المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تزايد المعارضة للحكم الأموي
8/10/2022
اغذية خاصة بالصحة Food For Specified Health Use
11-5-2018
تحضير الكيتونات
22-2-2017
الاستراتيجيات التنافسية
30-6-2016
تـوازن المـحتـكر فـي السـوق في الامـد الطـويـل
2023-05-12
الإشعاع والصناعة
2-5-2021


عامل اطفالك باحترام  
  
2450   01:21 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص56-57
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016 7806
التاريخ: 17-2-2017 7675
التاريخ: 19-4-2017 2270
التاريخ: 24-5-2017 5302

انني اعرف احدى الامهات التي دائما ما تامر ابنها مستخدمة عبارات من قبيل: (تناول غداءك)، (اركب السيارة)، (نظف اسنانك)، ولقد سمعتها منذ يومين تشكو من كيف انها تجد صعوبة بالغة في تعليم اطفالها كيف يستخدمون كلمات مثل (من فضلك) او (اشكرك). الان، لابد انك ترى موطن مشكلتها مثلما اراها، لكنها عاجزة الى الان عن رؤيتها.

والسبب في هذه المشكلة بسيط الى حد كبير؛ فالأطفال عليهم ان ينفذوا ما تأمرهم به، اما الكبار فلا يمكن اجبارهم؛ لذا فأنت تسألهم بلطف، في الوقت الذي تأمر فيه الاطفال بان ينفذوا ما تريد. المشكلة ان الاطفال لا يرون الامر على هذا النحو؛ فهم لا يلاحظون كيف تتحدث مع الاخرين (فالأطفال لا يستمعون على أي حال)، وهكذا فهم يتحدثون معك بنفس الطريقة التي تتحدث انت معهم بها.

إذا كان اطفالك متعقلين فسوف يطلبون منك ان تأخذ في الاعتبار ما تفعل، بالإضافة الى ما تقول كذلك، عليك اذن الا تلوم اطفالك على عدم التصرف برقة؛ ذلك لانهم استوحوا ذلك منك انت، بل يجب عليك في الواقع ان تهنئهم على الاحتذاء بك في سلوكياتهم.

إن اطفالك يستحقون الاحترام؛ فهم بشر قبل أي شيء. والاهم من ذلك هو انك لن تحصل منهم على الاحترام قبل ان تظهره انت لهم اولا. هذا لن يقوض من سلطتك عليهم، وسرعان ما سيتعلم اطفالك ان عبارات من قبيل: (اغسل اسنانك من فضلك) او (هلا تفضلت بإعداد المائدة؟) قد تبدو في ظاهرها كطلبات، الا انها في حقيقة الامر اوامر يجب اتباعها. وهكذا ستعلمهم السلوكيات المقبولة بأفضل وسيلة ممكنة – عن طريق تقديم القدوة لهم.

إن أطفالك يستحقون الاحترام؛ فهم بشر قبل أي شيء.

ليست السلوكيات الطيبة فقط هي التي يمكن تعليمها لأطفالك عن طريق تقديم القدوة؛ فعليك كذلك الا تخرق أي وعود ودعتهم بها، او تكذب عليهم ، او تتفوه امامهم بالسباب اذا لم ترد ان يحذوا حذوك. واذا فعلت هذه الاشياء فكأنك تقول لأطفالك بكل وضوح (إن لم يكن بكلمات صريحة ايضاً) إنهم اقل شأنا من الاخرين ولا يهمونك في شيء. لكننا نعلم ان هذا ليس صحيحاً، لذلك دع اطفالك يعلمون ذلك ايضاً.

اذا ما كنت تحب اطفالك اكثر من أي شخص (ما عدا شريك حياتك بالطبع)، فهم يستحقون منك الاحترام اكثر من أي شيء اخر، وليس اقل. وهكذا سيتعلمون كيف يعاملون الاخرين باحترام ايضاً، وهذا هو حل مشكلة (ما الذي حل بتلك الاجيال الصاعدة ؟).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.