المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الصحف الاخبارية الموجهة الى الاطفال  
  
2148   10:47 صباحاً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : عبد التواب يوسف
الكتاب أو المصدر : تنمية ثقافة الطفل
الجزء والصفحة : ص154-156
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

من عيوب المجلات العربية الصادرة للأطفال انها بلا قدرة على متابعة الاخبار، لأسباب عدة من بينها أنها تطبع قبل توزيعها بفترة طويلة. مما يفقد الاخبار جدتها، كما ان معظم هذه المجلات بلا مصادر اخبارية، اللهم الا اذا نقلت عن الصحف المخصصة للكبار، بجانب تصور من جانب الذين يصدرونها يرى ان الاطفال لا يعنون كثيرا بمجريات الاحداث، اذ ان الكثير من الاخبار يحتاج الى خلفيات معرفية وثقافية، تضيف اليها الاخبار جديدا، قد لا يكون مثيراً او مهما بالنسبة الى الاطفال.

والذين يفحصون مجلات الاطفال سوف يكتشفون ان اعداداً صدرت منذ اعوام، يمكن ان تصدر اليوم، بل ان احدى مجلاتنا العربية للأطفال لا تضع تاريخاً لصدورها، وتكتفي بوضع رقم العدد الصادر...

ومن هنا فان مجلدات المجلات تلقى الاقبال، فلا فارق بينها وبين المادة الموجودة في الكتب، اللهم الا التنوع، الامر الذي هو لها، وليس عليها...

وحرمان الاطفال من مواكبة الاخبار، وإلقاء ضوء عليها، ومعرفة خلفياتها، يعود عليهم بلا شك بالكثير من الاضرار، حتى وان قيل: ان اجهزة الإعلام الخاصة بالكبار تبث الاخبار بشكل لا يجعل الاطفال بمنأى عنها...

وفي المرحلة الراهنة من تاريخنا المعاصر نحس باحتياج حقيقي لتزويد الابناء بالأنباء وخلفياتها، اذ ان هذا اللون من الاعلام بات ضرورة حتمية في ظروفنا الخاصة، كما أن اضافة خلفيات الاخبار ستكون لديهم حصيلة معرفية، بالغة الاهمية تجعلهم يواكبون عصرهم، ولا يختلفون عنه، ولا تقف بهم معلوماتهم عند شذرات من الماضي لا تجدي مع الحاضر والمستقبل...

ولسوف يعطي الاطفال مزيدا من الاهتمام الى الصور التي تصاحب الاخبار، وكم من مرة يلفت اطفالنا انظارنا الى صور في الصحف لم نتوقف عندها... والصور والاخبار والتحقيقات لا يمكن ان تكون سبيلا طيباً لإبراز القدوة والبطولة، ولفت نظر الصغار الى امور الحياة اليومية، والاخبار تتداعى، وتتواصل بشكل يدعو الى متابعتها امر فيه اضافة مستمرة.

وبعض المنظمات تصدر صحفا ومجلات للأطفال، قد تكون لها صيغة سياسية، وقد تتجه بهم الى تخصص ما كالرياضة، او العلم... والاخبار مادة هامة في هذا اللون من المجلات اذ يملي الصغار الالحاح على آراء بذاتها، ويسأمون التكرار اذا زاد عن حده، ولذلك فان هذا الاعلام المتجدد يفتح لهم نوافذ على العالم الخارجي، وعلى زملاء لهم في بلدان اخرى، كما يسلط الاضواء على زملاء لهم داخل بلدهم، برزوا في مجال ما من مجالات الحياة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.