أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-04
939
التاريخ: 2024-08-28
285
التاريخ: 13-12-2021
1832
التاريخ: 19-5-2017
2277
|
من المتعارف عليه عند المسلمين هو إقامة مراسيم الزواج في اليوم الأول من أيام البدء الفعلي للعلاقات الزوجية بالدخول إلى بيت الزوجية، حيث يجتمع أهل الزوجين والأقارب والجيران والأصدقاء سويّة، وبذلك تتهيأ الفرصة للتعارف وتمتين العلاقات الاُسرية والاجتماعية ، ومن السُنّة إقامة الوليمة في يوم الزفاف، وجمع الاخوان على الطعام وإظهار المسرّة، والشكر للّه تعالى، والحمد على نعمه (1).
فحينما تزوج رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ميمونة بنت الحارث ، أولم عليها وأطعم الناس (2).
ويستحب أن يكون الزفاف ليلاً، عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: (إنّ من السُنّة التزويج بالليل ، لأنّ اللّه عزَّ وجلَّ جعل الليل سكنا ، والنساء إنّما هنّ سكن)(3).
وقال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : (زفّوا عرائسكم ليلاً ، وأطعموا ضحىً) (4).
ويستحبُّ للزوج أن يتجمّل ويتنظّف ويمسّ الطيب (5).
ويستحبُّ تقديم شيء من المهر للزوجة ، قبل الدخول (6) ، فالعطاء يدخل السرور على المرأة في بداية حياتها الزوجية.
ويستحبّ أن يكون الزوجان على طهارة، وأن يصليا ركعتين، ثم يحمدا اللّه تعالى ، ويصليا على محمد وآله الطيبين الطاهرين (7).
وحثّ الإسلام على الابتداء بالدعاء ليكون أول اتصال بين الزوج والزوجة اتصالاً معنويا روحيا، وليس مجرد اتصال بهيمي جسدي ، فيستحب الدعاء بإدامة الحب والود : (اللهمّ ارزقني إلفها وودّها ورضاها بي ، وأرضني بها ، واجمع بيننا بأحسن اجتماع وأيسر ائتلاف ، فإنّك تحبُّ الحلال وتكره الحرام)(8).
ويستحب الأخذ بناصيتها، ويستقبل بها القبلة ، ويخلع خفّها ، ويغسل رجلها إذا جلست ، ويصب الماء في جوانب الدار (9).
والالتزام بذلك يخلق جوا من الاطمئنان والاستقرار والهدوء في أول خطوات اللقاء ، ويدفع ما في نفس الزوجة من دواعي القلق والاضطراب ، خصوصا وإن الزوجة تعيش في أول يوم من حياتها الزوجية حالة من الخوف والاضطراب النفسي ، فإذا شاهدت مثل هذه الأعمال من صلاة ودعاء ، فإنها ستعيش في جوّ روحي يبدّد مخاوفها ويزيل اضطرابها ، ويستحب للرجل حين الجماع أن يدعو : (اللهمّ ارزقني ولدا ، واجعله تقيا زكيا ، ليس في خلقه زيادة ولا نقصان ، واجعل عاقبته إلى خير) (10).
وهذا إيحاء للمرأة وللرجل بأنّ العلاقة الجنسية ليست مجرد إشباع للغريزة ، وإنّما هي مقدمة للإنجاب والتوالد ، حيث يبتدء الجماع (ببسم اللّه الرحمن الرحيم) (11) ، فتكون ليلة الزفاف ليلة مباركة بذكر اللّه تعالى.
كراهية المباشرة في أوقات معينة :
يكره للزوج أن يباشر ويجامع زوجته في الأوقات التالية (12).
1ـ ليلة الهلال باستثناء هلال شهر رمضان.
2- ليلة النصف من الشهر ، وليالي المحاق.
3- يوم الكسوف وليلة الخسوف.
4- وقت الزلازل والرياح السود والصفر.
5- ما بين طلوع الفجر والشمس.
6- ما بين غروب الشمس ومغيب الشفق ، وما بعد الظهر.
7- ليلة الأضحى ، وليلة النصف من شعبان.
8- بين الأذان والاقامة.
ـ كراهية المباشرة في أحوال معينة :
يكره للزوج مجامعة زوجته عريانا ، وقائما ، ومستقبل القبلة ومستدبرها ، وفي وجه الشمس إلاّ أن يرخي سترا.
ويكره له أن يجامع زوجته قبل الاغتسال من احتلام له.
ويكره له أن يتكلم أثناء الجماع باستثناء الكلام بذكر اللّه تعالى (13).
ويكره للرجل أن يجامع زوجته متخيلاً امرأة اُخرى ، قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم): (لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك، فإني أخشى أن قضي بينكما ولد أن يكون مخنثا، مؤنثا ، مخبلاً)(14).
ـ مستحبات المباشرة :
يستحبّ للرجل غضّ البصر (ولا ينظرنَّ أحد في فرج امرأته ، وليغضّ بصره عند الجماع، فإنّ النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد)(15)، ويستحب له أن يذكر اللّه تعالى، وأن يسأله أن يرزقه ذكرا سويا، كما يستحب الغسل أو الوضوء بعد الجماع قبل أن يجامع مرة أُخرى)(16).
وتستحب المداعبة والملاعبة (17)؛ لأنّ ذلك يعمّق الود والحب، وينقل الجماع من صورته البهيمية إلى صورة إنسانية تتناسب مع طبائع الإنسان وعواطفه واحساساته.
ـ المحرّم في المباشرة :
يحرم على الرجل الدخول بزوجته الصغيرة التي لم تبلغ تسع سنين ، قال الإمام محمد الباقر (عليه السلام): (لا يدخل بالجارية حتى يأتي لها تسع سنين أو عشر سنين)(18).
فإن دخل بها وأفضاها حرم عليه جماعها أبدا ، ووجب عليه دفع الأرش والانفاق عليها مدة حياتها (19). ويحرم جماعها وهي حائض (20).
___________
1ـ المقنعة : 515.
2- تهذيب الاحكام 7 : 409.
3- تهذيب الاحكام 7 : 418. وجامع المقاصد 12 : 15 ـ 19.
4- تهذيب الأحكام 7 : 418.
5- المقنعة : 515.
6- الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 298.
7- تهذيب الاحكام 7 : 410.
8- تهذيب الاحكام 7 : 410 ، ومكارم الأخلاق : 208. وجواهر الكلام 29 : 43.
9- الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 313. وجواهر الكلام 29 : 46.
10- تهذيب الأحكام 7 : 411، ومكارم الأخلاق : 209.
11- مكارم الأخلاق : 209.
12- الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 313. وجامع المقاصد 12 : 22. وجواهر الكلام 29 : 61.
13- الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 314. وجواهر الكلام 29 : 60.
14- مكارم الاخلاق : 209. وجواهر الكلام 29 : 61.
15- مكارم الأخلاق : 209.
16- الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 314.
17- مكارم الاخلاق : 212.
18- تهذيب الاحكام 7 : 391.
19- الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 313. وجامع المقاصد 12 : 330 ـ 332.
20- جامع المقاصد 1 : 319.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|