أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
4227
التاريخ: 2023-02-08
3701
التاريخ: 30-3-2022
1268
التاريخ: 2-4-2017
2744
|
لقد أثارت حادثتا الرجيع و بئر معونة المفجعتان اللتان جرتا إلى مصرع مجموعة كبيرة من خيرة الدعاة والمبلّغين موجة من الحزن والأسى في المسلمين وتركت أثرا مؤلما في أوساطهم.
وهنا يتساءل القارئ : لما ذا أقدم النبيّ (صلى الله عليه واله) على إرسال المجموعة الثانية من المبلّغين الى نجد مع أنه حصل على تجربة مرّة؟! ألم يقل رسول الله (صلى الله عليه واله) :
لا يلدغ المؤمن من جحر مرّتين.
إن الإجابة على هذا السؤال تتضح من خلال مراجعة النصوص التاريخية لأن المجموعة الثانية قد بعثت في جوار من أبي براء ( عامر بن مالك بن جعفر ) والذي كان رئيسا لقبيلة بني عامر، ولم تفعل قبيلته ما خالف جوار رئيسهم ولم يشتركوا في تلك الجريمة وقد بقي أبو براء نفسه في المدينة تأكيدا لجواره، ريثما يرجع فريق التبليغ إلى المدينة.
لقد كانت خطة رسول الله (صلى الله عليه واله) خطة مدروسة وصحيحة لأن جماعة المبلّغين الثانية لم تقتل على يد قبيلة أبي براء، ومع أن ابن أخيه عامر بن الطفيل قد استصرخ قبيلة أبي براء التي كانت قبيلته أيضا، ضدّ جماعة المبلّغين إلاّ أن قبيلة أبي براء أبت أن تنفر معه، ولم يستجب لندائه أحد منهم بل قالوا : لن يخفر جوار أبي براء. ولما أيس منهم استصرخ قبيلة اخرى لا تمتّ إلى قبيلة أبي براء بصلة، فاقدمت تلك القبائل على محاصرة الدعاة الأربعين ومقاتلتهم.
ثم إن جماعة المبلّغين المذكورة كانت قد بعثت عند مغادرتها المدينة وتوجهها الى منطقة أبي براء رجلين من رجالها هما : عمرو بن أميّة و حارث بن الصمة ليرعيا إبل الجماعة ويحافظا عليها، وبينما كان الرجلان يقومان بواجبهما اذ أغار عليهما عامر بن الطفيل. فقتل حارث بن الصمة، واطلق سراح عمرو بن اميّة.
فعاد عامر الى المدينة، في اثناء الطريق التقى رجلين من العامريين فرافقهما وأمهلهما حتى اذا ناما وثب عليهما فقتلهما، وهو يرى بأنه انتقم لزملائه من المسلمين من بني عامر، وقد أخطأ في تصوره هذا لأن بني عامر لم تخفر جوار سيدها أبي براء ولم تنقض أمانة كما أسلفنا، ولم يشترك في جريمة قتل الدعاة الأربعين.
فلما قدم على رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخبره الخبر، حزن رسول الله (صلى الله عليه واله) لذلك وقال لعمرو : بئس ما صنعت، قتلت رجلين كان لهما مني أمان وجوار، لا دفعن ديتهما.
ولكن الاجابة الاكثر وضوحا على هذا الاعتراض ( او السؤال ) هو ما يذكره ابن سعد صاحب الطبقات إذ يقول : وجاء رسول الله (صلى الله عليه واله) خبر أهل بئر معونة، وجاءه تلك الليلة أيضا مصاب خبيب بن عديّ ومرثد بن أبي مرثد.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|