى الوجود ، يدعو الدين الإسلامي إلى الاهتمام بالمرأة النفساء ، وتوفير الطعام المناسب لها ، خصوصا وإنها قد تضطلع بوظيفة الإرضاع للطفل ، ومن هنا أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأزواج قائلاً : ( أطعموا المرأة ـ في شهرها التي تلد فيه ـ التمر ، فإن ولدها يكون حليماً نقيّاً ) (7).
كما يولي الإسلام عناية فائقة بالوليد منذ نعومة أظفاره ، ويتضح ذلك من خلال النقاط التالية :
أ ـ تسمية المولود :
ويستحب تسميته بأحسن الأسماء ، لما للاسم الحسن من آثار تربوية تنعكس على نفسية الطفل ومكانته ، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (يسمى الصبي يوم السابع..)(8).
ولاشكّ أنّ اسم نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم هو خير الأسماء ، وكذلك أسماء أهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وأسماء الرسل والأنبياء والصالحين ، ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أنّه قال : (سمّوا أولادكم أسماء
الأنبياء ، وأحسن الأسماء عبد الله وعبدالرحمن) (9).
وعنه أيضاً : (من ولد له أربعة أولاد لم يُسمِّ أحدهم باسمي فقد جفاني) (10).
ب ـ الأذان والاقامة :
من أجل اسماع الطفل اسم الله تعالى وتفتّح مداركه عليه ، ولإبعاد الشيطان عنه ، جاء في وصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الجامعة : (يا علي ، إذا ولد لك غلام أو جارية ، فأذّن في أُذنه اليمنى ، وأقم في اليسرى ، فإنّه لا يضرّه الشيطان أبداً) (1).
جـ ـ العقيقة وحلق الرأس :
وهما من السنن المؤكّدة ، وقد أوصى الإمام الصادق (عليه السلام) أحد الآباء الذين رزقوا مولوداً قائلاً : (عقّ عنه ، واحلق رأسه يوم السابع ، وتصدّق بوزن شعره فضّة) (12) ، وعنه عن آبائه (عليهم السلام) قال : (عق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسن والحسين (عليهما السلام) كبشاً يوم سابعهما ، وقطّعه أعضاء ، ولم يكسر منه عظماً ، وأمر فطبخ بماء وملح ، وأكلوا منه بغير خبز ، وأطعموا الجيران) (13).
د ـ الختان :
وهي سنة مؤكدة تبعث على الطهارة ، وتساعد على نمو الطفل ، بدليل قول الإمام الصادق (عليه السلام) : (اختنوا أولادكم لسبعة أيام فإنّه أطهر وأسرع لنبات اللحم ..) (14).
هـ ـ التحنيك :
وهو أن يُمضغ شيء كالتمر أو تربة الحسين (عليه السلام) أو ماء الفرات ويدار في فم الطفل ، وقد روى جعفر الصادق (عليه السلام) عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : (حنكوا أولادكم بالتمر ، هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحسن والحسين (عليهما السلام) ).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : (حنّكوا أولادكم بماء الفرات وبتربة الحسين (عليه السلام)، فإن لم يكن فبماء السماء) (15) ويستحب أن يكون المحنّك من الصالحين.
ثالثاً : مرحلة الرضاع والحضانة :
وهي من المراحل المهمة في حياة الطفل إذ يحتاج فيها إلى عناية فائقة ، فهو يولد ضعيفاً لا حول له ولا قوة ، ويعتمد على والديه وخاصة أمه في الحصول على غذائه وتنظيف بدنه ولباسه ، وسد حاجاته الاُخرى.
ويعتبر حليب الاُمّ أفضل غذاء كامل للطفل في الأشهر الاُولى من حياته ، لاحتوائه على المواد الضرورية للنمو والمناعة من الأمراض ، ثم إنّ الاُمّ تزوّد وليدها عند الرضاع بغذاء معنويّ لابدّ منه لنموه الروحي ، ألا وهو الحنان والدفء العاطفي الذي تُسبغه عليه عند إرضاعه وحضانته.
ومن أجل ذلك أكدت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) على أهمية إرضاع الاُمّ لوليدها ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (ما من لبن يرضع به الصبيّ أعظم عليه من لبن أُمّه) (16).
وفي حالة عدم تمكن الاُم من الإرضاع ـ لسبب ما ـ يتوجب على الأب أن ينتخب امرأة صالحة تشرف على ارضاعه ، قال الإمام علي (عليه السلام) : ( انظروا من ترضع أولادكم ، فان الولد يشبُّ عليه) (16). ويتطلّب أن تتوفر في المرضعة مواصفات حددتها الروايات ، ويمكننا تصنيفها إلى ما يلي :
أ ـ مواصفات جسمية :
كأن تكون حسنة الهيأة ، الإمام الباقر (عليه السلام) : (استرضع لولدك بلبن الحسان ، وإياك والقباح فان اللبن قد يعدي) (18).
ب ـ مواصفات عقلية :
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (لا تسترضعوا الحمقاء ، فإن الولد يشبُّ عليه) (19).
كما ورد النهي عن استرضاع المجنونة على ما سيأتي.
جـ ـ مواصفات دينية :
إذ نلاحظ أن الشريعة الإسلامية أكدت على كون المرضعة مسلمة صالحة ، وفي حال تعذّر ذلك فقد جوّزت استرضاع المرأة الكتابية ، ولكن بشرط منعها من شرب الخمر ، قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( إذا أرضعن لكم ، فامنعوهنَّ من شرب الخمر) (20).
د ـ مواصفات أخلاقية :
فقد نهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من استرضاع المرأة البغية لما له من آثار سلبية على مستقبل الطفل ونشأته ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : (توقوا على أولادكم من لبن البغية ، والمجنونة فإن اللبن يعدي) (21).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام) : (لبن اليهودية والنصرانية والمجوسية أحبُّ إليَّ من لبن ولد الزنا) (22).
وعمّم الإمام الصادق (عليه السلام) هذا النهي ليشمل ابنة الزانية أيضا ، قال (لا تسترضعها ولا ابنتها) (23).
هـ ـ مدة الرضاعة :
لقد حدد القرآن الكريم مدة الرضاعة بسنتين ، قال تعالى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}[البقرة: 233] .
رابعاً : مرحلة الفطام :
وفيها ينقطع الطفل عن الرضاع ، ويبدأ بتناول الطعام بنفسه أو بمساعدة أُمّه أو مربيته ، وعليه فإنه يحتاج إلى رعاية خاصة ، تتطلب الاهتمام بمراعاة الشروط الصحية اللازمة لنظافة الطفل، فعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: ( قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اغسلوا صبيانكم من الغمر ، فإن الشيطان يشمّ الغمر فيفزع الصبي في رقاده ، ويتأذى به الكاتبان) (24).
كما أن الطفل في هذه المرحلة يميل بفطرته إلى الحركة واللعب ، ويسعى إلى جلب الأنظار إليه من خلال المشاغبة أو المشاكسة ، لذا يتوجّب على الوالدين تحمّله وعدم القسوة عليه ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (احمل صبيك حتى يأتي عليه ست سنين ، ثم أدّبه في الكتاب ستّ سنين ، ثم ضمّه إليك سبع سنين فأدّبه بأدبك ، فإن قبل وصلح ، وإلاّ فخلّ عنه) (25).
ومن الضروري إفهام الصبي بعد مرحلة الفطام بوجود الله تعالى من خلال تلقينه الوحدانية والصلوات على النبي وآله عليهم السلام ، عن عبدالله بن فضالة ، عن أبي عبدالله أو أبي جعفر (عليهما السلام) ، قال سمعته يقول: (إذا بلغ الغلام ثلاث سنين فقل له سبع مرات : قُلْ : لا إله إلاّ الله ..) (26).
وفي هذه الفترة يتوجب مراقبة صحة الطفل ووزنه ، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه وضع حدّاً يمكن من خلاله معرفة وتيرة نمو الطفل من خلال مراقبة طوله ، قال (عليه السلام) : (يزيد الصبي في كل سنة أربع أصابع بإصبعه) (27).
ومن جانب آخر لابدّ في هذه المرحلة من تقبيل الطفل واشعاره بالحب له والاهتمام به ، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (أكثروا من قبلة أولادكم ، فإنّ لكم بكلِّ قبلةٍ درجة في الجنة مسيرة خمسمائة
عام)(28).
وينبغي الإشارة هنا إلى استحباب التصابي للطفل ومناغاته ، لما لذلك من أثر كبير على نموّه العاطفي وحلّ عقدة لسانه ، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتصابى للحسن والحسين (عليهما السلام) ويُركبهما على ظهره.
وكانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) تناغي الحسن عليه السلام وتقول :
أشبه أبـاك يا حسن واخلع على الحق الرسن
واعبد إلهـاً ذا منن ولا تـوال ذا الإحن
وتناغي الحسين عليه السلام وتقول :
أنت شبيهٌ بأبي لست شبيهاً بعلي (29)
وفي خاتمة المطاف نجد في حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دعوة صادقة لحبّ الأطفال والرحمة بهم، والوفاء لهم ، والصدق معهم ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أحبّوا الصبيان وارحموهم ، فإذا وعدتموهم ففوا لهم ، فإنّهم لا يرون إلاّ أنكم ترزقونهم)(30).
___________
1ـ مكارم الأخلاق : 171 ـ 172 الفصل العاشر.
2- المصدر السابق : 194.
3- المصدر السابق : 194.
4- المصدر السابق : 210 في آداب الزفاف والمباشرة.
5- المصدر السابق : 212.
6- المصدر السابق : 216.
7- المصدر السابق : 169.
8- المصدر السابق : 227.
9- المصدر السابق : 220 في فضل الأولاد.
10- الكافي 6 : 19 / 6 باب الاسماء والكنى.
11- تحف العقول : 17.
12- الكافي 6 : 27 / 1 باب انه يعق يوم السابع للمولود.
13- مكارم الأخلاق : 228.
14- الكافي 6 : 34 / 1 باب التطهير.
15- مكارم الأخلاق : 229.
16- الكافي 6 : 40 / 1 باب الرضاع.
17- المصدر السابق : 44 / 1 من يكره لبنه ومن لا يكره.
18- المصدر السابق : 44 / 12.
19- مكارم الأخلاق : 237.
20- الكافي 6 : 42 / 3 باب من يكره لبنه ومن لا يكره.
21- مكارم الأخلاق : 223 في فضل الأولاد.
22- الكافي 6 : 42 / 5 باب من يكره لبنه ومن لا يكره.
23- المصدر السابق : 42 / 1.
24- علل الشرائع : 557 باب 344 من ج2 العلة التي من أجلها يغسل الصبيان من الغمر =
والغمر ـ بالتحريك : زنخ اللحم وما يتعلق باليد من دسمة.
25- مكارم الأخلاق : 222.
26- المصدر السابق : 223.
27- المصدر السابق : 223.
28- روضة الواعظين : 369.
29- في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام ، للسيد محسن الأمين 3 : 5 سيرة الحسن عليه السلام.
30- مكارم الأخلاق : 252.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|