المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02



عليّ (عليه السلام) على كتف النبيّ  
  
3097   08:43 صباحاً   التاريخ: 21-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص494-497.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015 3329
التاريخ: 5-7-2017 3536
التاريخ: 21-6-2017 2888
التاريخ: 11-5-2017 3061

يقول المحدّثون والمؤرّخون : لقد كسرت بعض الأصنام الموضوعة في الكعبة على يد عليّ بن أبي طالب  وذلك عند ما قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعليّ (عليه السلام) : اجلس.

فجلس إلى جنب الكعبة ثم صعد رسول الله (صلى الله عليه واله) على منكبي ثم قال : انهض بي إلى الصنم... فحاول أن ينهض فلم يطق.

فلما رأى النبي ضعفه تحته، قال : اجلس.

فجلس عليّ (عليه السلام) ثم نزل النبي (صلى الله عليه واله) عنه، ثم جلس (صلى الله عليه واله) ثم قال : يا عليّ اصعد على منكبي.

فصعد عليّ (عليه السلام) على منكبه، ثم نهض به فألقى صنم قريش الاكبر، وكان من نحاس، ثم ألقى بقيّة الاصنام إلى الارض وحطّمها.

وقد أنشد شاعر الحلة الشهير بابن العرندس، وهو من شعراء القرن التاسع الهجريّ قصيدة ذكرها فيها هذه الفضيلة بقوله :

وصعود غارب أحمد فضل له

                   دون القرابة والصحابة أفضلا

ثم ان رسول الله (صلى الله عليه واله) أمر بان يفتح باب الكعبة فوقف على الباب، وأخذ بعضادتى الباب فاشرف على الناس بطلعته المنيرة ومحياه الجميل وقال : الحمد لله الّذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.

ولقد كان الله سبحانه قد وعد نبيّه الكريم في آية من آيات الكتاب العزيز بأن يعيده الى مسقط راسه اذ قال : إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد قل ربّي اعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين .

وقد أخبر النبي (صلى الله عليه واله) بحمده هذا عن تحقّق وعد الله له، وبرهن مرة اخرى على صدقه، وصحة دعواه.

وفي ما كان الصمت يخيّم على أرجاء المسجد الحرام، وفي ما كانت الانفاس محتبسة في الصدور، وتجول في رؤوس الحاضرين وانفسهم أفكار مختلفة، وخواطر شتى، ويتذكر أهل مكة المشركون ما ألحقوه برسول الله (صلى الله عليه واله) واتباعه من الأذى والعذاب الشديد، فتذهب بهم تصوراتهم مذاهب شتى!!

إن الذي سبق لهم أن اشعلوا حروبا كثيرة ضد رسول الله (صلى الله عليه واله) وقتلوا خيرة شبابه وأصحابه، بل وتمادوا في غيهم وعدوانهم حتى أنهم تآمروا لاغتياله بالهجوم عليه في منزله ليلا، وتقطيعه بالسيوف إربا إربا، ها هم الآن يرون أنفسهم أسرى في قبضته، وهو (صلى الله عليه واله) قادر على أن ينتقم منهم كيفما شاء!!

إن من الطبيعي أن يتحدث أهل مكة في أنفسهم وهم يتذكّرون معاداتهم الشديدة والطويلة لرسول الله (صلى الله عليه واله) وجرائمهم الكبرى بحقه، وبحق دعوته ويقول بعضهم : أنه سيقتلنا حتما، أو يقتل فريقا منا، ويحبس آخرين، ويسبي ذريتنا ونساءنا، جزاء ما فعلنا.

وبينما كانوا ـ في تلك اللحظات ـ فريسة هذه الافكار والتصورات الشيطانية، كسر رسول الله (صلى الله عليه واله) جدار الصمت الرهيب الذي يخيم على أرجاء المسجد الحرام وقال سائلا :

ما ذا تقولون... وما ذا تظنون؟!.

فقال أهل مكة : وقد تملّكتهم حيرة شديدة، وخوف عظيم وهم قد عرفوا رحمة النبي ورأفته، ولطفه لطفه، وخلقه العظيم : نقول خيرا، ونظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت.

فقال رسول الله ونبي الرحمة (صلى الله عليه واله)، وقد سمع هذه العبارات العاطفية : فاني أقول لكم كما قال أخي يوسف قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين .

وكان أهل مكة قد اطمأنّوا إلى عفو النبي وصفحه قبل ذلك نوعا ما عند ما رأوا ردّ فعله الشديد على أحد قادة جيشه عند ما أخذ ينادي حين دخول مجموعته العسكرية مكة من احدى مداخلها :

اليوم يوم الملحمة

                   اليوم تسبى الحرمة

فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) لهذا الشعار وقال ردا عليه : اليوم يوم المرحمة  

كما أنه أمر ـ لغرض تأديب من أطلق هذا الشعار ـ بأخذ اللواء منه، وأعطاه إلى شخص آخر، وقيل إنّه (صلى الله عليه واله) عزله عن قيادة المجموعة، وأمرّ ابنه مكانه، وكان هذا الأمير هو سعد بن عبادة رئيس الخزرج.

وقد دفع هذا النوع من اللطف والموقف الايجابي الذي لاحظه أهل مكة المشركون أن يأمل الناس المغلوبون في العفو العامّ إلى درجة كبيرة، خاصّة أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد أمّن من دخل المسجد الحرام أو بيت أبي سفيان، أو ألقى السلاح، أو أغلق على نفسه باب منزله.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.