المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

ما نوعية العسل وكميته الواجب تركها للنحل شتاء؟
4-4-2017
photoglottograph (n.)
2023-10-26
بوتي ادمون ماري ليوبولد
18-10-2015
Phonetic similarity
17-3-2022
The Magical Number Seven
2024-09-03
Four-Helix Bundle Motif
11-5-2016


الفرح بأخطاء الأولاد  
  
2668   09:46 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص158-159
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها الأهل مسألة الفرح بأخطاء أبنائهم بحيث يُزينون لهم هذا العمل ويصبح بالنسبة إليهم عملا جميلا يستدر فرح الأهل, فكثيرا ما ترى آباء يفرحون من كذب أولادهم على أساس أن ذلك دليل على ذكائهم, ومنهم من يفرح لتلفظ ابنهم بالشتم والسب والكلام البذيء ويعتبرونه كلاما مهضوما، فاذا بالولد يتحول الى فحاش بذيء الكلام وكل ذلك بسبب الأسلوب الخاطئ للأهل, والأخطر من ذلك قيام بعض الاهل بإعطاء الولد الذي يفعل ذلك هدية على فعله, ما يؤدي الى أن يسعى الولد دائما الى هدية من خلال هذا الكلام البذيء ومن المشاكل أيضا قيام بعض الأهل بالافتخار بالابن الذي يفعل ذلك أمام الآخرين فيستدعى الولد ويقال له أمام الناس سب فلان أو اشتم فلان, لا بد من أن يفهم الاهل ان هذه الاخطاء غير مقبولة من الصغير والكبير بل منع الصغير عنها أولى من منع الكبير عنها لأن الصغير قد يدخل في ذهنه أن هذا الامر جيد فتنقلب لديه المفاهيم لتحول الجيد رديئا والجميل قبيحا، وهذا خطره أكبر من الخطأ الذي يرتكبه الكبير وهو يدري أنه خطأ والمفهوم واضح لديه .

باختصار تعتبر عملية التربية من أهم الأمور التي اعتنى بها الإسلام ذلك ان تربية سليمة ستؤدي حتما الى جيل مؤمن مفيد لمجتمعه وأمته, لذلك وجدنا أن هناك الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تتحدث عن كيفية التربية السليمة والتي ترتكز أصلا على وضوح الهدف من وراء التربية والتي هي إنتاج ولد مؤمن عبد صالح يرضى عنه الله سبحانه وتعالى ورسوله (صلى الله عليه واله) في درجة متقدمة عن أن يكون ابننا متعلما, أو ذا موقع مرموق اجتماعيا مع تركيزنا على أن يكون كذلك بعد تأمين العنوان الأول. ولكي نصل الى هذا الهدف بسرعة يجب أن نعتمد الأسلوب الأسلم فلا ننهي عن خلق ونأتي بمثله ولا نعتمد الضرب والإهانة بل نسعى لإفهام أولادنا الاخطاء التي ارتكبوها وندلهم على التصرف الأسلم مستقبلا ويجب أن نلتفت الى الأخطاء الشائعة في عملية التربية التي منها إن الأهل يسعون لأن يكون أبناؤهم على نفس منهاجهم من دون ملاحظة أنهم من زمن غير زمانهم وجيل مختلف كليا عنهم, ومنها التمييز في التعامل بين الأبناء وتمييز الصبي عن البنت, والتعامل مع الأبناء على أساس انهم دائما على حق ولا يخطؤون والالتفات الى أن لا نعد أولادنا بشيء كهدية أو خلافه ثم لا نفي بوعدنا له , وكيف كان فإن عملية التربية عملية شائكة وصعبة ولا يضبطها ضابط محدد وقوانين معنية, لأنها تتعامل مع النفس البشرية وليس أي نفس، بل نفس شفافة هي نفس الطفل التي تتأثر بأدنى تصرف لذا يجب الانتباه لتصرفاتنا أمام أولادنا كي لا تتأثر عملية التربية سلبا بتصرفاتنا هذه .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.