أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-12-2014
3917
التاريخ: 8-3-2022
1783
التاريخ:
4136
التاريخ: 7-6-2017
3926
|
حتى قبل ذلك اليوم لم تكن حالة النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) الاقتصادية ووضعه المالي يُحسدُ عليه فقد كان بحاجة إلى مساعدة عمّه أبي طالب المالية ولم يكن شغله على النحو الّذي يكفي لضمان نفقاته من جانب وتمكينه من اختيار زوجة وشريكة حياة وتكوين عائلة من جانب آخر.
ولكن هذه السفرة إلى الشام وبخاصة على نحو الوكالة والمضاربة في أموال امرأة جليلة معروفة في قريش ( أعني خديجة ) ساعدت وإلى حدّ كبير على تثبيت وضعه الاقتصادي وتقوية بنيته المالية.
ولقد اعجبت خديجة بعظمة فتى قريش وسموّ أخلاقه ومقدرته التجارية حتّى أنها أرادت أن تعطيه زيادة على ما تعاقدا عليه تقديراً له واعجاباً به ولكنه اكتفى بأخذ ما تقرر في البداية ثم توجه إلى بيت عمه أبي طالب وقدّم كل ما أخذه من خديجة إلى عمه أبي طالب ليوسّع به على أهله.
ففرح أبو طالب بما عاين من ابن اخيه وبقية أبيه عبد المطلب وأخيه عبد اللّه وأغرورقت عيناه بالدموع وسرّ بما حقق من نجاح وما حصل عليه من ربح من تلك التجارة سروراً كبيراً واستعدّ أن يعطيه بعيرين يسافر عليهما ويتاجر وراحلتين يُصلح بهما شأنه ليتسنى له بأن يحصل على ثروة ومال يعطيه لعمه ليختار له زوجة.
في مثل هذه الظروف بالذات عزم رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عزماً قاطعاً على أن يتخذ لنفسه شريكة حياة ويكوّن اُسرة ولكن كيف وقع الاختيار على خديجة الّتي سبق لها أن رفضت كل طلبات الزواج الّتي تقدم بها كبار الاثرياء والشخصيات القرشية مثل عقبة بن أبي معيط و أبو جهل و أبو سفيان للزواج بها؟؟! وماذا كانت العلل الّتي جمعت هذين الشخصين غير المتشابهين من حيث مستوى الحياة والثراء؟ وكيف ظهرت تلك الرابطة القوية وتلك العلاقة المعنويّة العميقة والاُلفة والمحبة بينهما إلى درجة أنَّ خديجة (سلام اللّه عليها) وهبت كل ثروتها للنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) لينفقها في نشر الإسلام وإعلاء كلمة الحق وإرساء قواعد التوحيد وبث الدين الجديد واصبحت تلك الدار المفخمة الّتي كانت تزينها الكراسي المرصّعة والستر المطرزة المصنوعة من أغلى الأقمشة الهندية والإيرانية ملجأ للمسلمين وملتقى لانصار الرسالة؟!!
لابدَّ من البحث عن جذور هذه الحوادث في تاريخ حياة خديجة نفسها فان من المسلَّم والبديهيّ أن هذا النوع من الفداء والتفاني والإيثار لم يكن ثابتاً ليتحقق ما لم يكن لها جذور معنوية وطاهرة.
إن صفحات التاريخ لتشهد بأنّ هذا الزواج كان ناشئاً من إيمان خديجة بتقوى عزيز قريش وفتاها الامين محمَّد وطهره وحبها الشديد لعفته وكرم أخلاقه ولهذا قال النبيّ الأكرم (صـلى الله علـيه وآله) في حقها : أفضل نساء الجنة أربع : خديجة ... .
إنها أول إمرأة آمنَتْ برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله).
فقد قال علي أمير المؤمنين (عليه السلام) : في خطبته الّتي يشير فيها إلى غربة الإسلام في مبدأ البعثة النبوية الشريفة : لَمْ يَجمَعْ بَيْتٌ واحِدٌ يَوْمَئذ في الإسْلام غَيرَ رَسُول اللّه وَخَديجَة وأَنا ثالِثُهما .
ويكتب إبن الأثير قائلا : إنّ عفيف الكندي كان إمرأً تاجراً قدم مكة أيام الحج فرأى رجلا قام تجاه الكعبة يصلّي ثم خرجت امراةٌ تصلّي معه ثم خرج غلامٌ فقام يصلي معه فمضى يسأل العباسَ عمَّ النبيّ عن هؤلاء وعن هذا الدين فقال العباس : هذا محمَّد بن عبد اللّه ابن أخي زعم أن اللّه ارسله وهذه امرأته خديجة آمنت به وهذا الغلام علي بن أبي طالب آمن به وأيمُ اللّه ما أعلم على ظهر الأَرض أحداً على هذا الدين إلاّ هؤلاء الثلاثة .. .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|