المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



هل يشكل المثقفون طبقة اجتماعية ؟  
  
2475   01:42 مساءً   التاريخ: 11-2-2017
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص348-354
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

لما كان المثقف يمارس دوراً مميزاً وفريداً في النشاط الثقافي ويشغل مكانة اجتماعية خاصة ويقوم بمهام ومسؤوليات منصبية متخصصة، فهل يعني ذلك أنه من إلى طبقة خاصة؟ أو أن المثقفين يشكلون طبقة اجتماعية تميزهم عن باقي الطبقات؟

‏الجواب هو كلا، لا يشكلون طبقة اجتماعية وأن ما تم تسميته في أدبيات علم الاجتماع والعلوم السلوكية بالطبقة الجديدة أو الطبقة المعرفية ما هي سوى تسمية مجازية. أي تسمية مبالغ فيها لأنهم (أي المثقفين) لا تجمعهم سمات أو صفات مشتركة مع ما تتمتع بها الطبقة من معايير بل هي تسمية لفظية ليس إلا. ومن نافلة القول، إن فئة المثقفين لا يمكن اعتبارها طبقة حسب مقاييس كارل ماركس أو محكات لقياس طبقة اجتماعية.

من خلال علاقة الإنتاج وامتلاك وسائل الإنتاج أي أولئك الذين يمتلكون وسائل الإنتاج واستغلال الآخرين وأولئك الذين لا يملكون وهم مستغلون، إضافة إلى ذلك أنه ميز بين الذين يتحكمون في العملية الإنتاجية تحت مسمى الرأسمالية عن الذين لا يعملون. وأن ما تمت تسميته بالطبقة المعرفية يعني أن أفرادها لا يخضعون لهذين المحكين اللذين استخدمهما ماركس في تحديده للطبقة الاقتصادية، فمثلا الأكاديميون والباحثون والإداريون والمدراء العاميون لا يملكون وسائل الإنتاج ولا يتميزون بذلك في المجتمع الحديث، لذا فإنهم لا يمثلون طبقة وعندها تتم تسمية المثقفين بالطبقة المعرفية واعتبرت سيطرة المدراء على العملية الإدارية والإنتاجية تحت مسمى الرأسمالية فإن هذه الصفة لا تعكس ‏مفهوم الطبقة حسب مقاييس ماركس.

‏لذا فإن ما تمت تسميتهم بالطبقة المعرفية أو الجديدة ما سوى تسمية مجازية لا تمتلك محكات الطبقة التي استخدمها ماركس (امتلاك وسائل الإنتاج وفاقديها) أي لا يشكلون طبقة خاصة بهم.

‏إن سياق الحديث عن الطبقة المعرفية أو الجديدة يلزمني أن لا أغفل ما جاء به ماكس فيبر حول مفهوم الطبقة التي اعتبرها مجموعة أفراد يشتركون في فرص حياة اقتصادية متشابهة إن لم تكن واحدة.

‏هذا التحديد الفايبري يوضح استخدامه لمتغير فرص الحياة كأساس لمعرفة الاختلافات الطبقية. ليس فقط من باب الملكية كماً ونوعاً بل على أسس نوعية أخرى تكون مكتسبة مثل المهنة والعضوية الحزبية - السياسية والمنطقة السكنية وسواها. وهنا استنادا إلى هذا التحديد فإن مفهوم الطبقة ‏الجديدة أو الطبقة المعرفية يكون مناسبا لمضمونها لأنها تشبه باقي الجماعات الاجتماعية داخل المجتمع.

ومن باب الإغناء والإفاضة والتحديد الدقيق نشير إلى ما جاء به بعض علماء الاجتماع المحدثين أمثال باركن 1979 وكونراد وسزيلين 1979 ‏الذين حددوا طبقة المعرفة (الطليعة) بما فيها جماعة تمتلك المعرفة المتخصصة التي تمنحها مكاسب اقتصادية تخدمهم في فرص عيشهم عن شغلها مكانة اجتماعية محتكرة من قبلهم لا يغيرهم لأنها معتمدة على إنجازات فكرية ‏وأكاديمية مثل الشهادات العليا وانجازات عقلية متميزة لا يحملها أو يتميز بها غيرهم.

‏آلت هذه الرؤية التي جاء بها كل من كونرا وسزيليين للقول بأن الطليعة في المجتمع الأوروبي لم تكوّن أو تشكل طبقة وذلك راجع إلى الاختلافات الجوهرية السائدة على تدرجهم الاجتماعي المعتمدة على ‏مؤهلاتهم وشهرتهم وثروتهم التي ترفع نوعا ما من فرص عيشتهم ومستواهم الاقتصادي لأن ما لديهم من هذه المؤهلات تؤهلهم للعيش بمستوى اقتصادي أفضل - نوعا ما - من أغنياء الفقراء، على أن لا ننسى أن حملة المعارف يشغلون مناصب ثابتة وهذا يعني أنّ عيشهم مضمون وليس مهزوزاً، وأفضل من الذين يشغلون مناصب مؤقتة أو مرحلية.

وعلى الرغم من كل هذه الملاحظات والتقييمات فإنه من الأفضل والأدق أن لا ينظر إلى أفراد الطبقة الجديدة على أنهم يمثلون أو يشكلون طبقة اجتماعية لها فرص عيش متشابهة أو مشتركة بل الأفضل النظر إليها على أنها تمتلك تدرجا اجتماعيا متسلسلا حادا وصارما في مواقعه ويضم أفرادا لهم فرص عيش اقتصادية مختلفة تختلف عن عيش أغنى الفقراء وأتعسهم أيضا. أي بدرجة قليلة أفضل من الفقراء لكنهم لا يحسبون من الفقراء.

ولكي نجول طردا مع عنوان موضوعنا نذكر ما جاء به المنظّر الألماني رالف دارندورف 1959 ‏حول الطبقات الحديثة في المجتمع الغربي إذ وضع محكين غير المحك الاقتصادي وهما النفوذ  powerوالسلطة authority).

وهناك طرق مشابهة لطرح دارندروف مفادها إن للطبقة نسقاً متكونا من قواعد مؤسساتيه تنظم اكتساب الفرد نفوذا اجتماعياً والتمتع به ونقله إلى أجيال أخرى وتمنح مكتسبه مصاحبات مرافقة لها تتمتع بامتيازات ومِنَحٍ خاصة تجزل عليه أو تضفي على عيشه الاقتصادي رفعة وتميزاً.

يميط هذا التميز اللثام عن حقيقة مفادها أن المثقف يتمتع بذهنية مفكرة تكسبه معرفة متميزة وتمنحه نفوذا متألقاً خاصاً به. علماً بأن المجتمعات التي كانت تمثل مرحلة ما بعد التصنيع كانت المهارات التقنية والتحصيل الدراسي (التعليم) فيها يمثلان قاعدة أساسية للحصول على نفوذ اجتماعي وأسلوب لاكتسابه. أي أنه ما كان ينظر إليه على أنه مثقف في مجتمع ما بعد التصنيع هو ذلك الفرد الذي يمتلك مهارة تقنية في الصناعة أو الكهرباء أو الفيزياء أو الإلكترون أو حاصل على شهادة جامعية متخصصة.

هذه المهارات (التقنية والتعليمية) كانت تمنح صاحبها نفوذا قاعديا أو أساسيا في ذلك المجتمع وليس اسم عائلته أو قبيلته أو طائفته الدينية أو مكان إقامته أو حزبه السياسي .

‏خليق بنا أن نقول بأن مع كل ما تقدم فإن هناك ملاحظات حوله أبرزها أن نفوذ (أو قوة) أفراد ما يسمى بالطبقة المعرفية وما يتمتع به أصحابها من مستوى عيش وفرص حياة اقتصادية واحدة تكون متساوية ولا يوجد تباين بينهما، لكن نفوذ بعضهم يكون أعلى من غيرهم ممن هم داخل المجموعة نفسها، وذلك بسبب وجود تدرج متسلسل داخل مجموعتهم وهذا يجعلنا نستخدم النفوذ كمحك لقياس طبقتهم الذي لا يظهر إلى الوجود على أنه متجانس بسبب عدم تجانس تدرجهم الاجتماعي، وهذا بدوره يعني أن نفوذ المثقفين متدرج تباعاً وليس واحداً ويمتد من أعلاه إلى أسفله.

‏بتعبير آخر، هناك تدرج اجتماعي متسلسل يتموقع عليه المثقفون حسب كفاءاتهم ومهاراتهم وخبرتهم فيعكس نفوذ كل منهم بحيث يتجانب أو يتناسب مع موقعه على التدرج الخاص بهم. لذا لا يكون نفوذهم متجانسا بل هجينا وغير مستو، أي متدرجا، وهذا المقياس غير المتجانس لا يشجع على استخدامه لتحديد الطبقة الاجتماعية الواحدة لأنه بالأساس غير متجانس، لذا لا يشجعنا ذلك على تسمية المثقفين بأنهم يمثلون طبقة معرفية.

وفي مكان آخر لاحظ بعض الماركسيين أمثال ي. و. راتب وزملائه عام 1982‏ أن مدراء العمال والمهنيين والخبراء الذين يحتلون مواقع عالية ومتميزة في العملية الإنتاجية إلا أنهم لا

يمتلكون وسائل الإنتاج لكنهم يساهموا في السيطرة عليها والتحكم فيها.

أو يمكن القول بأنهم يتمتعون بدرجة معتبرة في التحكم الذاتي في عملية الإنتاج وهذا نقيض ما هو عليه في الطبقة العمالية التي ليس فقط فاقدة امتلاك وسائل الإنتاج بل لا تمتلك السيطرة على العملية الإنتاجية. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن رؤية رايت لا تشبه رؤية دارندروف في النفوذ والسيطرة كنظام تقسيم العمل في موقع الطبقة المتحكمة. لكن ما جاء به رايت عن تدرج النفوذ للمدراء والمهنيين والخبراء فيه نوع من الصحة وفي ضوء ما تقدم فإننا لا نستطيع أن نعتبر طبقة المعرفة بأنها تمثل طبقة متميزة في المجتمع الغربي المعاصر.

واذا كان ما يسمى بطبقة المعرفة لا يمكن عدها طبقة، معنى ذلك أن المثقفين يشكلون جماعة من الأفراد لهم تدرج سلمي يضم عدة تدرجات مختلفة في تسلسلها تعكس الاختلافات القائمة في فرص العيش الاقتصادية وفي درجة النفوذ. مثال على ذلك الدكتور الذي يحمل لقب بروفيسور غير الدكتور الحامل لقب أستاذ مساعد أو مشارك، أي يختلفون في اللقب العلمي والدخل ونفوذهم داخل المؤسسة الأكاديمية، بمعنى آخر إن المثقفين حتى لو امتلكوا نفوذاً وفرص عيش اقتصادية متشابهة فإنهم لا يشكلون طبقة اجتماعية لأن هاتين القاعدتين التي تميزها هي الأخرى تحمل تدرجاً سلمياً فيه مراتب مختلفة.

لذا لا يمكن اعتبار المثقفين ممثلين طبقة اجتماعية بسبب التدرجات الحاصلة في المحكات التي استخدمها العلماء في تحديد طبقتهم وهي النفوذ والمستوى الاقتصادي.

‏ولما كان المثقفون لا يمثلون طبقة إذن هم يمثلون نخبة elite وهذا ما تمت تسميتهم به من قبل توماس بوتومور 1964‏وبروم وسيسلزنك1977اللذين قصدا بها أقلية من الأفراد يستطيعون التأثير على مناشط أنساق مؤسسات المجتمع الحديث مثل المؤسسة السياسية والإدارية والاقتصادية والعسكرية وهذا يعني أنهم نخبة مثقفة وليست طبقة، علما بأن النخبة لا تجمعهم فرص معاشية واحدة ولا نفوذ واحد ولا يمارسون تأثيراً على المجتمع.

إن مصطلح النخبة يشير إلى جماعة من الأفراد ممن لهم القدرة المفرطة في تهذيب وانماء بعض أنشطة الحياة الاجتماعية من خلال تأثيراتهم المختلفة والمتدرجة. أي أنهم لا يملكون جميعا نمطا واحدا من التأثير على أنشطة الحياة الاجتماعية (Etzioni,1985,p.p.1-15)

وفي نهاية مطاف حديثنا عن ‏المثقف نقدم قضيتين نظريتين وهما:

1ـ ‏طالما لا يمتلك المثقف وسائل الإنتاج المادية التي تمنحه المكاسب الاقتصادية والسلطوية والتجانس في تدرجه الاجتماعي فإنه لا يشكل طبقة اجتماعية حسب معايير علم الاجتماع والاقتصاد.

2ـ ‏وطالما يمتلك المثقف وسائل الإنتاج الفكري التي تمنحه النفوذ المعنوي والتجانس الهجين (غير المتجانس) على التدرج الاجتماعي فإنه لا يشكل طبقة اجتماعية بل يكون أقلية نخبوية.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.