أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
3097
التاريخ:
4013
التاريخ: 5-7-2017
3317
التاريخ: 11-12-2014
4659
|
كانت هناك نقطة لا تحظى بأهمية تذكر من الناحية العسكرية وكان مقاتلو اليهود يسيطرون عليها سيطرة كاملة، ولم يكن فيها أي مانع من استهداف مخيم المسلمين ورميها من جانب العدو.
ولهذا جاء أحد المقاتلين المسلمين الى رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو محمّد بن مسلمة وقال له : يا رسول الله صلّى الله عليك، إنك نزلت منزلك هذا فان كان عن أمر ( الهي ) امرت به فلا نتكلم فيه، وان كان الرأي تكلمنا؟ يا رسول الله دنوت من الحصن، وإن أهل النطاة مرتفعون علينا وهو أسرع لانحطاط نبلهم فتحوّل يا رسول الله الى موضع بريء من النخل والبناء حتى لا ينالنا نبلهم.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يراعي واحدا من مبادئ الاسلام العظيمة (الشورى) واحترام الآخرين : بل هو الرأي، انظر لنا منزلا بعيدا من حصونهم، بريئا من الوباء نأمن فيه بياتهم ، فطاف محمّد حتّى انتهى إلى الرجيع ( وهو واد بقرب خيبر ) ثم رجع الى النبي (صلى الله عليه واله) ليلا فقال : وجدت لك منزلا، فأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) فحولت خيمة القيادة عند المساء إلى ذلك المكان الاكثر أمانا من بيات اليهود وغدرهم فكان النبي يغدو كل يوم فيقاتل أهل النطاة يومه إلى الليل ثم إذا أمسى رجع الى الرجيع حيث غرفة القيادة، وكان يناوب بين أصحابه في حراسة الليل في مقامه بالرجيع سبعة أيام.
على أنه لا يمكن البتّ في تفاصيل واقعة خيبر ولكن المستفاد من المصادر التاريخية هو أن جنود الاسلام حاصروا القلاع والحصون حصنا تلو حصن، وحاولوا قطع ارتباط الحصن المحاصر ببقية الحصون تم فتحه، ثم محاصرة حصن آخر.
ولقد تم فتح هذه الحصون ببطء لأنها كانت مرتبطة ببعضها بارتباط سرّي، أو كان المقاتلون يدافعون عنها دفاعا مستميتا، ولكن الحصون التي كان الرعب والخوف يسيطر على مقاتليها وحرّاسها، أو التي ينقطع ارتباطها بالخارج بصورة كاملة كان يتم السيطرة عليها بسهولة، وتسفك فيها دماء أقلّ، ويتقدم العمل فيها بسرعة اكبر.
وان أول حصن فتح على أيدي المسلمين بعد شيء كبير من الجهد ـ كما يذهب إليه جمع من المؤرخين ـ هو حصن ناعم. ولقد استشهد في فتح هذا الحصن أحد المقاتلين المسلمين البارزين، يدعى محمود بن مسلمة الأنصاري، وجرح خمسون رجلا من مقاتلي الإسلام، فقد استشهد الفارس المذكور بعد أن رماه اليهود بصخرة كبيرة من فوق الحصن فقتل من فوره، وقيل إنه توفي بعد ثلاثة أيام ـ حسب رواية ابن الاثير في اسد الغابة ونقل الجرحى الخمسون إلى منطقة اخرى من المعسكر خصصت لغرض التضميد ، كما انه سمح لبعض نساء بني غفار بأن يأتين الى خيبر لمساعدة المسلمين وتضميد الجرحى وتقديم غير ذلك من الخدمات التي يليق بهن في المعسكر، وقد أظهرت تلك النسوة من أنفسهن تفانيا، وتضحية عجيبة.
ولقد رأت الشورى العسكرية الاسلامية أن يعمد المقاتلون المسلمون ـ بعد فتح حصن ناعم إلى فتح حصن القموص الذي كان يرأسه أبناء أبي الحقيق ، ولقد فتح هذا الحصن بفضل تفاني جنود الاسلام، وأسرت منه صفية بنت حيي بن أخطب التي صارت فيما بعد من زوجات رسول الله (صلى الله عليه واله).
ولقد قوّى هذان الانتصاران العظيمان معنوية الجنود المسلمين وألقى رعبا شديدا في نفوس اليهود ولكن المسلمين وقعوا في مخمصة شديدة بسبب قلّة المواد الغذائية بحيث اضطروا إلى أن يأكلوا من بعض الانعام المكروهة اللحم، وقد كان هناك بين حصون اليهود حصن مملوء طعاما الاّ أن المسلمين لم يظفروا به حتى ذلك الحين.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|