أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014
2098
التاريخ: 23-1-2023
1346
التاريخ: 1-02-2015
1553
التاريخ: 1-02-2015
1316
|
قال تعالى : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى: 23].
هذه الآية تدل على فضائل محبيهم اكثر مما يتصور ، لانه تعالى جعل مودتهم اجر الرسالة ، والاجر على قدر العمل ، فكما ان حقوق رسالته ـ صلى الله عليه وآله ـ لا يتناهى ، فكذا ثمرة مودتهم لا يعد ولا يحصى ، وظاهر ان المودة والمحبة بشرائطها لا تحصل الا للشيعة.
يصدق ذلك ما في صحيحة اسماعيل الجعفي ، قال قلت لابي جعفر ـ عليه السلام : رجل يحب امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ولا يتبرأ من عدوه ، ويقول : هو احب اليّ ممن خالفه ، قال : هذا مخلط وهو عدو ، فلا تصل خلفه ولا كرامة الا ان تتقيه (1).
أي : هو يلبس عليكم انه ليس من المعادين وهو منهم ، او انه مخلط بين المحبة والعداوة. ويفهم منه ان المؤمن من يتبرأ من اعدائهم ، بل التبرأ جزء منه ، كيف لا وحب علي ـ عليه السلام ـ عبادة ، والنظر الى علي ـ عليه السلام ـ عبادة ، ولا يقبل الله ايمان عبد الا بموالاته وبالبراءة من اعدائه.
وفي رواية اخرى : من اراد ان يحيى حياتي ويموت ميتتي ، ويدخل جنة عدن التي غرسها الله بيده ، فليتول علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ وليتول وليه ، وليعاد عدوه ، وليسلم للأوصياء من بعده (2).
فأمر اولاً بمحبته ، ثم بمحبة من يحبه وعداوة من يعاديه ، اذ بذلك تتم المحبة وتخلص المودة ، ولعله لذلك قدم هاتين الفقرتين على التسليم للأوصياء.
وفي ذلك تنبيه على ان محبتهم الواجبة التي امر الله بها وجعلها اجر الرسالة هي هذه ، فكما تجب على كافة البرايا محبتهم تجب عليهم محبة اوليائهم وعداوة اعدائهم ، كما وردت به روايات كثيرة.
وبالجملة لا تتم المحبة والمودة الا باستجماع مراتب الصداقة ، والاجتناب عما يوجب العداوة.
واعلم ان المحبة على ضربين : ما ركز في الطبع من الميل الجبلي الى مشتهيات النفس الامارة بالسوء ، وما جبل عليه العقل ونشأ من الايمان والاعتقاد ، ومن حب الله ورسله وملائكته واوليائه ، الى غير ذلك من مقتضيات النفس المطمئنة التي فطر الناس عليها.
واليه يشير قوله تعالى {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 7] وهذه المحبة كما انها ناشئة عن الايمان ، داعية الى الاستسلام والانقياد ، وهذا هو المراد بمحبة آل محمد ـ عليهم السلام.
ومنه يظهر سر ايجاب محبتهم ومودتهم ، فانها تدعو الى التسليم ، وهو الى الصراط المستقيم ، الموصل الى جنات النعيم.
وسر جعلها اجر الرسالة والنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لم يقبل اجراً على رسالته ، هو ان فائدة هذا الاجر وثمرته تعود الى الامة ، فالله سبحانه لما علم من اهتمامه ـ صلى الله عليه وآله ـ بأمر امته ورأفته ورحمته بهم ، حتى كادت نفسه النفيسة وروحه الشريفة ان تذهب حسرات عليهم ، جعل ما يرجع نفعه اليهم أجراً للرسالة.
ومن هنا علم انه ليس في الاسلام انفع من محبتهم ، اذ لو كان لكان اولى بأن يجعل اجر الرسالة ليعود نفعه الى الامة.
هذا والمراد بـ « آله » صلى الله عليه وآله عند الخاصة عترته الطاهرة من اهل العصمة صلوات الله عليهم ، ولا وجه لتخصيص الشهيد الثاني في شرحه على اللمعة بأصحاب الكساء ، وهم علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ ثم قال : ويطلق تغليبا على باقي الائمة ـ عليهم السلام.
وفي الحديث : لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد (3).
وسئل الصادق ـ عليه السلام ـ من الآل؟ فقال : ذرية محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ فقيل له : من الاهل؟ فقال : الائمة ، فقيل له : قوله تعالى : {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] قال : والله ما عني الا ذريته (4).
وفي معاني الاخبار : سئل ـ عليه السلام ـ من آل محمد؟ فقال : ذريته ، فقيل : ومن اهل بيته؟ قال : الائمة ـ عليهم السلام ـ قيل : ومن عترته؟ قال : اصحاب العباء ، قيل : فمن امته؟ قال : المؤمنون (5).
وللعامة في آله صلى الله عليه وآله اختلافات ، فقيل : آله امته ، وقيل : عشيرته ، وقيل : من حرم عليه الزكاة من بني هاشم وعبد المطلب.
وقال بعض العامة بعد قوله تعالى « قل لا أسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى » : ذكروا في معنى الآل اختلافاً كثيراً.
وأنا اقول : آل محمد هم الذين يؤول امرهم اليه ، فكل من كان مآل امرهم اليه اشد واكمل كانوا هم الآل ، ولا شك ان فاطمة وعلياً والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ كان التعلق بينهم وبين رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ اشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب ان يكونوا هم الآل.
وايضا اختلفت الناس في الآل ، فقيل : هم الاقارب ، وقيل : هم امته ، فان حملناه على القرابة فهم الآل ، وان حملناه على الامة الذين قبلوا دعوته فهم ايضا آل ، فثبت على جميع التقديرات انهم آل. واما غيرهم يدخلون تحت لفظ الآل ، فمختلف فيه ، فثبت على جميع التقديرات انهم آل محمد ـ عليهم السلام.
وروى صاحب الكشاف انه لما نزلت هذه الآية ، قيل : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال : علي وفاطمة وابناهما (6).
فثبت ان هؤلاء الاربعة اقارب النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ واذا ثبت هذا وجب ان يكونوا مخصوصين لمزيد التعظيم ، ويدل عليه وجوه :
الاول : قوله تعالى « الا المودة في القربى » ووجه الاستدلال به ما سبق.
الثاني : لا شك ان النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يحب فاطمة ـ عليها السلام ـ قال : فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها (7). وثبت بالنقل المتواتر عن محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ انه كان يحب عليا والحسن والحسين ، واذا ثبت ذلك وجب ان يجب على كل الامة مثله ، لقوله « فاتبعوني لعلكم تفلحون ».
الثالث : ان الدعاء للآل منصب عظيم ، وكذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلوات ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على ان حب آل محمد واجب.
والظاهر ان مراد صاحب الكشاف بالآل احد المعنيين الاخيرين لا ما ذكرناه اولا ، فانه ناصبي لا يقول به.
وبالجملة المراد بآله الذين يترتب على مودتهم ومحبتهم هذا النفع الذي لا يتصور فوقه نفع ، وعلى مبغضهم هذا الضرر الذي لا يتصور فوقه ضرر ، المعصومون من اهل بيته وعترته الهادون لامته ، لا امته ولا مطلق قرابته وعشيرته.
كما يشير الى ذلك صحيحة اسماعيل بن عبد الخالق ، قال : سمعت ابا عبد الله ـ عليه السلام ـ يقول لابي جعفر الاحول وانا اسمع : اتيت البصرة؟ فقال : نعم ، قال : كيف رأيت مسارعة الناس الى هذا الامر ودخولهم فيه ، قال : والله انهم لقليل ، ولقد فعلوا وان ذلك لقليل ، فقال : عليك بالأحداث فانهم اسرع الى كل خير.
ثم قال : ما يقول اهل البصرة في هذه الآية « قل لا أسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى » قال : جعلت فداك انهم يقولون : انها لأقارب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال : كذبوا ، انما نزلت فينا خاصة في اهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين اصحاب الكساء ـ عليهم السلام (8).
____________
(1) من لا يحضره الفقيه : 1 / 380 ح 1117.
(2) المناقب للخوارزمي : 44 ط تبريز ، وكنز العمال : 12 / 103.
(3) كنز العمال : 6 / 459 ، نحوه.
(4) معاني الاخبار : 94 مع تفاوت يسير.
(5) معاني الاخبار : 94 ح 3.
(6) الكشاف : 3 / 467.
(7) رواه جماعة من اعلام السنة راجع احقاق الحق : 10 / 187 ـ 228.
(8) روضة الكافي : 8 / 93 ح 66.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|