المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02



القواعد الاساسية في تربية الطفل ووسائلها من منظور ديني  
  
2900   11:43 صباحاً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص197-200
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-3-2018 3868
التاريخ: 28-4-2017 2004
التاريخ: 2024-09-28 186
التاريخ: 27-11-2021 1882

الاسلام بقواعده التشريعية الشاملة، ومبادئه التربوية الخالدة، وضع حلولا ومناهج في تنمية شخص الطفل، سواء اكانت هذه التنمية دينية أو أخلاقية أو جسمية أو عقلية أو نفسية أو اجتماعية (1). 

وهذه الاصول والمناهج هي مبادئ واضحة المعالم سهلة التنفيذ نبيلة المقصد لو انتهجها المربون في تكوين الاجيال وتربية الاطفال لتبدلت الامة غير الامة والاجيال غير الاجيال ولبلغت الذروة في متانة العقيدة وسمو الاخلاق وقوة الجسم ونضج العقل وجمال الادب ولكي يتحقق ذلك لابد من توفر صفات اساسية عن معلمة الروضة حتى يكون تأثيرها ابلغ في الاطفال واستجابتهم لها اقوى.

السمات الاساسية لمعلمة الروضة

1ـ الإخلاص :

على المعلمة ان تخلص في عملها داخل حجرة النشاط وخارجها في الروضة، سواء أكان هذا العمل امرا أو نهيا أو نصحا أو ملاحظة أو عقوبة.... الخ.

والاخلاص في القول والعمل هو اساس الايمان ولا يقبل الله الا به، فالله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا له لذلك على المعلمة في الروضة ان تتقن عملها وتخلص فيه وتقوم بأداء انشطتها وتنفيذ برامجها المختلفة على الوجه الاكمل ولا ينبغي من وراء ذلك العمل أيا كان نوعه مطلب اساسي كما قال (صلى الله عليه وسلم) (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه) فإتقان المعلمة لعملها واخلاصها فيه ينعكس ايجابيا على تربيتها الاطفال حيث سيقلدون المعلمة في افعالهم واقوالهم لانها بمثابة القدوة والمثل والرمز بالنسبة لهم.

2ـ التقوى :

وهي من الصفات الاساسية التي يجب ان تتصف بها معلمة الروضة وعندما تتقي المعلمة الله في عملها في السر والعلن تكون قد التزمت بما امر به الدين الاسلامي، والسنة النبوية المطهرة، إنها تتعامل مع ناشئة يقلدون ما يحدث امامهم وهي بذلك - اي المعلمة ـ يقع عليها العبء الاكبر في تشكيل شخصيات هؤلاء الاطفال في تعلمهم ومعاملتهم فهي القدوة التي يقلدها الاطفال وينظرون اليها نظرة إكبار وإعجاب.

ومن المؤكد ان المعلمة اذا كانت تتصف بالتقوى وتلتزم في سلوكها ومعاملتها للأطفال بمنهج الاسلام فان الطفل ينشأ على التقوى والقدوة والالتزام.

والمربي إذا لم يكن متحققا ومتصفا بالتقوى وملتزما في سلوكه ومعاملته بمنهج الاسلام فان الطفل سينشأ على الانحراف والانحلال والفساد لانه وجد من يقوم على تربيته وتوجيهه وقد تلوث في أوحال المنكرات وتخبط في خضم الشهوات وليس له من الله رادع ومن مراقبته زاجر ومن ضميره اعتصام، وبالتالي سوف يشذ الطفل وينحرف فعلى المربية ان تفهم هذه الحقيقة اذا ارادت لأطفالها الخير والهدى والصلاح والنقاء.

3ـ العلم :

حيث يجب أن تكون المعلمة واعية بأصول التربية التي جاءت بها الشريعة الاسلامية، وأن

تكون محيطة بأمور الحلال والحرام وأن تكون على دراية تامة بمبادئ الاخلاق، وأن تكون واعية بخصوص نمو الاطفال وكيفية التعامل معهم وعلاج جوانب القصور التي قد تظهر في اي طفل وان تكون موطدة للصلة مع أولياء أمور الأطفال حتى يتسنى لها الاطلاع على الظروف الاجتماعية والثقافية والنفسية للطفل وكيفية تعامل الاسرة معه والمشاكل التي تعترضه.

واذا كانت المعلمة جاهلة بالقواعد الاساسية في تربية الاطفال، فإن كثيرا منهم يتعقد نفسيا وينحرف خلقيا ويضعف اجتماعيا، ويصبح الطفل هشا ضعيفا لا وزن له في الحياة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فعلى المعلمة ان تتزود بالعلوم النافعة في مجال تربية الطفل وتقرأ المناهج التربوية الصالحة من اجل تربية جيل قوي الهمة صحيح البدن عالي التفكير.

4ـ الحلم :

فالمعلمة يجب أن تتصف بالاتزان والحلم وعدم الانفعال على اقل الاسباب حتى ينجذب اطفالها نحوها ويستجيبوا لنصائحها وتعليماتها والحلم من اعظم الصفات النفسية والخلقية التي تجعل المعلمة مصدر احترام وثقة من الأطفال وأولياء الامور وعلى المعلمة ان تضبط نفسها وتسيطر عليها دون غضب أو انفعال في تقويم الاعوجاج واصلاح الاخلاق.

وعلى المعلمة ان تتدرج في عقاب الطفل المعوج والعدواني والعنيد فتستنفد كل السبل الودية وطرق النصح والارشاد معه أولا ثم تلجا الى التهديد بكشف امره امام اقرانه واذا لم يرتدع فالحرمان من التدعيم المادي والمعنوي ثم التهديد بالعقاب البدني وهكذا.

5ـ الشعور بالمسؤولية :

ومن الامور التي يجب أن تدركها معلمة الروضة جيداً، وتتأصل في بؤرة شعورها ووجدانها استشعارها بمسؤوليتها العظمى في تربية الاطفال علميا وايمانيا وسلوكيا، وتكوينهم جسميا ونفسيا ، وإعدادهم عقليا واجتماعيا، لان هذا الشعور يدفعها دائما لمراقبة الطفل وملاحظته وتوجيهه وارشاده.

فمعلمة الروضة تقع عليها مسؤولية كبرى وامانة عظمى في تنشئة الاطفال وتهذيبهم وتربيتهم وصقل مواهبهم وعلاج جوانب الخلل والقصور التي قد تظهر عند بعض الاطفال. فاذا ما كانت نموذجا وقدوة صالحة، فسيقلدها الاطفال ويكونون نماذج سوية تستوي شخصياتهم وتستقيم حياتهم ويكونون افراد صالحين نافعين لمجتمعاتهم وامتهم.

___________

1ـ انظر: عبد الله ناصح علوان: تربية الأولاد في الإسلام 1997.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.