تاريخ الباذنجان:

عرف الباذنجان منذ زمن بعيد، واستعمله العرب في طعامهم مطهواً، وما زال الناس حتى يومنا هذا يأكلونه، ويتفننون في طبخه، حتى لتعتبر بعض تحضيراته على الموائد من الأطعمة الفاخرة التي تتباهى بها سيدات البيوت في مناطق شرقي المتوسط، لا سيما سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها.

والواقع أن بني البشر لا يأكلون فقط ما يقيدهم طبياً، ولا يعدّون في الطعام عدد ما فيه من حريرات، وأنواع الفيتامينات، وإنما - في الغالب الأهم – يفتشون عن الطعام الطيب اللذيذ. والباذنجان، ونظراً لوجوده بكثرة في بلادنا لقي عناية فاستعمل مشوياً ومقلواً ومطهياً ومتبلاً، وقد يكون على الموائد الأكلة الرئيسية، وقد يكون مقبلات، تكملة مائدة كما يقولون.

وهنا يتبرع الأطباء والباحثون ويهاجمون الباذنجان ويعتبرونه مؤذياً ومضرّة. غير ان الناس لا يأبهون لأقوال الاطباء، ولا يعيرونهم اسماعهم.

قال عنه الأطباء إنه قليل الغذاء، فكثر على الموائد.

وقالوا عنه إنه مؤذ فاستعمل بكثرة.

وهكذا فإن نصائح الأطباء باءت بالفشل، وضعفت أمام الباذنجان.

منذ عصر ابن سينا الطبيب العربي الشهير كان الهجوم على هذه النبتة وثمرتها فقال ابن سينا: (الحديث أسلم، والعتيق منه رديء ، يولد السوداء، ويولد السدد، ويفسد اللون، ويسود البشرة، ويصفر اللون، ويورث الكلف، ويولد السرطانات، والجذام، والصرع.

وقال قدماء أطباء العرب عنه: وقع الإجماع على أنه مذموم.

وبعد فنبات الباذنجان منه المستطيل الاسود والمستدير الابيض، ومنه المستدير، وهو اكبر حجما من المستطيل.

محتوياته الطبية:

يحتوي الباذنجان رغم أنه قليل الغذاء على البروتين والفيتامين B1), (A))) و(B2) و(C)، وعلى الفوسفور والماغنزيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والكلور والحديد والزنك والنحاس واليود، ولكن هذه الكميات من المواد ضئيلة في ثمرة الباذنجان وهي الجزء المأكول من النبات، وفيها تتجمع الفوائد على ضآلتها. وثمرة الباذنجان تحتوي على ٩٢٪ من الماء.

فوائده الطبية:

1- الباذنجان مخفض للضغط.

2- مقو للبانكرياس.

3- ملين للمعدة.

4- مدر للبول.

5- مقو للكبد.

6- مفيد جدا للمعدة يدبغ جدار المعدة ويشدها ويقويها.

7- تفيد اقماع الباذنجان، وهي التي تحمل الثمرة، مرض البواسير اذا جففت في الظل بشكل جيد، ثم سحقت ودهنت به البواسير عدة مرات في اليوم فيزول احتقانها وتشفى.

8- يفيد في ازالة السمنة، وذلك لأنه قليل القيمة الغذائية.

نصائح:

يضر الباذنجان المصابين بسوء الهضم، وذوي المعد الضعيفة، وقد يسبب المغص. كما يؤذي المصابين بالتهاب الكلى، والمصابين بالروماتيزم. لذلك ينصح هؤلاء بالابتعاد عن أكل الباذنجان.

كما أن الباذنجان يؤذي الحوامل وينبغي لهن الابتعاد عنه، ولا سيما انه قليل المادة الغذائية. ولعل هذا ما جعل أطباءنا القدامى يعتبرونه شرا كله.

المصدر:

يوسف البقاعي، الخضار غذاء وشفاء (الطبعة الثانية 2002).