أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
3329
التاريخ: 5-7-2017
3536
التاريخ: 21-6-2017
2888
التاريخ: 11-5-2017
3061
|
يقول المحدّثون والمؤرّخون : لقد كسرت بعض الأصنام الموضوعة في الكعبة على يد عليّ بن أبي طالب وذلك عند ما قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعليّ (عليه السلام) : اجلس.
فجلس إلى جنب الكعبة ثم صعد رسول الله (صلى الله عليه واله) على منكبي ثم قال : انهض بي إلى الصنم... فحاول أن ينهض فلم يطق.
فلما رأى النبي ضعفه تحته، قال : اجلس.
فجلس عليّ (عليه السلام) ثم نزل النبي (صلى الله عليه واله) عنه، ثم جلس (صلى الله عليه واله) ثم قال : يا عليّ اصعد على منكبي.
فصعد عليّ (عليه السلام) على منكبه، ثم نهض به فألقى صنم قريش الاكبر، وكان من نحاس، ثم ألقى بقيّة الاصنام إلى الارض وحطّمها.
وقد أنشد شاعر الحلة الشهير بابن العرندس، وهو من شعراء القرن التاسع الهجريّ قصيدة ذكرها فيها هذه الفضيلة بقوله :
وصعود غارب أحمد فضل له
دون القرابة والصحابة أفضلا
ثم ان رسول الله (صلى الله عليه واله) أمر بان يفتح باب الكعبة فوقف على الباب، وأخذ بعضادتى الباب فاشرف على الناس بطلعته المنيرة ومحياه الجميل وقال : الحمد لله الّذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.
ولقد كان الله سبحانه قد وعد نبيّه الكريم في آية من آيات الكتاب العزيز بأن يعيده الى مسقط راسه اذ قال : إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد قل ربّي اعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين .
وقد أخبر النبي (صلى الله عليه واله) بحمده هذا عن تحقّق وعد الله له، وبرهن مرة اخرى على صدقه، وصحة دعواه.
وفي ما كان الصمت يخيّم على أرجاء المسجد الحرام، وفي ما كانت الانفاس محتبسة في الصدور، وتجول في رؤوس الحاضرين وانفسهم أفكار مختلفة، وخواطر شتى، ويتذكر أهل مكة المشركون ما ألحقوه برسول الله (صلى الله عليه واله) واتباعه من الأذى والعذاب الشديد، فتذهب بهم تصوراتهم مذاهب شتى!!
إن الذي سبق لهم أن اشعلوا حروبا كثيرة ضد رسول الله (صلى الله عليه واله) وقتلوا خيرة شبابه وأصحابه، بل وتمادوا في غيهم وعدوانهم حتى أنهم تآمروا لاغتياله بالهجوم عليه في منزله ليلا، وتقطيعه بالسيوف إربا إربا، ها هم الآن يرون أنفسهم أسرى في قبضته، وهو (صلى الله عليه واله) قادر على أن ينتقم منهم كيفما شاء!!
إن من الطبيعي أن يتحدث أهل مكة في أنفسهم وهم يتذكّرون معاداتهم الشديدة والطويلة لرسول الله (صلى الله عليه واله) وجرائمهم الكبرى بحقه، وبحق دعوته ويقول بعضهم : أنه سيقتلنا حتما، أو يقتل فريقا منا، ويحبس آخرين، ويسبي ذريتنا ونساءنا، جزاء ما فعلنا.
وبينما كانوا ـ في تلك اللحظات ـ فريسة هذه الافكار والتصورات الشيطانية، كسر رسول الله (صلى الله عليه واله) جدار الصمت الرهيب الذي يخيم على أرجاء المسجد الحرام وقال سائلا :
ما ذا تقولون... وما ذا تظنون؟!.
فقال أهل مكة : وقد تملّكتهم حيرة شديدة، وخوف عظيم وهم قد عرفوا رحمة النبي ورأفته، ولطفه لطفه، وخلقه العظيم : نقول خيرا، ونظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت.
فقال رسول الله ونبي الرحمة (صلى الله عليه واله)، وقد سمع هذه العبارات العاطفية : فاني أقول لكم كما قال أخي يوسف قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين .
وكان أهل مكة قد اطمأنّوا إلى عفو النبي وصفحه قبل ذلك نوعا ما عند ما رأوا ردّ فعله الشديد على أحد قادة جيشه عند ما أخذ ينادي حين دخول مجموعته العسكرية مكة من احدى مداخلها :
اليوم يوم الملحمة
اليوم تسبى الحرمة
فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) لهذا الشعار وقال ردا عليه : اليوم يوم المرحمة
كما أنه أمر ـ لغرض تأديب من أطلق هذا الشعار ـ بأخذ اللواء منه، وأعطاه إلى شخص آخر، وقيل إنّه (صلى الله عليه واله) عزله عن قيادة المجموعة، وأمرّ ابنه مكانه، وكان هذا الأمير هو سعد بن عبادة رئيس الخزرج.
وقد دفع هذا النوع من اللطف والموقف الايجابي الذي لاحظه أهل مكة المشركون أن يأمل الناس المغلوبون في العفو العامّ إلى درجة كبيرة، خاصّة أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد أمّن من دخل المسجد الحرام أو بيت أبي سفيان، أو ألقى السلاح، أو أغلق على نفسه باب منزله.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|