أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3762
التاريخ: 2-4-2017
3184
التاريخ: 2-4-2017
2975
التاريخ: 13-5-2016
3104
|
لقد فرح منافقو المدينة ويهودها بانتكاسة المسلمين في معركة أحد كما فرحوا أيضا بمصرع رجال التبليغ والدعوة، فرحا بالغا وباتوا يتحيّنون الفرصة لإثارة القلاقل والفتن في المدينة لإفهام القبائل خارجها بأنه لا توجد أية وحدة سياسيّة وانسجام اجتماعيّ في مركز الاسلام، وعاصمة الحكومة الاسلامية، وأن في مقدور الأعداء الخارجيين أن يجهزوا على حكومة الاسلام الفتية، ويقضوا عليها بسهولة!!
ولكي يقف رسول الله (صلى الله عليه واله) على نوايا ودخائل يهود بني النضير مشى في جماعة من أصحابه إلى حصنهم.
على أن الهدف الظاهري المعلن عنه كان هو الاستعانة بهم في دية العامريّين اللذين قتلا خطأ على يد عمرو بن أميّة كما أسلفنا، وذلك بموجب الاتفاقيّة المعقودة بين رسول الله (صلى الله عليه واله) وبين اليهود وكذا بني عامر وغيرهم والقاضية بالتعاون معا في تسديد الدية في مثل هذه الموارد.
فلما وصل رسول الله (صلى الله عليه واله) الى حيث يسكن بنو النضير، وكلّمهم في أن يعينوه في تلك الدية، رحبوا به ظاهرا، ووعدوا بأن يلبّوا مطلبه، ثم إنهم خاطبوه قائلين : يا أبا القاسم نعينك على ما احببت. ثم دعوه إلى أن يدخل في بيوتهم، ويقضي يومه فيها، قائلين : قد آن لك أن تزورنا، وأن تأتينا، اجلس حتى نطعمك، فلم يقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) بتلبية مطلبهم، بل جلس مستندا الى جدار بيت من بيوتهم واخذ يكلمهم.
ثم إن رسول الله (صلى الله عليه واله) احسّ بشرّ من ذلك الترحيب الحارّ الذي قابلته به رجال بني النضير، والذي رافق حركات مشبوهة منهم!!
هذا مضافا إلى أنه (صلى الله عليه واله) شاهدهم وقد خلا بعضهم إلى بعض يتناجون ويتهامسون الأمر الذي يدعو الى الشك، ويورث سوء الظن!!
وقد كان سوء الظن هذا في محله، فقد قرر سادة يهود ـ لمّا أتاهم رسول الله (صلى الله عليه واله) في رهط قليل من أصحابه ـ أن يتخلصوا منه باغتياله والغدر به على حين غفلة منه (صلى الله عليه واله)، فانتدبوا أحدهم وهو عمرو بن جحاش لتنفيذ هذه الجريمة، وذلك بأن يعلو على البيت الذي استند رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى جداره فيلقى عليه صخرة تقتله.
إلاّ أنّ هذه المؤامرة انكشفت ـ ولحسن الحظ ـ قبل تنفيذها، إما من خلال حركات اولئك اليهود الخبثاء، المشبوهة، أو بخبر أتى رسول الله (صلى الله عليه واله) من السماء، كما يروي ابن هشام والواقدي في مؤلفيهما.
فنهض رسول الله (صلى الله عليه واله) سريعا، كأنه يريد حاجة، وتوجه من توّه إلى المدينة دون أن يخبر أصحابه الذين أتوا معه، بقصده.
وبقي أصحابه هناك ينتظرون عودته من حاجته دون جدوى.
وندمت يهود على ما صنعت، واضطربت لذلك اضطرابا شديدا، واصابتها حيرة شديدة فيما يجب أن تقوم به.
فمن جهة خشيت أن يكون رسول الله (صلى الله عليه واله) قد علم بمؤامرتهم وتواطئهم، فيقدم على تأديبهم لنقضهم ميثاق التعايش السلميّ، ولتواطئهم القبيح، ومكرهم السيئ.
ومن ناحية اخرى أخذت تفكّر في أن تنتقم من أصحابه الموجودين هنا إن هو فاتهم، ولكنها خشيت أن يؤدي ذلك إلى مزيد من تأزّم الموقف، وان ينتقم رسول الله (صلى الله عليه واله) حينئذ منهم قطعا ويقينا.
وفيما هم في هذه الحالة من الاضطراب والتحيّر قرر أصحاب النبيّ (صلى الله عليه واله) العودة إلى المدينة بعد أن يئسوا من رجعته إليهم من حاجته، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة فسألوه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال : رأيته داخلا المدينة، فأقبلوا حتى انتهوا إليه (صلى الله عليه واله) وعرفوا بمؤامرة اليهود إذ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لهم لما قالوا : يا رسول الله قمت ولم نشعر : همّت اليهود بالغدر بي، فأخبرني الله بذلك فقمت .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يختتم مسابقة دعاء كميل
|
|
|