أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016
2429
التاريخ: 18-4-2016
2579
التاريخ: 18-4-2016
2009
التاريخ: 12-6-2022
2436
|
بعض الأهل يتبعون أسلوب التهويل والتخويف من أجل ردع الاولاد عن الخطأ, وهذا الأمر ليس مفيدا من الناحية التربوية , بل أكثر من ذلك هو خطأ تربوي كبير, لأن الولد عندما يترك الامر المنهي عنه. أو يفعل الأمر المطلوب منه خوفا من والده فإنه يفعل ذلك من دون قناعة منه بل دفعا للخوف والضرر عن نفسه, والمطلوب هو أن نمارس أعمالنا في حياتنا عن قناعة ورضا لا عن خوف ورهبة, بل إن أفضل الامور وأشرفها تتحول عند هذا الولد الى جحيم لا يطيقه ولا يريده, وقد أتاني مرة ولد يشكو أباه أنه كان يكرهه على الصلاة, وهو نتيجة لذلك كان عندما يقف في الصلاة يقوم بترداد أمور لا علاقة لها بالصلاة, منها مثلا أنه كان يقدر أن وقت الصلاة يحتاج الى العد بطريقة معنية من واحد الى الرقم كذا, فكان يقوم بترداد الأعداد حتى ينهي صلاته هذه ويرضي أباه الذي لم يكلف نفسه إقناع ابنه بجدوى الصلاة والأجر الذي يأخذه الإنسان عليها وأهميتها على صعيد تهذيب النفس وبناء الشخصية الإنسانية, بل كل ما هدف إليه هو أن يرهبه حتى يصلي من دون التوسل الى ذلك بالإقناع, فإن الإكراه قد يكون ممكنا ومقبولا في مرحلة متأخرة ولكنه لن يكون مقبولا منذ البداية .
والسؤال المهم هو: أي شخص سينتج عن هكذا نوع من التربية ؟ من الطبيعي أن التربية التي تبتنى على الخوف ويكون الضرب والعقاب القاسي هو الاسلوب المعتمد فيها ستؤدي الى إنتاج شاب متردد لا شخصية له, يعتمد الكذب والمواربة مع الآخرين وهو خائف دائما مما حوله منافق لديه شخصيتان واحدة يظهرها للناس, والأخرى التي تعيش في داخله والتي قد لا تكون شخصية محترمة, بل معقدة ومجرمة في بعض الأحيان .
إن إرادة الخير لوحدها ليست كافية , بل لا بد أن يتوافر لها الاسلوب المناسب الذي يوصلها الى الهدف المنشود , لذلك يجب أن لا يكون للتخويف أي دور في حياة أسرتنا, فلا يجوز أن يقوم الولد بفعل معين لأنه يخاف من ابيه, بل لا بد من أن يقوم به لأنه يحترم أباه ويحبه, سمعنا ونسمع كثيرا عن أمهات يهددون أبناءهم سيشكونهم لآبائهم عند عودتهم الى البيت, وإذا ما شكوهم فإن أباهم سيقوم بضربهم, أو عقابهم بأي أسلوب من أساليب العقاب التي يهابها الأولاد, والحقيقة أن هذا الأسلوب غير صحيح, أولا : لأن الأم عليها أن تبذل كامل الجهد في حل الموضوع من عندها من دون اللجوء الى الغير ولو الى الأب .
وثانيا : لأنها يجب أن تشعر أبناءهم بحب الأب لهم, وأن يكونوا حريصين على استمرار هذا الحب فيقوموا بأداء العمل, أو ترك ارتكاب الخطأ لا خوفا من ابيهم وعقابه, بل خوفا من أن لا يعود محبا لهم, وهذا الأسلوب هو الأصح والأرقى .
إن القبلة التي تحدثنا عنها هي التي تبني علاقة المحبة هذه , وهي التي يجب أن نحرص على أن يتضافر معها أيضا المعاملة الحسنة والإكثار من لمسات الحنان, وإظهار الاهتمام بصلاح الولد والحرص عليه وعلى مصلحته , فإذا ما اجتمعت هذه الأمور جميعا في عملية التربية فإنها مع بعضها البعض ستكون عاملا مفيدا ومهما في تجاوز كثيرا من مشاكل التربية التي نعاني منها في هذه الأيام .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|