المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



نوع العلاقة الاسرية في التنشئة الاجتماعية  
  
2298   02:00 مساءً   التاريخ: 5-6-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص120-121
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016 2111
التاريخ: 21-4-2016 1990
التاريخ: 11-1-2016 2036
التاريخ: 15-11-2017 2197

تؤثر العلاقات الاسرية في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل حيث تؤدي السعادة الزوجية الى تماسك الاسرة مما يخلق جوا يساعد على نمو الطفل الى شخصية متكاملة متزنة.

ومن خلال العلاقات الاسرية وقيمها يكون الاستقرار الاسري، حيث تستقر العائلة ويرتبط القروي ببيئته التي يعيش فيها بروابط عميقة من خلال حبه للأسرة فالعلاقة الاسرية تعد ركيزة اساسية ومحورا مهما في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل في الاسرة وكلما كانت العلاقة الاسرية يسودها التفاهم والتكافؤ الثقافي كلما انعكس ذلك على تنشئة الطفل.

والعلاقة الاسرية بين الزوجين تؤثر فيها عوامل متعددة، فاذا استطاع توفير مستوى مناسب للأسرة من حيث المسكن والملبس والمأوى وتوفير اسباب الرعاية لأفرادها سيؤدي ذلك الى تماسك الاسرة وتضامنها وارساء علاقات متبادلة تقوم على قواعد من الاحترام والاخلاق والمحبة، فالزوج يقوم بوظيفته كأب ورب اسرة وملب لمطالبها ويكفل لأفرادها الحماية ويحاول تحقيق رغباتهم وتوفير الرعاية لهم والزوجة تقوم بدورها كأم وربة بيت وزوجة تمد الجميع بالحنان والحب وتتعاون مع زوجها من اجل تحقيق حياة سليمة وتنشئة قويمة للأبناء.

وتلعب الروابط الوالدية دورا كبيرا في تكوين شخصية الابناء، فتعاون الوالدين واتفاقهما والاحتفاظ بكيان الاسرة يوجد جوا هادئا ينشا فيه الطفل متزنا وهذا الاتزان العائلي يترتب عليه غالبا اعطاء الطفل ثقة في نفسه وفي العالم الذي يتعامل معه بعد ذلك.

ويمكن القول انه كلما قلت الاختلافات الوالدية زاد في العادة احتمال صلاحية الجو العائلي بتربية الاطفال تربية صالحة وتوافق الوالدين او اختلافهما يتوقف الى حد كبير على عوامل قد تكون ظاهرة وكثيرا ما تكون خافية على الوالدين نفسيهما كالشجار مثلا بين الوالدين امام الطفل يفقده الشعور بالأمان خوفا على مصيره او خشية ان يتحول عدوان احدهما عليه او يظن انه سبب الشجار، كما يجعل الطفل حائرا بين الولاء لأبيه او لامه.

فالاختلافات الوالدية تضعف ثقة الطفل بوالديه الى جانب انها تعطي الطفل فكرة سيئة عن الحياة الزوجية والطمأنينة في البيت مما يبدو اثره ضارا في مستقبل حياته والتفكك الاسري عادة ما ينشأ بسبب انفصال الام عن الاب او وفاة احدهما او للضعف الثقافي للأسرة او كثرة الابناء مع ضعف الدخل ويؤدي الى احداث تصدع في العلاقات الاسرية وينعكس رد الفعل على الابناء فلا تستقيم ولا تستوي تربيتهم (1).

ويرتبط كذلك بنوع العلاقات الاسرية في الريف رئاسة الاسرة، فالتقاليد المتوارثة والمتعارف عليها رئاسة الرجل المطلقة للأسرة حيث إن سلطة اتخاذ القرار ترجع اليه ولا تستطيع الام اتخاذ القرارات المتعلقة بشؤون الاسرة الا في حالة سفر الاب او وفاته.

___________

1ـ عزة حسين : الطفل وآفاق القرن الحادي والعشرين ، القاهرة ، الانجلو المصرية ، 1998، ص50.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.