المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



المتابعة الوالدية في التنشئة الاجتماعية للطفل  
  
3011   01:14 مساءً   التاريخ: 12-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص125-127
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 1836
التاريخ: 11-1-2016 2230
التاريخ: 2023-04-17 1112
التاريخ: 20-8-2022 1324

من اهم الامور التي يحتاج اليها الطفل ـ بسبب نقص خبرته بالحياة الاجتماعية - التوجيه القائم على الإخلاص حتى يتم التقبل المتبادل بينه وبين المجتمع ومثل هذا التوجيه لا يوفره الا ابوان تلقيا هذا الطفل وهما راغبان فيه.

والطفل يشعر بحاجة الى من يوجهه ويبصره بالأمر ويرد على تساؤلاته العديدة التي تسبب له الحيرة بعدم الحصول على اجابات عنها وكذا في تحيزه الى انواع معينة من السلوك يثاب عليها وترهيبه من انواع اخرى من السلوك يعاقب منها ويكتشف بعد ذلك اضرارها فيعرف طريقه ويزول الغموض الذي يغلف مواقف حياته وينمي ذلك الضمير وهو السلطة الذاتية العقوبية التي يخشاها الفرد وتكون في الوقت نفسه محببة للنفس لانها نابعة من ذاته وليست دخيلة مفروضة ويظهر ذلك في مرحلة الشباب حيث تحتضن السلطة الوالدين ويبقى له في ضميره من يوجهه بموجب ما اكتسبه من قيم وعادات وافكار توجهه الى الطريق الصحيح او يقوى ضميره على ممارسة السلطة على سلوكه فينحرف سواء السبيل.

والرعاية الوالدية والتوجيه - خاصة من جانب الام - للطفل هي التي تكفل تحقيق النمو تحقيقا سليما يضمن الوصول به الى افضل مستوى من مستويات النمو الجسمي والنفسي، ويحتاج اشباع هذه الحاجة الى ان يحيط الوالدان طفلهم بحبهما ورعايتهما في حين ان غياب الام بسبب الموت او الانفصال او ظروف العمل وخاصة في حالة عمل الام وانشغالها عن الطفل يؤثر تأثيرا سيئا في حياة الطفل.

وفي الريف قلما يناقش الاباء ابنائهم في مشكلاتهم وصعوباتهم الشخصية بالاضافة الى ان الأسرة الريفية تلجأ غالبا الى العقاب البدني كلما اخطأ الطفل وهذا الاسلوب منتشر في الريف في حين ان تأنيب المخطئ وتبصيره بما صدر منه من خطأ اسلوب منتشر في المدينة.

وقد ادت التغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي حدثت في الريف المصري في الآونة الاخيرة الى زيادة الوعي لدى كثير من الاباء والامهات تجاه اطفالهم وحرصهم على متابعتهم وتوجيههم وبصفة خاصة المتعلمين منهم .

والمتابعة الوالدية للطفل تعد احد جوانب التربية، وعن طريق التربية يكتسب الطفل القيم الاساسية والدعامات الاولى لبناء ذاته وشخصيته في محيط الاسرة فمن ناحية تمثل الاسرة ثقافة المجتمع بصورة عامة كما تمثل من ناحية اخرى الثقافة الفرعية التي تنتمي اليها بصفة خاصة(1) فالأسرة كانت ولا تزال اقوى سلاح يستخدمه المجتمع في عملية التطبيع الاجتماعي ونقل التراث من جيل الى جيل فمنها يتعلم الفرد الامتثال والطاعة والاندماج في ثقافة المجتمع واتباع تقاليده وبها تكون المتابعة للطفل والاهتمام به وانارة الطريق امامه بالتوجيه والارشاد تارة وبالعقاب تارة اخرى.

هذا وقد تؤدي بعض المشاكل الاسرية الى إهمال الوالدين للطفل وعدم متابعته مثل أمية الوالدين او احدهما او بعض الازمات الناشئة عن غياب احد الزوجين او الاضطرابات التي تنشا عن المرض الطويل للعائل لدرجة تقعده عن العمل والكسب مما يؤدي الى انهيار الاسرة وتفككها وبالتالي تقف كل هذه العوامل وغيرها في طريق التنشئة الاجتماعية السوية للطفل.

كذلك يؤثر المستوى التعليمي للوالدين على متابعتهما لأطفالهما فالوالدان المثقفان او احدهما يكونان اكثر اهتماما بمتابعة اطفالهما والحرص على التقديم لهم في دور الحضانة والكتاتيب ودفع المصروفات لهم والسؤال عن احوالهم الدراسية وتوجيههم بعكس ما اذا كان الوالدان اُميان يجهلان امور تنشئة الطفل ومتابعته.

فالأسرة لابد ان توفر لأبنائها أسباب التربية والنماء والرعاية والاسرة هي البيئة الوحيدة التي يمكن فيها تنشئة الاطفال مسلمين صالحين ولا تستطيع منظمة اجتماعية اخرى ان تقوم بدور الاسرة في تشكيلها لشخصية الطفل ومتابعتها له في سني حياته الاولى على الاقل.

_____________

1ـ محمد سعيد فرح : دراسات في المجتمع المصري ، الاسكندرية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1996،ص169.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.