المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى الفلسفة ووظيفتها  
  
32957   01:29 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص53-58
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2017 1904
التاريخ: 26-1-2016 1894
التاريخ: 24-4-2017 1858
التاريخ: 30-12-2016 5137

كلمة فلسفة (Philosophy), ليست عربية الأصل بل هي كلمة أجنبية ذات أصل يوناني  ويعتبر الفيلسوف اليوناني فيثاغورس (582–500 ق.م) أول الفلاسفة الذي وضع معنى حرفياً محدداً لها وهو (حب الحكمة), وتتألف من مقطعين, الأول (فيلو) (philo) وهو مشتق من كلمة( phi-los) اليونانية وتعني: حكمة أو معرفة, (1) وقد اعتاد الناس فيما بعد النظر إلى الفلسفة على أنها البحث عن الحقيقة المطلقة وعن الجوهر اللا متغير , سواء أكان هذا له علاقة بما يجري بين الناس وما يربطهم ببعضهم بعضاً من علاقات , أم لم يكن بينه وبينها أية رابطة. وقد أدت هذه النظرة إلى انزال الفلسفة عن الحياة الحاضرة وعن مشكلاتها الاجتماعية , وإلى فقدان الناس ثقتهم بها وبالفلاسفة .

وهكذا بدت الفلسفة في نظر الكثيرين على أنها مجرد استعراض العضلات الفكرية , وأنها رياضة بارعة شديدة للفكر لا يقدر عليها إلا الفلاسفة ولا ينطق بها سواهم مما جعل البعض يهربون منها.

إلا أن الإنسان المعاصر أخذ ينظر إلى الفلسفة نظرة أخرى نتيجة التغيرات التي حصلت في العالم , فأخذ الناس ينظرون إليها على أنها المجهود المنظم المستمر من جانب الرجل العادي والمتعلم لجعل الحياة ذات معنى , ويقوم الذكاء بدوره ما أمكن (2). ويقول فيني (Finney) : إن الفلسفة (هي ذلك العمل العقلي النقدي المنظم الذي يهدف إلى تكوين المعتقدات, حتى تتميز بدرجة عالية من الاحتمال , حين تكون المعلومات المناسبة لا يمكن الحصول عليها للوصول إلى نتائج تجريبية تماما) (3).

وللفلسفة في عصرنا الحاضر عدة وظائف هي (4) :

ــ تقوم الفلسفة بعملية نقدية , أعلى من مستوى النقد الذي تقوم به العلوم الأخرى . فعندما يقوم العالم بتجربة ما فإنه يستخدم مفاهيم وفروضاً يسلم بها قبل البدء بالتجربة , ولا يحاول أثناء التجربة أو بعدها أن يفحص هذه المسلمات, أو أن يعيد النظر فيها , وهنا تأتي مهمة الفيلسوف الذي يفحص ويدقق فيما إذا كان العالم على حق في تسليمه بتلك المسلمات .

ــ فحص وتوضيح العلاقات المختلفة التي توجد بين العلوم من ناحية وبين العلوم وغيرها من ميادين الخبرة البشرية من ناحية ثانية .

ــ التأمل , والدور التأملي الذي كانت تقوم به الفلسفة قديماً كان بعيداً عن ميدان الخبرة الحياتية ومنفصلاً عنها, مما أحاطها بالغموض , وجعل الغالبية العظمى من الناس تنفر منها , أما التأمل الذي تقوم به الفلسفة حالياً : فيرتبط بالخبرة الإنسانية وبمشكلات الحياة وبقضايا الحرب والسلم وغيرها من الأمور التي تهم الانسان .

ميادين الفلسفة: تختلف ميادين الفلسفة وموضوعاتها باختلاف مجالات الحياة وتغيراتها المختلفة  فموضوعاتها متغيرة تبعاً للتطورات التي تطرأ على حقوق المعرفة عامة, وعلى الفكر الفلسفي خاصة. ومن أهم الميادين والموضوعات التي تشمل عليها الفلسفة في عصرنا الحاضر:

1ـ الميتافيزيقيا (ما وراء الطبيعة) ويسميها بعض العلماء , ما فوق الطبيعة , أو الغيبيات , أو العلم الإلهي , ويقصد بها البحث عن طبيعة الحقيقة النهائية , ومن فروعها :

ــ الكونيات (Cosmology) , وهو العلم الذي يبحث في طبيعة الكون وتركيبه , وأصله وما فيه من مبادئ ومفاهيم وطبيعة الزمان والمكان , والخلود والفناء .. الخ .

ــ الوجود الإنساني: ويبحث في أحوال الإنسان وطبيعة وجوده, وما هو  فيه من مواقف حدية: الوجود والماهية , والامكان والاختيار , والحرية والألم والموت , والخطيئة ، والكفاح .

ــ الله سبحانه وتعالى والبرهنة على وجوده بالعقل .

ــ الوجود (Ontology) وهو العلم الذي يبحث في الوجود , هل هو مادي , أم روحي , أم مزيج منهما .

ــ الغائية (Teleology) وهو العلم الذي يبحث في العلل الغائية والتي ترى أن الكون منظم على أساس غايات , وعليه تفسير الحوادث على أساس النتائج لا على أساس السوابق .

2ـ المعرفة (Epistemology) وهو العلم الذي يتناول بالبحث طبيعة المعرفة وهل هي ذات طبيعة تجريبية ؟ أم عقلية ؟ هل من الممكن معرفة الوجود أم أننا عاجزون عن معرفته ؟ ثم ما هي حدود هذه المعرفة ؟ وهل هي احتمالية أم يقينية ؟ بالإضافة إلى التعرف على منابع المعرفة وأدواتها . هل هي العقل أم الحواس أم الحدس أم التجربة . وكل ما يتعلق بنظرية المعرفة .

3ـ القيم (Axiology) ، تناول بحث المثل العليا , والقيم المطلقة , وهي الحق والخير والجمال من حيث ذاتها باعتبارها وسائل لتحقيق الغايات. فهل القيم مجرد معان في العقول ؟ أم أن لها وجوداً مستقلاً عن العقل الذي يدركها؟ أي من حيث هي علوم معيارية , تبحث في ما ينبغي أن يكون , لا فيما هو كائن إلى غير ذلك من مباحث يتضمنها على المنطق , وعلم الأخلاق , وعلم الجمال .

فعلم المنطق (Logic) يضع القواعد التي تعصم العقل من الوقوع في الخطأ , أي يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه التفكير السليم , فهو مفتاح العقل .

علم الأخلاق (Ethics) وهو العلم الذي يحدد المثل العليا التي تحدد السلوك الانساني , أي يبحث فيما ينبغي أن تكون عليه سلوكيات الانسان .

علم الجمال (Aesthetics) ويحدد المستويات التي يقاس بها الشيء الجميل , أي يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه الشيء الجميل .

وهذه العلوم الثلاثة تؤلف ما يسمى بعلم القيم , ومن هذه الميادين الثلاثة : الوجود , والمعرفة والقيم بمختلف فروعها يتألف الموضوع الرئيسي للفلسفة بمعناه التقليدي عند الفلاسفة (5) .

وتتميز الفلسفة عن غيرها من العلوم في أنها (6) :

ــ علم الكليات : أي العالم ككل أو الحكم على الوجود في جملته من أجل التوحيد بين الموجودات في إطار عقلي واحد يفسر الحقيقة في مختلف جوانبها .

ــ علم صعب لأنها ذلك الذي يركز على أبعد الأشياء عن إدراكات الناس الحسية .

ــ علم معرفة الأمور الإلهية والانسانية .

ــ علم العلل الأولى , وكانت فيما مضى تسمى (أم العلوم)

ــ منهج الكشف عن المبادئ والفروض الأولية التي يبنى عليها كل علم .

ــ حكمة الحياة على ضوء ما يرتضيه العقل .

ــ الدراسة التحليلية للمفاهيم والرموز .

فلسفة التربية: لقد ذكرنا سابقاً أنّ الدور الذي تقوم به الفلسفة حالياً هو الاتصال بالخبرة الإنسانية لتحللها ونعيد الانسجام إليها وتضع الأسس والمسلمات التي يقوم عليها الاتساق الخبري . وإذا كانت التربية هي خبرة إنسانية , والعملية التربوية هي نقل الخبرات الانسانية إلى الجيل الجديد , فإن فلسفة التربية هي تطبيق النظرة الفلسفية والطريقة الفلسفية في ميدان الخبرة الإنسانية الذي نسميه : التربية. إنها نظرة تربوية منبثقة من نظريات وأفكار فلسفية في إطار حضاري معين(7). ويقول برودي (ما عسى الفلسفة أن تكون, سوى تطبيق الفلسفة العامة على التربية)(8). إن فلسفة التربية عبارة عن البحث عن مفاهيم توجد الاتساع بين المظاهر المختلفة للعملية التربوية في خطة متكاملة شاملة. وتتضمن أيضاً توضيح المعاني التي تقوم عليها التربية , وتعرض الفروض الأساسية التي تعتمد عليها المفاهيم التربوية , وتنمي علاقة التربية بغيرها من ميادين الاهتمام الانساني (9) .

وتتضح أهمية فلسفة التربية في ما يلي (10) :

ــ تساعد على فهم العملية التربوية وتعديلها بالإضافة إلى العمل على اتساقها وتوضيحها .

ــ تساعد على فهم العملية التربوية بطريقة أفضل وأكثر عمقاً , وتساعد على معرفة أنواع النشاط الإنساني الأساسية بالنسبة للإنسان .

ــ تساعد على رؤية العلم التربوي في كليته , وفي علاقته مع مظاهر الحياة الأخرى .

ــ تمد الإنسان بوسائل للتعرف على الصراعات والتناقضات بين النظرية وتطبيقاتها في التربية ومحاولة التخلص منها .

ــ تساعد على اقتراح خطوط جديدة للنمو التربوي .

ــ تنمي قدرة الإنسان على إثارة الأسئلة مما يساعد على تحقيق حيوية التربية واستمرارها.

ــ تعمل على توضيح المفاهيم والفروض التي تقوم عليها النظريات التربوية مما يساعد على تطبيق هذه النظريات في الميدان .

ــ إن فلسفة التربية فلسفة تجريبية . تنظم الفكر التربوي , وتعبئه للوصول إلى حل المشكلات .

أما أصول الفلسفات التربوية فيمكن حصرها في ثلاثة تيارات فلسفية اجتماعية وهي :

أ ـ التيار الفلسفي التسلطي (التقليدي) , وهو الذي ينطق من أن المعلم هو الأساس في العملية التعليمية ــ التعلمية , وما على المتعلم إلا أن يتلقى ما يعطيه له المعلم دون نقد أو احتجاج . ويؤمن بحشو المعلومات حشواً ميكانيكياً في عقول المتعلمين دون أخذ الفروق بينهم بالاعتبار .

ب ـ التيار الفلسفي الطبيعي , وهو الذي يؤمن بأن طبيعة الطفل خيرة , ولذلك علينا أن نترك الطفل للطبيعة بموجب قوانينها دون تدخل أو توجيه منا .

جـ ـ التيار الديمقراطي: ويمثله ديوي, ويؤمن أن المعلم والمتعلم حدّان متكاملان في (التعليمية ـ التعلمية). كما يؤمن بالفروق الفردية بين المتعلمين , ويسمّي بعض الباحثين هذه الفلسفة بالفلسفة التقدمية .

_____________

1ـ ف. هــ. فينكس : فلسفة التربية , ترجمة محمد لبيب النجيحي , دار النهضة العربية , القاهرة : 1982,ص27 وايضاً : توفيق مرعي وآخرون : مدخل إلى التربية , وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب , عان , 1984, ص110 .

T . Brameld : Ends and means in Education . A midecentury appraisal Harper . 1950 , New York , p .10 .

R . L. Finney : A sociological philosoply of education . Macmillan co , New York , 1928 , P.82.

4ـ محمد لبيب النجيحي , مقدمة في فلسفة التربية , مكتبة الانجلو المصرية , 1963, ص29 .

5ـ توفيق مرعي وآخرون , مدخل في التربية , مرجع سابق , ص114-116 .

6ـ ابراهيم ناصر , أسس التربية , طبعة أولى , عمان : دار عمار للنشر والتوزيع , 1989م , ص66 .

7ـ حامد عمار : بعض مفاهيم على الاجتماع , طبعة ثانية , القاهرة , دار المرفة 1962 , ص36 .

8ـ حنا غالب : أركان التربية المتجددة , طبعة ثانية , بيروت , دار الكتاب اللبناني 1970 , ص48 .

P. phenix: philosophy of education , Holt Co . New York . 1958 , P.14 

10ـ هاني عبد الرحمن صالح : فلسفة التربية , عمان 1967 , ص18-20 . أيضاً محمد لبيب النجيحي : مقدمة في فلسفة التربية , مرجع سابق , ص7-9 .

 

 

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.