المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

كاتب حر (المصاحف)
24-7-2019
ثابت الاضمحلال decay constant
27-7-2018
جزيرة ماكتان
23-5-2018
الخلق والأمر
2024-08-10
الافران الدورية
25-8-2016
نكاح المحارم
20/11/2022


في الحلم وكظم الغيظ والعفو والصفح  
  
5365   01:52 مساءً   التاريخ: 2-2-2017
المؤلف : اية الله المشكيني
الكتاب أو المصدر : دروس في الاخلاق
الجزء والصفحة : ص169–174
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2018 1917
التاريخ: 3-7-2018 2536
التاريخ: 4-1-2017 7114
التاريخ: 26-7-2022 1867

الحلم : ضبط النفس عن هيجان الغضب ، والكظم : الحبس والسد ، فكظم الغيظ يرادف الحلم ، والعفو : ترك عقوبة الذنب ، والصفح : ترك التثريب واللوم عليه فالمراد من العبائر والعناوين المذكورة : أن يحلم الإنسان عند غضبه للغير ولا يرتب الآثار التي يقتضيها الغضب من العقوبة بالقول أو الفعل ، والممارسة على ذلك والعمل بما يحكم به الشرع والعقل سبب لحصول ملكة في النفس تمنعها من سرعة الانفعال عن الواردات المكروهة، وجزعها عن الامور الهائلة، وطيشها في المؤاخذة، وصدور الحركات غير المنظمة منها، وإظهار المزية على الغير، والتهاون في حفظ ما يجب عليه شرعاً وعقلاً. وهذه الملكة عن أفضل الأخلاق وأشرف الملكات، والحليم هو صاحب هذه الملكة ، وكذا الكاظم.

وقد ورد في الكتاب والسنة في فضل هذه الخليقة وحسنها والحث على تحصيلها وترتيب آثارها عليها بل ، والجري على وفقها ـ وإن لم يكن عن ملكة ـ آيات كثيرة ونصوص متواترة.

فقد قال تعالى في الكتاب الكريم في وصف المتقين: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران:134] وأمر بذلك في عدة آيات كقوله: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}[النور:22] وقوله: {خُذِ الْعَفْوَ}[الأعراف:199] وقوله : {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}[الحجر:85] وقوله: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ}[المؤمنون:96] وقوله : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:34، 35] (وما يلقّاها أي : وما يعطي ويبذل هذه السجية ، أي : مقابلة الإساءة بالإحسان إلا ذو حظ من الإيمان وفضائل الإنسان ).

وقوله: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}[الشورى:37] و{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى:40] و {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[الشورى:43] {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ}[الزخرف:89] و{قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} [الجاثية:14](1) إلى غير ذلك.

وقد ورد في النصوص : أن من خير أخلاق الدنيا والآخرة ومكارمها : أن تعفو عمن ظلمك وتحلم إذا جهل عليك (2).

وأنه إذا جمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد نادى مناد : أين أهل الفضل؟ فيقوم عنق من الناس فيسأل عن فضلهم، فيقولون: كنا نعفوا عمن ظلمنا، فيقال: صدقتم، ادخلوا الجنة (3) (والعنق : الجماعة).

وأن عليكم بالعفو فإنه لا يزيد العبد إلا عزاً ، فتعافوا يعزكم الله (4).

وأن الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة (5).

وأنه : ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمها عفواً (6).

وأنه: إذا نودي يوم القيامة من بطنان العرش: ألا فليقم كل من أجره عليّ ، فلا يقوم إلا من عفى عن أخيه (7).

وأن علي بن الحسين سلام الله عليه  قال : إنه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه(8).

وأن الله يحب الحييّ الحليم (9). وأنه ما أذل بحلم قط (10).

وكفى بالحلم ناصراً وهو وزير المرء. وإذا لم تكن حليماً فتحلم (11).

وأن الحليم أقوى الخلق (12).

وأنه : إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولان للحليم منهما : صبرت وحلمت سيغفر لك إن اتمت ذلك (13).

وأن نعم الجرعة الغيظ لمن بر عليها. وأنها من أحب السبيل إلى الله، فإن عظيم الأجر لمن عظيم البلاء (14).

وأنك لن تكافئ من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه (15).

وأن من كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضاه وحشاه أمناً وإيماناً(16).

وأن أهل بيت النبي سلام الله عليهم مروّتهم العفو عمن ظلمهم (17).

وأنه لا عز أرفع من الحلم (18).

وأن كظم الغيظ إذا كان في الرجل استكمل خصال الإيمان وزوّجه الله من الحور العين كيف شاء (19).

وأنه : أوحى الله إلى نبي من أنبيائه : إذا أصبحت فأول شيء يستقبلك فكُله ، فلما أصبح استقبله جبل أسود عظيم فبقى متحيراً، ثم رجع إلى نفسه، فقال، إن ربي لا يأمرني إلا بما أطيق، فمشى عليه ليأكله فلما دنى صغر، فوجده لقمة فأكلها، فوجدها أطيب شيء أكله، ثم قيل له : إن الجبل الغضب، إن العبد إذا غضب لمن ير نفسه، وجهل قدره من عظيم الغضب، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلتها (20).

وأن أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة (21).

وأن من لم يكن له حلم لم يقم له عمل (22).

وأنه ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم (23).

وأن الناس أعوان الحليم على الجاهل (24).

وأنه لا يعرف الحليم إلا عند الغضب (25).

وأن من كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذاب يوم القيامة (26).

وأن الصفح الجميل: العفو بغير عتاب (27).

وأنه إذا قدرت على العدو فاجعل العفو شكراً للقدرة عليه (28).

وان الحلم عشيرة (29).

وأنه غطاء ساتر (30).

وأن الحلم والأناة توأمان تنتجهما علو الهمة (31).

وأنه من لا يكظم غيظه يشمت عدوه (32).

وأن الحلم سجية فاضلة (33).

_____________

1ـ الجاثية : 14.ذ 12 ـ الكافي : ج2 ، ص107 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص399 ـ مرآة العقول : ج9 ، ص284.

2- بحار الأنوار / جزء 68 / صفحة [400] (الموقع : حسب المكتبة الالكترونية الشاملة )

3ـ الكافي : ج2 ، ص107 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص400.

4ـ الكافي : ج2 ، ص108 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص401.

5ـ الكافي: ج2 ، ص108 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص401 ـ نور الثقلين : ج4 ، ص584.

6ـ الكافي : ج2 ، ص108 ـ الأمالي : ص210 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص518 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص402 وج78 ، ص339.

7ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص403.

8ـ الكافي : ج2، ص112 ـ بحار الأنوار : ج71، ص404 ـ وسائل الشيعة : ج11، ص210.

9ـ الكافي: ج2، ص112 ـ وسائل الشيعة: ج11 ، ص211 ـ بحار الأنوار: ج71 ، ص404.

10ـ الكافي : ج2 ، ص112 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص211 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص404.

11ـ الكافي: ج2، ص112 ـ وسائل الشيعة: ج11 ، ص211 ـ بحار الأنوار: ج71 ، ص404.

12ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص420.

13ـ الكافي: ج2 ، ص112ـ وسائل الشيعة: ج11 ، ص211 ـ بحار الأنوار: ج71 ، ص406.

14ـ الكافي : ج2 ، ص109 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص408.

15ـ الكافي : ج2 ، ص109 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص408.

16ـ الكافي: ج2 ، ص110 ـ وسائل الشيعة: ج8 ، ص524 ـ بحار الأنوار: ج71 ، ص411.

17ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص414.

18ـ نفس المصدر السابق.

19ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص417.

20ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص418 و 419.

21ـ نهج البلاغة : الحكمة : 52 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص421.

22ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص422.

23ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص424.

24ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص425.

25ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص426.

26ـ الكافي: ج2، ص305 ـ وسائل الشيعة: ج11 ، ص289 ـ بحار الأنوار: ج95 ، ص339.

27ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص427.

28ـ نهج البلاغة : الحكمة 11 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص427.

29ـ نهج البلاغة : الحكمة 418 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص428.

30ـ نهج البلاغة : الحكمة 424 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص428.

31ـ نهج البلاغة : الحكمة 460 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص428.

32ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص428.

33ـ نفس المصدر السابق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.