المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

البعد التاريخي لنشأة التخطيط الحضري
2023-03-16
لبنان والمياه
27-1-2016
الرضاع
22-04-2015
وقوع النسخ في القرآن
12-10-2014
SO2 and sulfites in wine
21-3-2017
نماذج عقدية وتعاريف – الملحق C2. نموذج لبند عقدي يوصف الجدولة الزمنية القياسية
2023-05-16


خصائص النمو العقلي للطفل  
  
13920   05:38 مساءً   التاريخ: 8-6-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص40-42
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يبدأ التطور العقلي للطفل باستجابة حسية حركية تساعده في تمييز عناصر البيئة واكتشاف  بعض خصائص الاشياء ويتركز النمو العقلي لطفل ما قبل المدرسة في المقام الاول حول اكتشافه للعالم الاجتماعي والعالم المادي المحيط به ويتعرف الطفل الصغير على بيئته في اول مراحل عمره من خلال حواسه باعتبارها منافذ الى المعرفة والثقافة ثم يأتي بعد ذلك مستوى العمليات الارتباطية ويقصد بها قدرة سمعية او بصرية او غيرها واخيرا يأتي مستوى العلاقات والتي ينطوي على مهارات التفكير وعملياته والوصول الى حلول للمشكلات والتي تواجه الطفل مرورا بسلسلة متتابعة لمفاهيم رمزية او معان محدودة(1).

وينمو طفل ما قبل المدرسة عقليا من خلال تفاعله مع الاخرين والبيئة الطبيعية من حوله وتفهم الخبرات التي يمر بها وادراكها والتي تكون لديه المعلومات المنطقية وبالتالي يختلف الاطفال في نموهم العقلي تبعا لاختلاف مجالات تفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم وتبعا للخبرات التي يمرون بها. والمعلومات المنطقية التي تتكون لدى الطفل تكون نتيجة لتلك التفاعلات فالنمو العقلي لطفل ما قبل المدرسة غير منتظم فهو سريع في مرات وبطيء في اخرى تبعا لتفاعلاته  وخبراته وظروف نضجه الجسمي (2).

لذلك علينا ان نجعل بيئة الطفل ثرية وغنية بالمثيرات بقدر ما نستطيع من خلال تزويدها بالوسائل والانشطة والخامات المختلفة التي تزيد من تلك المهارات العقلية والمعرفية للطفل .

وفي سن الرابعة والخامسة من عمر الطفل يستطيع أن يكوّن ازواجاً من الاشياء، دون ان يستطيع عمل سلسلة صحيحة من الاشياء، وشيئا فشيئا بفضل محاولات التلامس المتكررة  والمتتابعة في حذف شئ او اضافة شئ اخر تبعا لما هو موضوع قبله او بعده في تسلسل يتعرف الطفل على عدة مفاهيم مثل كبير, صغير, قليل, كثير, وغيرها .

اما طفل الخامسة او السادسة فيكون تفكيره اقرب الى التخيل منه الى التفكير المنطقي، فالتخيل يشغل حيزا كبيرا من النشاط العقلي للأطفال وتصبح الصورة الذهنية التي تتتابع لديه في عملية التخيل على درجة كبيرة من الوضوح (3).

كذلك يتأثر النمو العقلي للطفل بالمستوى الاجتماعي والثقافي للأسرة والبيئة المدرسية ووسائل الاعلام من خلال ما يشاهد من برامج تلفزيونية وما تقدمه من مثيرات تساعد على التفكير  والابداع والتخيل وبالرغم من اقبال الطفل على التعلم واكتشاف العالم من حوله إلا أن قدرته على التركيز وسعته الانتباهية مازالت محدودة ويمكن تنمية قدرة الطفل على الانتباه والتركيز اذا قدمن له من النشاط ما يعينه ويهمه ويمتعه ويتيح له المشاركة بشكل فعال في المجالات  المختلفة وان يبتكر من خلال تقديم انشطة متعددة له يمكن أن يختار منها النشاط الذي يستمر فيه للنهاية بل يزيد عليه وينطلق منه الى أنشطة ابتكارية أخرى .

______________

1- هدى محمد قناوي: الطفل وتنشئته وحاجاته القاهرة الانجلو المصرية، 1999 ص 143.

2- منى محمد علي جاد : رياض الاطفال نشأتها وتطورها، حورس للطباعة والنشر، القاهرة، 2003 ص 28.

3- مصطفى محمد عبد العزيز: التعبير الفني عند الاطفال، القاهرة مكتبة الانجلو المصرية 1994 ص9.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.