المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الكذب يمنع استذواق الايمان
12-7-2019
الأديان في شبة الجزيرة العربية.
2023-08-06
إنشاء بستان الزيتون
2024-01-01
أكاسيد النتروجين Nitrogen Oxides
13-1-2016
النسخ في القرآن الكريم
23-1-2019
Golgi apparatus
4-11-2015


يوسف البديعي  
  
4750   01:42 مساءً   التاريخ: 4-6-2017
المؤلف : ناظم رشيد
الكتاب أو المصدر : في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة : ص 151-153
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

يكتنف الغموض حياة يوسف البديعي، فلا يعرف اسم أبيه (1)، والأسرة التي درج في أحضانها، والأساتذة الذين أخذ عنهم ...

ولد يوسف البديعي في دمشق، وهي احدى المدن المشهورة بمدارسها ومنتدياتها العلمية والأدبية، وتعلم في أكنافها وأخذ من علمائها حتى شب أدبياً شاعراً يشار اليه بالبنان.

قال المحيي عنه (2): (الأديب الذي زين الطروس برشحات أقلامه، فلو أدركه البديع لاعتزل صناعة الانشاء والقريض عند استماع نثره ونظامه).

ارتحل الى حلب بعد أن وجد في نفسه القابلية على مجابهة الحياة، حلوها ومرها، ومكث فيها مدة طويلة، وأقام علاقات طيبة مع شخصياتها البارزة، ومدحهم بشعر كثير، لا سيما القاضي عبد الرحمن بن الحسام، وألف فيها أغلب كتبه، قال المحيي:

(خرج من دمشق في صباه فحل حلب، فلم يزل حتى بلغ الشهرة الطنانة في الفضل والأدب وألف المؤلفات الفائقة).

ولي في أخريات حياته قضاء الموصل، ويبدو أنه لم يستأنس بهذه الوظيفة، فاعتزلها ومضى الى القسطنطينية وفيها قضى نحبه سنة 1973هـ

آثاره:

1- أوج التحري عن حيثية أبي العلاء المعري، وهو مطبوع.

2- الصبح المنبي عن حيثية المتنبي، وهو مطبوع.

3- هبة الأيام فيما يتعلق بأبي تمام، وهو مطبوع، وقد غاب اسمه عن المحيي فسماه (ذكر حبيب).

4- الحدائق البديعية.

5- هدايا الكرام في تنزيه آباء النبي عليه السلام.

نثره:

نثر يوسف البديعي سهل بسيط، وبعيد عن الالتواء والتعقيد، وغالب كتاباته شبيهة بما جاء في الكتب التعليمية، خاصة الكتب التي تحدث فيها عن سيرة أبي تمام وأبي الطيب المتنبي وأبي العلاء المعري وما أورده لهم من شعر والتعليق عليه، يقول – مثل – عن أبي تمام (3): (ولأبي تمام طريقة في ذم الشيب، والتألم به، والجزع منه، كقوله في قصيدته التي مدح بها أبا سعيد محمد بن يوسف الغزواني وأولها:

أما إنه لولا الخليط    المودع      وربع عفا منه مصيف ومربع

لردت على أعقابها   أريحية     من الشوق واديها من الدمع مترع

يقول لولا أن الخليط ودعنا، فجدد ذكره شوقنا، وان الربيع عفا منزل الخليط منه في الصيف والربيع لرددنا أريحية الشوق على عقبها، ولكنها غلبت علينا بوداع الأحبة وبدروس المنازل بعدهم، فأثارت لنا من الشوق ما حملنا على أن نأتي من الدمع مثل الوادي المترع).

وكتب البديعي زاخرة بأخبار ممتعة عن الشعراء والكتاب، من ذلك الخبر الآتي عن أبي الطيب المتنبي (4): (قيل إن رجلاً من مدينة السلام كان يكره أبا الطيب المتنبي، فآلى على نفسه ألا يسكن مدينة يذكر بها أبو الطيب، وينشد كلامه، فهاجر من مدينة السلام، وكان كلما وصل بلداً يسمع بها ذكره يرحل عنها، حتى وصل الى أقصى بلاد الترك، فسأل أهلها عن أبي الطيب فلم يعرفوه، فتوطنها، فلما كان يوم الجمعة الى صلاتها بالجامع، فسمع الخطيب ينشد بعدما ذكر اسماء الله الحسنى:

أسامياً لم تزده معرفة      وإنما لذة ذكرناها (5) فعاد الى دار السلام).

ـــــــــــــــــــــــــ

(1)  في هدية العارفين 2: 567 يوسف بن عبد الله على طريقة المتأخرين فيمن جهلوا اسم أبيه.

(2)  خلاصة الأثر 4: 510.

(3) هبة الأيام ص 290.

(4) الصبح المنبي ص 160.

(5) الأسامي جمع الأسماء جمع الاسم، ونصب أسامياً باضمار فعل كأنه قال ذكرت أسامياً دل عليه قوله ذكرناها، يقول: هذه الأسماء التي ذكرتها لم تزده معرفة فوق شهرته فهو مستغن عن التعريف وإنما ذكرتها استلذاذاً بلفظها وسماعها (شرح ديوان المتنبي 2: 503).

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.