المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الاخطاء والزلات التي يرتكبها المربون  
  
2092   09:41 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص82-84
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

هناك امور كثيرة نستطيع ذكرها في هذا المجال، وكلها تدل على الاخطاء والزلات التي يرتكبها المربون، وهنا سنشير الى بعض منها مع مراعاة الاختصار :

1ـ الإفراط في المحبة: وذلك عن طريق تجاوز الحد الطبيعي في إظهار المحبة والدلال، الامر الذي يدفع الطفل للاعتقاد بأن امراً مهيباً وعظيماً قد حصل له، فنشاهد البعض وبمجرد رؤيتهم للطفل يحتضنونه ويحملونه ويقومون بتقبيله، وتقديم الاطعمة والالعاب و.. والخ، الى درجة ان الطفل نفسه ينفر من ذلك. اجل، من وجهة نظرنا فإن العطف والمحبة، وخصوصاً محبة الامومة من الاقدار الحسنة للبشر، والتي لها كل التأثير في بناء ورشد الفرد المستمر والشامل، ولكن الخطر يتجلى في الإفراط في ذلك، والذي يحرف الطفل عن المسير الصحيح ويصعب الامر عليه.

2ـ التأييد والدعم الزائد: أن يكون الطفل بحاجة للعناية والدعم والعون امر لاشك فيه، ولكن مع نموه بالتدريج وازدياد تجربته يجب ان يستغني عن ذلك، ويتمكن من الاستقلال والوقوف على قدميه لوحده، والإفراط في التأييد سيخلق له صدمة كبيرة.

واكثر الاطفال الذين بلغوا من السن ما فيه الكفاية، ولكن بسبب موت الاب او شهادته لا زالوا تحت العناية والدعم المفرطين من قبل الاقارب، الى درجة ان تأييده ومساندته يشمل كل ما يقوم به من حسن وسيء، ولو اخطأ او اذنب لما وجدنا احداً يواجهه بذلك.

من الناحية العلمية بعد التأييد او الدعم الزائد امراً محرضاً للجريمة ومسبباً لها، وعاملاً مهماً في إعداد الظروف المساعدة على فشل الطفل واستسلامه وجره بطريقة مباشرة او غير مباشرة للإجرام، وبهذه الطريقة يفقد الطفل قدرته على التفكير وإبداء الرأي، وسيظل مرتبطاً في اتخاذ الآراء والقرارات بالآخرين.

3ـ المبالغة في الاطعام: عندما يموت الاب، يظن بعض الاقارب بأن الطفل بحاجة الى طعام، وهكذا يقومون بتقديم وبذل كافة انواع الاطعمة له وبشكل دائم، وبإحضار المكسرات والحلويات له، وهم يريدون من خلال ذلك إظهار حبهم له.

عليكم ان تأخذوا بعين الاعتبار حالة الطفل ووضعيته في الايام الاخيرة من حياة والده، فلو كان والد الطفل حياً، فهل كان الطفل سيواجه هذا الوضع من الناحية الغذائية؟ ونحن نريد القول: بأنه كلما كان تصرفكم مخالفاً للوضع السابق فهو خطأ، وربما اصيب الطفل بفقدان الشهية، ، فالإفراط في امور كهذه فضلاً عن انها خطيرة، ربما سببت له اذى جسمياً او عادة غير مناسبة، فلندعه يعيش بشكل طبيعي تماماً دون زيادة او نقصان.

4ـ إحضار وإعداد الحاجات الضرورية: لا شك في انه عليكم إحضار وتهيئة الإمكانات المناسبة للطفل، فعليكم القيام بذلك ليستطيع متابعة مسير حياته بشكل طبيعي، ليكون فرداً ناجحًا، ولكن علينا ان لا ننسى هذه النقطة المهمة، وهي ان هذا الامر قد يسبب له تربية سيئة، من قبيل التذبذب والذهول والاضطراب والاستقلال و.. والخ.

الطفل بحاجة الى لعبتين او ثلاث كل عدة اشهر، فإن اقدمنا الآن على شراء العاب ووسائل

تسلية كثيرة له بسبب موت ابيه او شهادته، فإننا في الحقيقة نكون قد سببنا للطفل ذهولاً وحيرة في كيفية الاستفادة منها، وكذلك لو اشترينا له اشياء نفسية وثمينة لتعبر له عن احترامنا، في الحقيقة نكون اسرفنا من جهة، وسببنا له خطراً من جهة اخرى.

على اية حال يجب ان لا ننسى بأن الاصل هو تؤمن الحاجات الاساسية، وبالطبع فإن الوصول الى قلب الطفل وترميم جروحه نوعاً ما وتجاوز ذلك يعد خطأ، كما ان خلق الاحتياجات الكاذبة وتأمينها يعد خطأ آخر.

5ـ الإفراط في العناية: يتعرض الاطفال في مسيرة رشدهم ونموهم وتربيتهم الى التعثر والنهوض، والى المرض، والعافية، والضحك، والبكاء، واللعب، والمشاجرة، وكل هذه الامور من صعود وسقوط وانخفاض وارتفاع، تشكل بمجموعها حياته؛ ومن واجبنا هنا مراقبة اوضاعه وحالاته وسلوكياته، فهذا امر لا يقبل النقاش والمساومة، ووصيتنا هي ما يلي:ـ

ان لا يفرط في المراقبة والعناية، لأنها تسبب خطراً في النواحي العاطفية من جهة، ولنا شخصياً من جهة اخرى.

نعم لو اصيب الطفل بحمى مثلاً، فعلينا العناية به  دون أي شك، كي لا ترتفع الحرارة عنده اكثر وتسبب للطفل خطراً على صحته، واما الاضطراب، والقلق، والحساسية، والبكاء، والثوران، والجري وراء هذا وذاك، فهذه الامور بمجموعها سبب لنا صدمة وستزيد من خوف الطفل من حالته، وما أكثر الحالات التي تسبب تلقيناً وتعليماً سيئاً يستغلها الطفل للوصول الى اهداف ومقاصد ليست صحيحة تربوياً، والكثير من الامور التي نعتقد بأنها جسمية تنشأ عن الحوادث العصبية او العاطفية، وحتى الاستفراغ والحمى والارتجاف ايضاً ربما يكون منشؤها ذلك.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.