المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الداعي بن مهدي بن أحمد بن زيد بن يحيى
8-8-2017
الالتصاق بالمنقول
3-8-2017
تفاعل الكحولات مع هاليدات الهيدروجين . التحفيز الحمضي
19-2-2017
مركبات الاوكسجين الفعالة Reactive oxygen species
24-1-2016
القفز بالصورة jump cut
5-11-2020
مصادر الطاقة غير المتجددة
31-8-2019


أمينُ قَريشُ يَكْفُلُ عَليّاً  
  
3614   10:19 صباحاً   التاريخ: 18-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص286-287.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله قبل البعثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2017 7195
التاريخ: 2024-09-11 210
التاريخ: 18-4-2017 5038
التاريخ: 25-3-2022 2147

أجدبت مكةُ وضواحيها سنة من السنين وقل فيها الماء وأصابت الناس أزمة شديدة وكان أبو طالب (عليه‌ السلام) كثير العيال فعزم رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) على أن يساعد عمه أبا طالب ويخفف عنه عبء العيال فانطلق إلى عمه العباس وقال له : إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصابَ الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا إليه فلنخفّفْ من عياله آخذ من بنيه رجلا وتأخذ أنتَ رَجلا .

فكفل العباسُ جعفراً وكفل رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عليا (عليه‌ السلام).

يقول أبو الفرج الاصفهاني المؤرخ المعروف في هذا الصدد : وكان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) أخذ علياً من أبيه وهو صغير في سنة اصابت قريشاً وقحط نالهم وأخذ حمزة جعفراً وأخذ العباس طالباً ليكفوا اباهم مؤونتهم ويخففوا عنهم ثقلهم وأخذ هو ( أي ابو طالب ) عقيلا لميله كان إليه فقال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : اخترتُ مَن اختار اللّه لي عليكم : علياً.

إن هذه الحادثة وإن كانت في ظاهرها تعني ان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) اقدم على هذا الأمر ليساعِدَ عمَّه أبا طالب في تلك الازمة لكن الهدف الأعلى والأخير كان أمراً آخر وهو أنْ : يتربّى علي (عليه‌ السلام) في حجر النبي ويغتذي من مكارم اخلاقه ويتبعه في كريم افعاله.

ولقد اشار الإمام عليُّ (عليه‌ السلام) نفسُه إلى هذا الموضوع بقوله : وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعي مِنْ رَسُول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بالقَرابَةِ القريبَة وَالمَنزِلَةِ الخَصيْصَة وضعني في حجره وَأنا ولَد يَضمُّنِي إلى صَدْرهِ وَيَكنفُني في فِراشِه ... وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبعُهُ اتّباعَ الفَصِيْل أَثر امِّه يَرفَعُ لِي في كُلِّ يَوْم مِنْ أخْلاقِهِ عَلَماً وَيأمُرُني بالإقتداء بِه .

... تدلُ الدلائل التاريخيّة القوية فضلا عن الأدلة العقلية والمنطقية على أن النبي الاكرم (صـلى الله علـيه وآله) لم يعبُدْ غير اللّه تعالى منذ وُلِدَ من اُمّة والى أن رحل إلى ربه بل وكان كفلاؤه مثل عبد المطلب وأبي طالب مؤمنون موحِّدُونَ هم أيضاً .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.