المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

نـشـأة الحسابـات القـومـيـة وابـرز مؤسسـيها عبر التاريـخ
2024-05-24
الإضلال الجزائي علامة على الاختيار
2023-07-27
شُبهات حول إعجاز القرآن ومناقشاتها
23-09-2014
Electrolytic capacitors
29-4-2021
النمـو الاقتصـادي فـي النظريـة الكينزيـة
30-1-2020
Photon Box
13-7-2016


التثقيف من اجل الفضائل ومكافحة الفساد والرذائل  
  
2069   10:43 صباحاً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص231ـ240
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2018 1863
التاريخ: 2023-08-01 1103
التاريخ: 25-12-2020 2465
التاريخ: 2023-09-13 1089

لقد اجمع علماء الدين والنفس والتربية على حقيقة مفادها : (ان التعلم في الصغر كالنقش في الحجر، وان قلب الطفل صفحة بيضاء).

ويقول امير المؤمنين علي (عليه السلام): (إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما القي فيها من شيء قبلته)(1).

وبناءً على هذا كله اصبح من الواجب على الاباء والمربين والمعلمين ان يضعوا نصب اعينهم ذلك ويشمروا عن سواعدهم ويستفزوا نشاطهم وابداعهم من اجل ان يربوا الاطفال ويثقفوهم على الفضائل وكل قيم الخير والانسانية النبيلة، ويأمروهم بالابتعاد عن كل ألوان الفساد والانحراف والرذيلة، بل ويجبروهم على الابتعاد ويشددوا عليهم ان اقتضت المصلحة والظروف ذلك.

ان التأدب في الصغر يكتسب اهمية لا تضاهى، لذا اكد الائمة (عليهم السلام) عليه وامروا به من خلال بيانهم للمناهج التربوية للأطفال؛ لأن فيه احياء للمسؤولية الشخصية والتنشئة على الاستقلال وحصول البناء الصحيح، والتكامل المنشود في الشخصية.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام):

(قال لقمان : يا بني ان تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً، ومن عنى بالأدب اهتم به، ومن اهتم به تكلف عمله، ومن تكلف عمله اشتد طلبه ومن اشتد طلبه ادرك في منفعة)(2).

ثم يستمر في نصائحه فيقول (عليه السلام):

(يا بني ألزم نفسك التؤدة في امورك وصبّر على مؤنات الاخوان نفسك، فان اردت ان تجمع عز الدنيا فاقطع طمعك مما في ايدي الناس، فإنما بلغ الانبياء والصديقون ما بلغوا بقطع طمعهم)(3).

وفيما يتعلق بالقيام بالواجبات والحرص على أدائها يقول :

(يا بني إنما انت عبد مستأجر قد امرت بعمل ووعدت عليه اجرا فأوفي عملك واستوفي اجرك)(4).

وهكذا يبين الامام (عليه السلام) هذه الجمل القصيرة قيمة التربية في دور الطفولة والسعي في

تلقي التربية واسداء الاب النصائح القيمة لولده لكي يجعله يشعر بمسؤولياته الشخصية ويحيي روح الاستقلال عنده، وينمي فيه روح الاعتماد على نفسه والجد في اداء الواجب واجر القيام به.

وهنا ينبغي على الاب وكذلك المربي أن يسلك في الطفل سلوكا يسبب الافتخار والمباهاة في المجتمع.

يقول الامام زين العابدين (عليه السلام):

(فأعمل في امره عمل المتزين بحسن اثره عليه في عاجل الدنيا)(5).

ان تربية الطفل منذ الصغر على الآداب الفاضلة والصفات الحميدة والكمالات المعنوية والشعور بالمسؤولية يقوده نحو طريق السعادة والنجاح والتكامل والفلاح ولا غرو في ذلك البتة لأنها

الاساس في خلق الشخصية الايجابية الخيرة التي تواجه الحياة بمسؤولية كبيرة ونظرة انسانية

متفائلة وطريقة شفافة، ورؤية جلية ترتكز على هدف واضح وغاية منشودة.

فالتربية واجب مقدس، ومسؤولية شرعية ووطنية وانسانية ملقاة على عاتق الاباء والمربين والمعلمين فيجب عليهم جميعا ان ينتبهوا إلى هذه المسؤولية الكبيرة ويحملوها بجد واخلاص وتفان ويهتموا بتنمية بذور الايمان النقي والاخلاق الفاضلة في نفوس اطفالهم، ليضمنوا لهم سلامة الجسم وقوة العقل، وطلب العلم وتفتح القابليات والاستعدادات والرؤية الصحيحة، وعليهم ايضا ان يجعلوا من الاطفال والناشئة والشباب افرادا مؤمنين، خلوقين، مخلصين ومستقيمين في السلوك والرؤية.

وطبيعي ان القيام بهذا الواجب المقدس لا يكون الا في ظل استقامة الاباء والمربين والمعلمين لان فاقد الشيء لا يعطيه، والحقيقة ان تربية الطفل من المسائل الدينية والعلمية والانسانية المهمة فعلى الجميع ان يستوعب في التربية والتطبيق حتى يتمكن من الوصول إلى المستوى اللائق الذي يجلب الخير والهناء للجميع.

اذن يجب ان تخضع مسموعات الطفل ومبصراته التي ترد إلى مخه عن طريق العين والاذن لرقابة مضبوطة؛ لان أي كلمة بذيئة او منظر شاذ يكفي لانحراف الطفل عن الاستقامة والفضيلة والتلوث بالآثام والرذيلة.

يقول العالم الشهير (الكسيس كارل) في كتابه باللغة الفارسية: (راه ورسم زندكي: ص146 بهذا الصدد: (إن تقنية تعليم الاخلاق والعقائد تختلف كثيرا عن التعليم الفكري، ذلك ان معرفة الخير والشر والقدرة على تملك زمام النفس، وحب الجمال، والايمان بالله يختلف كثيرا عن تعلم اللغات او التاريخ او الحساب هذا التعليم التطبيقي لأصول الحياة لا يمكن ان يحصل الا في محيط تربوي خاص كيف يمكن ايجاد محيط كهذا ان هذا الامر عسير جدا بالنسبة إلى الانحطاط الذي نعيشه في عصرنا...

إن المعلمين والاباء والامهات يحسنون الظن في الغالب ولكنهم ـ لجهلهم ـ يخطئون في الغالب. يجب أن يتعرف آباء المستقبل وامهاته من جهة، ومعلمو الغد من جهة اخرى من الآن على الاسلوب التربوي الصحيح للطفل، فان الذي يريد أن يتخصص في تربية الدواجن لابد ان يقضي فترة من الزمن في القرية او المعهد الزراعي، ولا يوجد فرد عاقل يعد نفسه لهذا العمل بواسطة مطالعة المجلات او قراءة كتاب في الحساب والفلسفة... ومع هذا فإننا نرى ان هذا العمل الجنوني ترتكبه الفتيات الشابات ـ أي امهات المستقبل ـ وفي الحين الذي يجهلن كل شيء خارج المنهج الدراسي يقدمن على الحياة الزوجية... وان البناء الجسمي والروحي للمرأة والرجل ليس متماثلا وان اتخاذ اسلوب تربوي واحد للأولاد والفتيات نظرية قديمة تافهة وهي من مخلفات الفترة غير العلمية التي سبقت تاريخ البشرية) انتهى.

وعليه فان المسؤولية الملقاة على عاتق الاباء والامهات والمربين في تربية الاطفال والناشئة خطيرة جدا يستوجب بذل الجهود الاستثنائية المبرمجة والنوعية، والتوكل على الله القوي العزيز وطلب المعونة منه في التمكن من القيام بهذا الواجب الشرعي والوطني والأخلاقي المهم، لكي يتربى الاطفال تربية سليمة ويصبحوا بواسطتها افرادا صالحين وابناء نافعين يخدمون امتهم ووطنهم خدمة مثمرة.

ـ مكافحة الفساد والانحراف :

وبالإضافة إلى ما تقدم ينبغي مكافحة الفساد والانحراف مكافحة لا هوادة فيها، لان مكافحة الفساد والرذائل أمرًا لا يقلّ اهمية عن التثقيف من اجل الفضائل؛ لأن شيوع الفساد امر في غاية الخطورة، حيث يدمر القيم والفضائل الانسانية التي هي المحور الاساسي لسعادة الفرد والمجتمع ورقيهما وهو الذي يقود البشر من الطهارة والتقوى إلى الارجاس وارتكاب السيئات.

إن المعاصي كالجراثيم سريعة العدوى، لذا يجب مكافحتها في مهدها بصورة جدية وفاعلة من قبل ان توسع من دائرة نفوذها وتلوث ما حولها وتحرق بنارها من يسكت عنها أو يتغافل عن مكافحتها او يتسامح بنموها وتطورها وعدم التنديد بها.

اذن، يجب تطبيق قواعد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع والقيام بحملات التثقيف والارشاد والتوجيه إلى الصلاح والاصلاح، لكي يتطهر الفرد والمجتمع ويتوجه نحو الفضيلة والتقوى وطاعة الله سبحانه.

وطبعاً ان هذا بدوره يساعد الطفل وتُغذّيه الفضائل، ويجعله ينمو في بيئة طاهرة ومحيط نظيف. ونحن بدورنا كآباء ومربين يجب علينا ان نلقن الاطفال والناشئة الفضائل، ونعلمهم كيفية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإظهار عدم الرضا والاشمئزاز من الرذائل وفعل المنكر، وتعويدهم على اصلاح انفسهم وتوجيه الاخرين بالقدر الذي يستطيعونه؛ لأن في ذلك قوة ورفعة لشخصياتهم وزيادة الثقة بأنفسهم وانتظامهم وتقوية قدراتهم الفكرية والنفسية.

وقد قيل: (إن من شب على شيء شاب عليه) فالطفل حينما يشبّ على الفضيلة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يتمسك به في اغلب مراحل حياته، فهو حينما يشاهد انواعا من الفساد والتلويثات لابد أن يشعر بالمسؤولية وخصوصاً عندما يتقدم في عمره، ونحن كثيرا ما نشاهد اطفالا لا يقبلون بتصرفات اصدقائهم الخاطئة ويلومونهم عليها او يخبرون المعلم او المربي عنهم من اجل ان يرشدهم ويوجههم نحو الصحيح، وربما يوبخهم او يعاقبهم ان استوجب ذلك.

والحقيقة: ان المعاصي والآثام والتخلف عن الاوامر الالهية والانسانية في مختلف نواحي الحياة يؤدي إلى التوقف في المسيرة التكاملية للبشر والحياة اللائقة بهم لان المنكرات تهدم الحياة القائمة على الفضيلة والسمو، وتعدم الحرية الواقعية لذلك اصبحت هذه الحقيقة محط انظار الانبياء والرسل والاوصياء والقادة والمربين للأمم على الفضائل الاخلاقية ومورد اهتمامهم، فعرفوا الناس بأنواع الأرجاس والانجاس واثارها الضارة وركزوا على هذه الاثار والحقائق.

يقول الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله): (من رأى منكم منكر فليغيره بيده فان لم يستطيع فبلسانه فان لم يستطيع فبقلبه، وذلك اضعف الايمان).

وعليه فان لمكافحة الفساد دراجات ومراتب مختلفة من حيث القدرة والتدرج في ذلك، فعلى الانسان في أي موقع كان ان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويعبئ قواه ومركزه الاجتماعي لإفشال الشرور والمنكرات، فإن كان يملك القدرة اللازمة على تغيير الجرائم وتأديب المنحرفين وارجاعهم إلى طريق الحق والصراط السوي الطاهر فليمارس ذلك بيده، وان كان لا يملك القدرة على ذلك فليستعمل لسانه بالهداية والارشاد والتوجيه وتبيان الاثار الضارة المترتبة على ارتكاب السيئات وفعل المنكرات. وان لم يستطيع فعليها ان يبدي انزعاجه من المنكرات واشمئزازه وتنفره منها وعدم رضاه البتة، وان يقطع حبال المودة والالفة مع المجرمين والمسيئين لكي يشعرهم بقبح اعمالهم، وبعدهم عن الناس الصالحين الاسوياء وإنهم مطرودون عنهم.

ومما لا يخفي على احد ان الاسلام الحنيف قد اولى مكافحة المنكرات اهمية خاصة وبذل عناية خاصة وبذل عناية كبيرة جدا في درء الفساد والرذائل.

وقد تضافرت الآيات الكريمة والروايات الشريفة الواردة عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار سلام الله عليهم اجمعين في مكافحة الفساد والانحراف وارشاد البشرية إلى الخير والصلاح في جميع مراحل الكمال الانساني. وقد بين القرآن الكريم بجلاء ووضوح تام ان الفلاح والنجاح في الحياة موقوف على فعل الخير والامر به وترك المنكر والنهي عنه.

اذ قال {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران:104] .

اذن، يجب ان يكون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر جزءاً من برنامج الحياة العملية للإنسان في مرحلة الطفولة وما بعدها، والتركيز على ذلك من قبل الاباء والمربين والمعلمين وعلينا ان لا ننسى جميعاً: ان اسمى درجات الشرف والفضيلة لا تتحقق في الحياة الا عن طريق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والايمان بالله تعالى والعمل بمقتضاه، ولذلك صرح القرآن الكريم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }[آل عمران: 110]

وقد جاء عن رسول الانسانية محمد (صلى الله عليه واله) انه قال :

(لا يزال الناس بخير ما امروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر، فاذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الارض ولا في السماء)(6).

وجاء عن الامام علي (عليه السلام) انه قال:

(كن آمراً بالمعروف عاملاً به ولا تكن مما يأمر به وينهى عنه فتوء بإثمه وتتعرض لمقت ربه)(7).

اجل، ان العمل بالمعروف والامر به وترك المنكر والنهي عنه والايمان الخالص بالله سبحانه من المبادئ الهامة في تكامل وتقدم الامم وقد جاء بها الاسلام قبل اكثر من الف واربعمائة سنة، وقد تأثرت بها الامم وحققت تقدما فهذه دولة سويسرا على سبيل المثال قد جاء في احدى مواد دستورها:

(يجب على جميع افراد الشعب بمحض مشاهدهم لأصغر نقص للعدل ان لا يسكتوا عن ذلك حتى يجبر ذلك الكسر)(8).

فالأحرى بنا ان نلتزم بمبادئ إسلامنا العظيم وقيمه الخالدة وأوامره الحكيمة ونواهيه العظيمة لتتقدم كما تقدموا ونتطوّر كما تطور الرعيل الأول. وان نلقّن أطفالنا وشبابنا هذه المبادئ العظيمة والنبيلة لكي يتسنى لهم ولنا العبور نحو شاطئ الامان والحرية والاستقامة والمستقبل الافضل والحياة الحرة الكريمة المليئة بالنبل والعدل والشرف والمصداقية.

ولنكون جميعاً دعاةً صامتين إلى الله عز وجل ندعوا الناس جميعا سلوكيا ليرى العالم من جديد نور الاسلام الوضّاء الذي مزّق الجهل والجاهلية، وأحدث الثورة النوعية لا في الاخلاق وحدها وإنما في كل جوانب الحياة المختلفة وأبعادها الواسعة، وأرجائها الرحيبة، المادية منها والروحية

على حدٍ سواء.

____________

1ـ نهج البلاغة :ص442.

2ـ بحار الانوار :ج5ص323.

3ـ نفس المصدر السابق.

4ـ نفس المصدر السابق.

5ـ تحف العقول عن آل الرسول :ص263.

6ـ التهذيب : ج2،ص58.

7ـ غرر الحكم : 569.

8ـ جريدة اطلاعات المؤرخة آذرماه : 1342هـ . ش: انظر رسالة الاخلاق ص28.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.