المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

شعر لأبي عبد الرحمن ابن جحاف البلنسي
2024-01-16
علاقة الانا بالله عز وجل
7-2-2022
الزبير بن بكّار بن عبد الله
22-06-2015
تدريب السائقين
2023-04-30
Preparing Alkyl Halides from Alkenes: Allylic Bromination
25-7-2019
الدفاتر والأوراق الخاصة
21-6-2016


تمرين الطفل على الطاعات  
  
3218   01:41 مساءً   التاريخ: 2-2-2017
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص103- 107
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-1-2023 1173
التاريخ: 2023-10-17 1136
التاريخ: 6-12-2018 2467
التاريخ: 2024-07-06 667

الطاعات وان كانت سهلة ويسيرة إلاّ انّها تحتاج إلىٰ تمرين وتدريب ينسجم مع القدرة علىٰ الأداء، والطفل يحتاج إلىٰ عناية خاصة في التمرين والتدريب علىٰ الطاعات من أجل ان تذلّل مشقتها عليه وأن يحدث الاَنس بينه وبينها فتكون متفاعلة مع عواطفه وشعوره لكي تتحول إلىٰ عادة ثابتة في حياته اليومية، يقدم عليها بشوق واندفاع ذاتيين دون ضغط أو اكراه أو كلل أو ملل.

ويبدأ المنهج التربوي الاسلامي في وضع قواعد أساسية تتناسب مع أعمار الاطفال للتمرين علىٰ الطاعات مع مراعاة القدرة العقلية والبدنية للأطفال، ففي التمرين علىٰ الصلاة قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم): (مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين واضربوهم علىٰ تركها اذا بلغوا تسعاً )(١).

وفي رواية: (مروا صبيانكم بالصلاة اذا بلغوا سبع سنين واضربوهم اذا كانوا أبناء تسع سنين)(٢).

والمقصود من الضرب إمّا الضرب الحقيقي في حالة تمرّد الاطفال أو استخدام الشدّة النفسية، فانها وان كان لها ضرر سلبي علىٰ الطفل ولكنّه ضرر وقتي سرعان ما ينتفي، ولا يمكن اعتباره ضرراً بالقياس إلىٰ المصلحة الاكبر وهو التمرين علىٰ الصلاة.

وقال أمير المؤمنين (عليه‌ السلام): (أدّب صغار بيتك بلسانك علىٰ الصلاة والطهور، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً )(٣).

والافضل أن يكون التمرين غير شاقٍ للطفل؛ لأنه يؤدي إلىٰ النفور من الصلاة وخلق الحاجز النفسي بينه وبينها، فعن الإمام عليّ بن الحسين (عليه ‌السلام): ( إنّه كان يأخذ من عنده الصبيان بأن يصلّوا الظهر والعصر في وقتٍ واحد والمغرب والعشاء في وقتٍ واحد، فقيل له في ذلك، فقال (عليه ‌السلام): (هو أخف عليهم وأجدر ان يسارعوا اليها ولا يضيّعوها ولا يناموا عنها ولا يشتغلوا)، وكان لا يأخذهم بغير الصلاة المكتوبة، ويقول: (اذا أطاقوا فلا تؤخرونها عن المكتوبة)(4).

فيجب علىٰ الوالدين مراعاة الاستعداد النفسي والبدني للطفل، وعدم إرهاقه بما لا يطيق، فيبدأ معه بالصلاة الواجبة دون المستحبّة، فاذا تمرّن عليها وحدث الانس بينه وبينها فانّه علىٰ غيرها أقدر إن تقدّم به العمر.

ويبدأ التمرين علىٰ الصوم من العام السابع ويستمر بالتدريج كلما تقدّم العمر مع مراعاة الطاقة والقدرة البدنية والاستعداد النفسي له ، قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه ‌السلام): (إنّا نأمر صبياننا بالصيام اذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم، فان كان إلىٰ نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل، فاذا غلبهم العطش والغرث أفطروا حتىٰ يتعودوا الصوم ويطيقوه فمروا صبيانكم اذا كانوا أبناء تسع سنين بما أطاقوا من صيام فاذا غلبهم العطش أفطروا )(5).

وعن سماعة قال : سألته عن الصبي متىٰ يصوم ؟ قال الإمام الصادق (عليه ‌السلام): ( إذا قوى علىٰ الصيّام )(6).

فاذا تمرّن علىٰ الصيام في السنوات السابقة لسن التكليف فانه سيؤديه بأتم صوره ولا يجد في

ذلك حرجاً.

عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه ‌السلام) في كم يؤخذ الصبي بالصيام قال (عليه ‌السلام) :( ما بينه وبين خمس عشرة سنة وأربع عشرة سنة فان هو صام قبل ذلك فدعه، ولقد صام ابني فلان قبل ذلك فتركته)(7).

ويستحبّ تمرين الطفل علىٰ الحج فعن أحد الامامين الباقر أو الصادق (عليهما‌ السلام) قال: (إذا حجّ الرجل بابنه وهو صغير فإنّه يأمره ان يلبّي ويفرض الحجَّ فان لم يحسن أن يلبي لبّىٰ عنه ويطاف به ويصلّي عنه... يذبح عن الصغار ويصوم الكبار ويتّقىٰ عليهم ما يتّقىٰ علىٰ المحرم من الثياب والطيّب فان قتل صيداً فعلىٰ أبيه)(8).

وفي جواب للاِمام جعفر الصادق (عليه ‌السلام) عن سؤالٍ حول الخوف علىٰ الصبي من البرد في حالة الاحرام قال: ( ائتِ بهم العرج فيحرموا منها... فان خفت عليهم فائتِ بهم الجحفة)(9).

وقال (عليه ‌السلام): ( انظروا من كان معكم من الصبيان فقدّموه إلىٰ الجحفة أو إلىٰ بطن مرّ ويصنع بهم ما يصنع بالمحرم ويطاف بهم ويرمىٰ عنهم ومن لا يجد منهم هدياً فليصم عنه وليّه). وكان الإمام علي بن الحسين (عليه ‌السلام) يضع السكين في يد الصبي ثمَّ يقبض علىٰ يديه الرّجل فيذبح)(10).

ويستحب تمرين الطفل علىٰ عمل الخير كالصدقة علىٰ الفقراء والمساكين ، قال الإمام علي بن موسى الرضا (عليه‌ السلام): (مر الصبي فليتصدّق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وان قلّ، فان كلِّ شيء يراد به الله وان قلّ بعد أن تصدق النيّة فيه عظيم...)(1٢).

وقال (عليه ‌السلام): ( فمره أن يتصدّق ولو بالكسرة من الخبز) (1٣).

فتمرين الطفل علىٰ الصدقة من أفضل أساليب التربية علىٰ عدم الركون إلىٰ الدنيا والتقليل من تأثير حب المال في نفس الطفل، وهو تمرين له علىٰ التعاطف مع الفقراء والمساكين.

وتمرين الطفل في مرحلة الصبا علىٰ الطاعات والعبادات تجعله يداوم عليها في كبره، وخير شاهد علىٰ ذلك سيرة أهل البيت (عليهم ‌السلام)، فالإمام الحسن بن علي (عليه ‌السلام) (مشىٰ عشرين مرّة من المدينة للحجّ علىٰ رجليه)(1٤).

وطلب الإمام الحسين بن علي (عليه ‌السلام) من الجيش الاموي ان يمهلوه ليلة العاشر من المحرم للتفرّغ للعبادة هو وأصحابه (فلمّا أمسوا قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ويتضرّعون ويدعون)(1٥).

ولكثرة عبادة الإمام علي بن الحسين (عليه ‌السلام) سمّي بزين العابدين (١6).

(وكان لا يدع صلاة الليل في السفر والحضر)(17).

وكان اذا أتاه السائل يقول: (مرحباً بمن يحمل لي زادي إلىٰ الآخرة)(18).

وكان بقيّة أهل البيت (عليهم ‌السلام) قمة في الارتباط بالله تعالى والاخلاص في العبادة فقد تمرّنوا عليها في مقتبل العمر، فكان بينهم وبينها أُنساً خاصاً وشوقاً للأداء.

فيجب علىٰ الوالدين تشجيع الطفل على التمرّن على العبادات والطاعات بالاسلوب الانجح، بالاطراء والمديح أو باهداء الهدايا الماديّة والمعنوية له.

______________

١ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٤.

٢ـ بحار الانوار ١٠١ : ٩٨.

٣ـ تنبيه الخواطر ، لورّام بن أبي فراس : ٣٩٠ ـ دار التعارف بدون تاريخ.

4ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٤.

5ـ الكافي ٤ : ١٢٤ / ١ باب صوم الصبيان.

6ـ الكافي ٤ : ١٢٥ / ٣ باب صوم الصبيان.

7ـ الكافي ٤ : ١٢٥ / ٢ باب صوم الصبيان.

8ـ الكافي ٤ : ٣٠٣ / ١ باب حج الصبيان والمماليك.

9ـ الكافي ٤ : ٣٠٤ / ٣ باب حج الصبيان والمماليك.

10ـ الكافي ٤ : ٣٠٤ / ٤ باب حج الصبيان والمماليك.

11ـ الوسائل ٩ : ٣٧٦ / ١ باب ٤.

12ـ الوسائل ٩ : ٣٧٦ / ٢ باب ٤.

13ـ مختصر تاريخ دمشق ٧ : ٢٣.

14ـ الكامل في التاريخ ، لابن الاثير ٤ : ٥٩ ـ دار صادر ١٣٩٩ ه‍.

15ـ الكامل في التاريخ ، لابن الاثير 4 : 59 ـ دار صادر 1399 هـ.

16ـ مختصر تاريخ دمشق 17 : 234.

17ـ صفوة الصفوة ، لابن الجوزي 2 : 95 ـ دار المعرفة 1405 هـ ط 3.

18ـ صفوة الصفوة ، لابن الجوزي 2 : 95 ـ دار المعرفة 1405 هـ ط 3.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.