أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2015
7074
التاريخ: 23-12-2015
3900
التاريخ: 15-6-2017
2608
التاريخ: 5-11-2015
3762
|
كانت قريش تغطّ في نوم عميق وكانت تتصور بانها قد حدّت من تقدم الإسلام في مكة وانه قد بدأ يتقهقر ويسير باتجاه السقوط والاندحار وأنه لن ينقضي زمانٌ إلاّ وتنطفئ جذوة الإسلام وتخمد شعلته وتنمحي آثاره.
وفجأة استيقظت على دويّ بيعة العقبة الثانية الّتي كانت بمثابة انفجار قلبت كل المعادلات وأسقطت كل تصورات قريش الساذجة وذلك عند ما عرف زعماء الوثنيين بأن ثلاثاً وسبعين شخصاً من اليثربيين عقدوا ليلة أمس وتحت جنح الظلام بيعة مع رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) على أن يدافعوا عنه كما يدافعون عن أبنائهم وأهليهم.
فأحدث هذا النبأ خوفاً عجيباً في قلوب قادة قريش وسادة مكة المشركين المتغطرسين لانهم اخذوا يقولون مع أنفسهم : لقد وجد المسلمون الآن قاعدة قوية في قلب الجزيرة العربية وانه يُخشى أن يجمع المسلمون كل طاقاتهم المبعثرة فيها. ويعملون معاً على نشر دينهم وبث عقيدتهم وحينئذ وحينئذ ستواجه الوثنية في مكة خطراً جدياً يهدّدُها في الصميم.
ولهذا بادرت قريش إلى الاتصال بالخزرجيين صبيحة تلك الليلة وقالوا لهم : يا معشر الخزرج انه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا إنه واللّه ما من حيّ من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحربُ بينا وبينهم منكم.
فحلفَ المشركون من أهل يثرب لقريش أنه ما كان من هذا شيء وما علموه وقد صدقوا لأنهم لم يعلموا بما جرى في العقبة. فان قافلة اليثربيين كانت تضمُّ خمسمائة شخص تسلَّلَ منهم ثلاث وسبعون فقط إلى العقبة وبقية الناس نيام لا يعلمون بشيء.
فأتت قريشٌ إلى عبد اللّه بن اُبيّ بن سلول فسألوه عَمّا جرى في ليلة العقبة فأنكر ذلك وقال : إنّ هذا الأمر جسيم ما كان قومي ليتفوتوا عليّ بمثل هذا ( اي يعملوه من دون مشورتي ) وما علمته كان فنهض رجال قريش من عنده ليتابعوا تحقيقهم حول الحادث.
فعرف المسلمون الذين حضروا ذلك المجلس وبايعوا رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يفشوّ أمرهم وانكشاف سرهم ولهذا قال بعضهم لبعض : مادمنا لم نُعرَف بعدُ فلنخرج من مكة فوراً قبل ان يظفر المشركون بنا ولهذا أسرعوا في الخروج من مكة والتوجّه إلى المدينة فزاد ذلك من سوء ظن قريش وعزّزت شكوكهم حولَ البيعة وعرفوا بانه قد كان فخرجوا في طلب جميع اليثربيين ولكنهم لم يتنبهوا لذلك إلاّ بعد خروج قافلة اليثربيين من حدود مكة والمكيين ولم تظفر قريش إلاّ بسعد بن عبادة.
غير أن ابن هشام يرى بأنهم ظفروا بنفرين هما : سعد بن عبادة و المنذر بن عمر وكان كلاهما من النقباء الاثني عشر.
وأما المنذر فاستطاع أن يخلّص نفسه منهم.
وأما سعد فقد أخذوه وربطوا يديه إلى عنقه بنسع رَحله ثم أقبلوا به حتّى أدخلوه مكة يضربونه ويجذبونه بجمّته وكان ذا شعر كثير.
يقول سعد : فواللّه إنّي لفي أيديهم إذ طلع عليّ نفرٌ من قريش فيهم رجلٌ وضيء أبيض طويل القامة فقلت في نفسي : إن يكُ عندَ أحد من القوم خير فعند هذا.
قال : فلما دنى منّي رفع يده فلكمني لكمةً شديدةً.
فقلتُ في نفسي : لا واللّه ما عندهم بعد هذا من خير.
قال : فواللّه إنّي لفي أيديهم يسحبونني إذ رقّ عليَّ رجلٌ كان معهم : فقال : ويحك أما بينك وبين أحد من قريش جوارٌ ولا عهدٌ؟
قلت : بلى كنتُ اُجير لجير بن مُطعِم بن عدي تجارةً وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي.
فذهب ذلك الرجلُ إلى مُطعِم وأخبره بما فيه سعد بن عبادة من الحال وأنه أخبره بأنه كان يجير لمطعم تجارة فقال مُطعِم : صدق واللّه إنه كان ليجير لنا تجارة ويمنعهم أن يُظلموا ببلدة ثم أسرع إلى سعد وخلّصه من أيديهم.
وكان رفقاء سعد من المسلمين قد علموا بوقوعه في أيدي قريش في أثناء الطريق إلى المدينة فعزموا على أن يعودوا إلى مكة ويخلّصوه من أيدي المشركين وبينما هم كذلك إذ بدى لهم سعد من بعيد وأخبرهم بما جرى عليه .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|