المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الجنّة والنار  
  
776   10:35 صباحاً   التاريخ: 31-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص446
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الجنة و النار /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2017 777
التاريخ: 11-12-2018 866
التاريخ: 11-12-2018 6385
التاريخ: 11-08-2015 860

والبحث فيها في مقامين:

1- في إمكانهما: الحقّ ذلك، ...‏من عموم قدرته تعالى‏ ولإخبار الصادق(1)‏ به.

ونفاه الحكماء محتجين:  بأنّهما لو أمكنا لكانا إمّا في هذا العالم أو غيره: والأوّل:

إمّا في فلكياته، وهو باطل وإلّا لزم جواز الانخراق عليها، ومخالطتها للفاسدات.

وبيانه:  أنّه وصف الجنّة  بأنّها تجري من تحتها الأنهار، والنار  بأنّها ذات طبقات، لقوله تعالى‏: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } [النساء: 145] واللازم باطل لما تقرّر عندهم.

أو عنصرياته، وهو باطل أيضاً، وإلّا لزم التناسخ، وهو باطل بما تقدّم.

والثاني : باطل بما تقدّم من استحالة عالم آخر، وأيضاً فإنّ الجنّة تقتضي تولّد الأشخاص من غير توالد من أبوين، والنار تقتضي دوام الحياة مع الاحتراق، وكلاهما باطل.

والجواب عن الأوّل: لم لا يجوز كونهما في هذا العالم؟ فالجنّة في فلكياته، كما ورد  أنّها في السماء السابعة، لقوله تعالى‏:{عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} [النجم: 14، 15]، ولقوله عليه السلام: «سقف الجنّة عرش الرحمن»(2) ، والعرش الفلك الثامن، وامتناع الخرق ممنوع، لبنائه على‏ اصول فاسدة، ولأنّ أدلّتكم إن صحّت‏ فإنّها تتم في المحدّد لا غير، والنار في عنصرياته كما ورد  أنّها تحت الأرض السفلى‏.

والتناسخ الذي تقدّم بطلانه‏(3): ردّ النفس إلى‏ بدن مبتدأً، وهنا ليس كذلك، بل هو ردّ النفس إلى‏ بدنها المعاد، أو المؤلف من الأجزاء الأصلية، وفرق بينهما.

سلّمنا: لكن لم لا يجوز حصولهما في عالم آخر؟ وقد تقدّم بيان إمكانه. وإن سلّم عدمه فلم لا يجوز كون هذا العالم وعالم الجنّة والنار مركوزين في ثخن‏ كرة أعظم منهما؟

وعن الثاني:  بأنّه مجرد استبعاد، وهو باطل بما تقدّم(4)‏ من عموم القدرة الذاتية، والتولد ممكن- كما في آدم عليه السلام- والاحراق مع الحياة ممكن أيضاً، لجواز استحالة الجسم إلى‏ أجزاء نارية، ثم يعيدها اللَّه تعالى‏، وهكذا مع أن السند يشهد بإمكانه.

2-  أنّهما مخلوقان الآن.

أمّا الجنة، فلقوله تعالى‏: {جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] شبّه عرضها بعرضهما، وإلّا لزم كون الجنّة نفس السماوات والأرض، ولقوله تعالى‏ في آية اخرى‏: {كَعَرْضِ السَّمَاءِ} [الحديد: 21] ثم أخبر تعالى‏ عن إعدادها، وتهيئتها بلفظ الماضي، فتكون الآن واقعة، وإلّا لزم الكذب عليه تعالى‏، ولإسكان آدم وخروجه عنها.

وأمّا النار، فلقوله تعالى‏: { أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24] والتقرير كما سبق.

ومنع أبو هاشم والقاضي عبد الجبار(5) من وجودهما الآن، وإلّا لكانتا هالكتين، لقوله تعالى‏: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]، لكن التالي باطل لقوله تعالى‏: { أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا } [الرعد: 35].

والجواب: تقدّم معنى الهلاك‏(6).

سلّمنا: أنّ المراد العدم، لكنّه مخصوص جمعاً بين الأدلّة.

سلّمنا: لكن دوام الأكل ممنوع الظاهر، لأنّ المأكول يفنى‏ بالأكل ضرورة، بل المراد  أنّه كلّما فنى‏ شي‏ء حدث عقيبه مثله، فلا ينافي ذلك عدم الجنّة طرفة عين.

____________

(1) والأخبار كثيرة جاءت في موارد مختلفة، منها ما ورد في الجزء السابع من بحار الأنوار.

(2) بحار الأنوار 8: 206.

(3) في الصفحة 94.

(4) في الصفحة 443.

(5) شرح المقاصد 5: 108- 109. والقاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني الأسد آبادي شيخ المعتزلة في عصره ويلقّب بقاضي القضاة استدعاه الصاحب بن عبّاد من بغداد إلى الري بعد سنة( 360 هـ) وبقي فيها مواظباً على التدريس إلى أن توفّي سنة( 415 ه÷)، له تصانيف كثيرة، منها:« تنزيه القرآن عن المطاعن» و« الأمالي» و« المغني في أبواب التوحيد والعدل».( الأعلام للزركلي 3: 273، والكنى والألقاب 3: 53).

(6) في الصفحة 436.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.