المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الحشرات التي تصيب الذرة وطرق مكافحتها
26-6-2017
Modal Verbs
7-4-2021
ما هو المقصود من الفواحش ؟
22-10-2014
دور الصديق في الحياة
20-4-2022
عددُ أقمار كوكب عطارد
19-1-2020
العوران من قريش
25-3-2021


النزول في قرية قباء  
  
3585   11:13 صباحاً   التاريخ: 4-5-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص618-620.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2017 3064
التاريخ: 11-12-2014 3522
التاريخ: 17-5-2017 3328
التاريخ: 15-6-2017 3166

تقع قرية قباء على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة وكانت مساكن بني عمرو بن عرف ومركزهم.

ولقد وصل رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ومن معه إلى قباء في الثاني عِشر من شهر ربيع الاول يوم الاثنين ونزل على كلثوم بن الهرم وهو شيخ من بني عمرو وكان ثمة جمع كبير من المهاجرين والانصار ينتظرون قدومه ويستخبرون وروده.

ولقد لبث رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في قباء إلى آخر أيام الاسبوع وقد خط في هذا الفترة مسجداً لقبيلة بني عمرو بن عوف ونصب قبلته .

وكان البعض ممن رافق رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يصرّ عليه أن يسارع في الدخول إلى المدينة ولكن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) كان ينتظر ابن عمه علياً.

ويقول : فما أنا بداخلها حتّى يقدم ابن اُمّي وأخي وابنتي ( يعني عليّاً وفاطمة (عليهما‌ السلام) ).

وأقام عليّ (عليه‌ السلام) بمكة ثلاث ليال بأيامها حتّى أدّى عن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) الودائع الّتي كانت عنده للناس فقد وقف (عليه‌ السلام) على مكان مرتفع في مكة ونادى قائلا : مَن كانَ لَه قِبَلَ محمّد أمانةٌ أو وديعةٌ فليأتِ فلنؤدّ إليه أمانتهُ .

فكان يأتيه من له أمانةٌ أو وديعة عند رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ويذكر علامتها ويأخذها فلما فرغ (عليه‌ السلام) من اداء الامانات والودائع خرج بفاطمة بنت رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وامه فاطمة بنت اسد وفاطمة بنت الزبير وآخرين ممن لم يكن قد هاجر مكة حتى تلك الساعة وتوجه بهم نحو المدينة ليلا سالكا بها طريقاً في ذي طوى .

كتب الشيخ الطوسي في اماليه في هذا الصدد يقول : إن جواسيس قريش غرفت بسفر علي مع تلك الجماعة فخرجوا لملاحقتهم لغرض اعادتهم إلى مكة فادركوهم في منطقة ضجنان .

ووقع بين رجال قريش وبين علي (عليه‌ السلام) تلاح وتناوش وأخذٌ وردٌّ ودنا الرجال من النسوة والمطايا ليثوروها فحال عليّ (عليه‌ السلام) بينهم وبينها ولم يجد (عليه‌ السلام) طريقاً إلاّ أن يدافع عن حرم الإسلام والمسلمين فشدّ عليهم بسيفه شدَّة الأسد الغضِب والليث الغيور وهو يقول مرتجزاً :

خَلُّوا سبيل الجاهد المجاهِد

                   آليتُ لا أعبُدُ غَيرَ الواحِدِ

فلما وجدوا ما به من الجدّ والغضب خافوه وتفرّقوا عنه وقالوا : بنبرة الخائف المتضرع ـ : إحبس عنّا نفسَكَ يا ابن أبي طالب فقال (عليه‌ السلام) :

 فإنّي مُنْطَلِقٌ إلى ابن عمّي رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بيثرب فمن سرّهُ ان اُفري لحمه واُهريق دمه فليتبعني وليدنُ مني .

فتركه القومُ وعادوا من حيث أتوا وواصل الركبُ رحلته باتجاه المدينة.

يقول ابن الاثير : قدم علي المدينة وقد تفطّرت قدماه فقال النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) : ادعوا لي عليّاً قيل : لا يقدر أن يمشي فأتاه النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) واعتنقه وبكى رحمةً لما بقدميه من الورم .

ولقد قدم رسول اللّه قباء في الثاني عشر من شهر ربيع الأول والتحق به عليُّ (عليه‌ السلام) في منتصف ذلك الشهر نفسه ويؤيد هذا القول ما ذكره الطبري في تاريخه إذ كتب يقول : واقام علي بن ابي طالب (رضي اللّه عنه) بمكة ثلاث ليال وأيامها حتّى أدى عن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) الودائع الّتي كانت عنده إلى الناس .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.