المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مقدمة الأدب للزمخشري
17-4-2019
الأمراض الجسمية والروحية للموسيقى
2024-01-16
Adverbs of Quantity
10-5-2021
المن Aphis sp
2023-12-10
الأسس الجغرافية للتخطيط الاقليمي (الاسس البشرية - النقل - وسيلة النقل - ا الاتجاه)
31-8-2016
الشباب ومعرفة الذات
2023-05-01


النّبي يأمر عمرو بن ثقيف  
  
265   12:57 صباحاً   التاريخ: 2024-08-28
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 16 ــ 18
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016 1888
التاريخ: 14-1-2016 2092
التاريخ: 16-12-2018 2046
التاريخ: 2024-10-29 126

روى النوري في المستدرك عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالسا فدخل عليه أعرابي وقال: يا رسول الله أيمنع سوادي ودمامة وجهي من دخول الجنة؟

قال: لا ما كنت خائفا من الله ومؤمنا برسوله.

فقال: يا رسول الله والذي شرّفك بالنبوة، إني قبل ذلك بثمانية أشهر أقررت بأن الله واحد وأنّك رسوله بالحق.

فقال: أنت من القوم، لك ما لهم وعليك ما عليهم.

قال: فلم خطبت من هؤلاء الحاضرين فلم يجبني منهم أحد. ولا أرى مانعاً غير دمامة الوجه وسواد اللون، وإلّا فأنا في قومي بني سليم ذو حسب، وآبائي معروفون ولكن غلبني سواد أخوالي.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هاهنا عمرو بن وهب وكان رجلاً من ثقيف صعب الجانب وفيه أنفة.

فقالوا: لا يا رسول الله.

فقال للأعرابي تعرف داره؟

قال: نعم.

قال إذهب إلى داره ودقّ الباب دقاً رقيقاً، وإذا دخلت وقل إنّ رسول الله أعطاني بنتك. وكانت له بنت ذات جمال وعقل وعفاف.

فجاء ودقّ الباب، فلما فتح ورأوا سواد وجهه ودمامته إشمأزوا منه، وأظهروا الكراهة.

 فقال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطاني بنتك، فزجروه وردوه رداً قبيحاً.

فقام وخرج. فلما خرج قالت البنت لأبيها: إذهب واستخبر الحال، فإن كان النبي (صلى الله عليه وآله) أعطانيه فإني راضية بما فعله رسول الله.

فذهب في إثر الرجل وأتى رسول الله وقد كان الرجل شكاه إليه.

فقال له رسول الله: يا هذا أنت الذي رددت رسولي؟

فقال يا رسول الله: فعلت وبئس ما فعلت، وأنا أستغفر الله، وإنّما رددته لأنّه كان رجلاً من العرب ظننته يكذب والآن يا رسول الله فاحكم في نفوسنا وبيوتنا وأموالنا وإنّا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله.

فقال (صلى الله عليه وآله): قم يا أعرابي فإنّي أعطيتك بنته فاذهب إلى بيتها.

فقال الرجل: يا رسول الله، أنا رجل من العرب فقير وأستحيي أن أدخل بيت المرأ ويدي صفرة.

فقال (صلى الله عليه وآله): أمرر على ثلاثة من الصحابة وخذ منهم ما تحتاج إليه: إذهب إلى عند علي وعند عثمان وعبد الرحمن بن عوف فأتى علياً فأعطاه مائة درهم وكذا عثمان وعبد الرحمن ... (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 189. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.