المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



دعهم يواصلوا حياتهم بمفردهم  
  
2048   10:18 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص74-75
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-04 434
التاريخ: 8-8-2022 1562
التاريخ: 10/12/2022 1273
التاريخ: 21-11-2019 1989

انني لا اريد اخافتك، ولكن من المفترض انه عندما يبلغ ابنك الثامنة عشرة من عمره ـ ان لم يكن قبل ذلك - ان يكون قد صار شخصا بالغاً يملك من الحكمة والتعقل ما يكفيه لكي يتخذ قراراته بنفسه؛ يكون صداقات، يؤسس حياة خاصة به، يرتب فراشه، ويستطيع ان يسير عبر شوارع مدينته دون ان يتوه. نعم، سوف ينتهي عملك وقتها.

اذا ما كنت تطعم ابنك ذا الاعوام الاربعة بنفسك، وتضع الكتب المدرسية في حقيبته عندما بلغ اربعة عشر عاما بنفسك، فسوف يعاني عندما يكبر ولن يستطيع الاعتناء بنفسه. لذلك لا تفعل لطفلك أي شيء يستطيع هو ان يفعله بنفسه؛ وهذا لا ينطبق فقط على ترتيب حجراتهم او عمل الفروض المدرسية لهم (إنني شخصياً اجد ان باستطاعة اطفالي وهم في سن الثامنة ان يقوموا بتأدية واجباتهم المدرسية بصورة افضل مما اؤديها انا لهم، يتضمن الامر كذلك اتاحة الفرصة لهم ليطبخوا وجبات للأسرة من حين لآخر، وذلك بداية من عمر عشرة اعوام، حتى لو اقتصرت الوجبات على الخبز المحمص والبازلاء. كذلك عليهم فهم كيفية عمل غسالة الملابس الكهربائية، وايقاظ انفسهم لتأدية أي عمل مطلوب منهم يوم الاجازة، وتجهيز حقائبهم من اجل الرحلات(.

لكن ليس هذا هو اهم شيء، بل ان اهم شيء هو ان تعلم اطفالك مهارتين معينتين، وكلما كان ذلك مبكرا كان افضل، وهما: القدرة على السيطرة على انفاقهم للمال، والقدرة على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.

اذا تحكمت في كل شئونهم المالية من الالف الى الياء؛ بحيث لا تعطيهم الا القليل الذي يحتاجون اليه لنفقاتهم، فبهذا لن يتعلموا شيئا. الافضل من ذلك هو ان تجعلهم كلما تقدموا في السن اكثر مسؤولية عن مصروفات ملابسهم مثلا، او تعطيهم مصروفا بسيطا وتجعلهم يكسبون بقية ما يحتاجون اليه من مال. لدى صديق يتصرف مع اطفاله كانه (بنك) خاص بهم؛ بحيث يعطيهم فوائد ضخمة على الاموال التي يدخرونها ولا ينفقونها هباء. هناك العديد من الوسائل لكي تعلم اطفالك قيمة المال ـ المهم ان تجد الوسائل التي تلائمك انت واطفالك.

وبالطبع عليك ان تعلم اطفالك كيف يتخذون قراراتهم بأنفسهم، بداية من اختيار الملابس وهم في سن الثانية وصولا الى اختيار مواد المستوى الخاص وهم في المرحلة الثانوية، فلابد لهم ان يتعلموا كيف يخططون لحياتهم، وهذا يشمل كذلك تعلمهم كيفية تحمل العواقب السيئة لقراراتهم؛ لذا فلا تتدخل اذا ما رأيت اطفالك يرتكبون خطأ فاحدا، لكن بالطبع يمكنك تقديم النصح لهم ـ على الرغم من انك ستكون بحاجة للانتظار لكي يتم طلب النصيحة منك كلما كبروا في السن ـ لكن لا تضع عليهم أي ضغوط ـ اتفقنا؟ فهذه هي حياتهم. فقط تذكر انك تحصي الوقت المتبقي حتى بلوغهم سن الرشد، وبعد ان يصلوا اليه، سيتولون زمام حياتهم تماما.

لابد لهم ان يتعلموا كيف يخططون لحياتهم، وهذا يشمل كذلك تعلمهم كيفية تحمل العواقب السيئة لقرارتهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.