المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



العثرات والانحرافات بسبب اليُتمْ  
  
2452   11:46 صباحاً   التاريخ: 30-4-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص87-88
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2017 1783
التاريخ: 30-4-2017 1976
التاريخ: 26-6-2019 1848
التاريخ: 26-1-2016 2370

الإنسان كائن حساس، وهذه الحساسية تتعلق بالوعي والفهم من جهة، وبالعواطف الإنسانية من جهة أخرى، إن انعدام الاحساس وشيوع الاهمال وعدم الاكتراث هو مقدمة لبناء وتكوين شخصيات ستعرّض الإنسانية والاخلاق للخطر، ولذلك فنحن مضطرون الى إبداء رد الفعل المناسب واتخاذ القرارات السليمة تجاه الامور والحوادث التي نواجهها، وموت الاقارب وخصوصاً الاب او الام يعد من العوامل التي تعرّض موضوع الاحساس والشعور بالمسؤولية للخطر والتي تتعلق بدرجة حساسية الطفل، وعمره وحالته النفسية، ودرجة هذه الحساسية تختلف، وهذا الامر ربما كان من الشدة احياناً الى درجة تعريض الطفل للخطر.

ومن ناحية اخرى فإن فقدان عامل السيطرة والاقتدار سيخلق الظروف المؤاتية لإحساس بالحرية العشوائية والخلاص من الرقيب، ورفاق السوء والانتهازيون يعترضون طريق الطفل، مما سيمهد والحالة هذه الطريق امام ارتكاب الطفل للعديد من الانحرافات والمفاسد.

واظهرت بعض التحقيقات التي اجراها بعض العلماء بأن لموت والد الطفل صلة وارتباطاً مباشراً بالانحراف والفساد الى درجة انه لو لم تطرأ تلك الحادثة على حياة الطفل لما ظهر الانحراف والفساد، وهذه نقطة مهمة يجب ان لا نغفل عنها، ومن الممكن للبعض ان يتخذوا لأنفسهم سلوكيات غير اجتماعية، فينعدم عندئذ عندهم معنى الالتزام والاخلاق والمسؤولية.

ـ نوع الانحرافات :

ان اليتم وموت الاب بحد ذاته سبب للانحراف، ولكن الظروف والشروط التي ستحيط بالطفل بعد موت الاب هي العامل المؤثر هنا؛ واما فيما يتعلق بنوع العوامل والانحرافات التي سنشاهدها هنا، فهي كثيرة، ومن جملتها :

الانحرافات الاخلاقية مثل:ـ التشرد والضياع والسرقات الصغيرة والتي سرعان ما تتحول الى كبيرة ومحترفة، ، والانضمام الى عصابات المنحرفين، وخصوصاً المخربين، من اجل الهروب من العقد والضغوط الداخلية، والاستفادة من العنف والاعمال الغريبة وغير المتعارف عليها يعد مظهراً من مظاهر تفريغ هذه العقد. وبناءً على الابحاث التي أجريت على الاطفال الذين تعرضوا لنوع من الحرمان في حياتهم، تبين ان هناك مكاناً في داخلهم مخصص للأمور التي كانوا يرغبون فيها ولم يحصلوا عليها، وهؤلاء الافراد بطبيعتهم ينزعون الى عدم الرضى والانزعاج، ولأجل إرضاء انفسهم قد يقدمون على القيام بأعمال غير مناسبة تبعث على الانحراف والسقوط للتخفيف بذلك من مشاكلهم النفسية.

هذه الحالات تنطبق على الاطفال اليتامى الذين افتقدوا الإشراف الكافي والعناية اللازمة بعد موت الاب، ومما يزيد الامر سوءاً عدم وجود الشخص القادر على ترميم الصدمات العاطفية التي تعرضوا لها، او الذي يراقب اعمالهم وسلوكهم عن كثب، ولكن مع عدم وجود مثل ذلك الشخص نشاهد افراداً قد تعرضوا الى هذه الظروف ولكنهم لم يتأثروا بذلك.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.