أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-18
352
التاريخ: 2023-12-04
995
التاريخ: 30-1-2017
2334
التاريخ: 2023-09-13
1112
|
إن صاحب العقل السليم والنظر الثاقب يعرف حدوده ولا يتجاوزها وإعجاب الرجل بنفسه دليل على عدم نضوج عقله. إنه لو كان يملك عقلا حراً لم يكن مصاباً بهذا الداء، وجاعلاً نفسه في منزلة أرقى مما هي عليه، فعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (رضاءُ العبد عن نفسه بُرهان سخافة عقله)(1).
إن الأطفال الذين نشأوا راضين عن أنفسهم على أثر الإفراط في المحبة تجاههم لا يتمكنون من السير مع قوانين الحياة، والتغلب على مشاكلها هؤلاء مصابون حتى نهاية عمرهم بهذا الداء ويتجرعون عوارضه الوبيلة.
( لا شك أن الطفل يحتاج حاجة ماسة الى المحبة، ولكن لا تلك المحبة المفرطة التي تحرك رغباته ومشتهياته فإن هناك قوانين لا تقبل التغيير تؤثر دائماً ـ في كل عصر من العصور ـ في حياة المجتمعات. ومن تلك القوانين: أن يقرر كل فرد مستقبله بيده في ظل صبره وتحمله واستقامته. والطفل المعجب بنفسه والفاسد أعجز من أن يقوم بهذا الواجب. إنه يعيش في عالم خيالي غير متوافق، ويظن أبداً أن الابتسامة البسيطة أو الانكماشة الضئيلة ستحرك عواطف الجميع وشفقتهم).
(وبناء على ما يقول الدكتور آدر في كتابه (تربية الأطفال) فإن الأطفال الذين نشأوا هذه النشأة يريدون أن يحبّهم الجميع من طبيعتهم. ولو قلنا: إن هؤلاء الأطفال سيظلون مدى العمر مؤمنين بهذه الفكرة لم نقل جزافاً. والحقيقة أننا نجد أن هؤلاء الأطفال يبقون على إعجابهم بأنفسهم حتى عندما يبلغون سن الشيخوخة... هؤلاء رجال قد يصلون بفضل مواهبهم وطاقاتهم إلى النجاح والموفقية، وإذا بهم حينئذ يفقدون كل إنجازاتهم بسبب أفعالهم الركيكة).
( ألا تصدّقون أن الإنسان قد يواجه مراراً نساء في الستين من أعمارهن لا يزلن يعتقدن بأن خير أسلوب للحصول على ما يرغبن إنما هو التظاهر بالاستياء ، والتزّمت ، والإعراض؟!).
لعل كثير من الآباء والأمهات لا يدركون بعد خطر الإفراط في المحبة بالنسبة الى الطفل إدراكاً تاماً، ولا يفهمون أنهم كيف يرتكبون ظلماً كبيراً بأعمال ظاهرها الرأفة والحنان. إنهم يدفعون الطفل إلى الإعجاب بنفسه فينشأ تعساً في جميع أدوار حياته ومستقبله من جهة، ومن جهة اخرى يجعلون أنفسهم في عداد (شر الآباء) على حد تعبير الإمام الباقر (عليه السلام).
ولمزيد اتضاح هذا الموضوع التربوي الحساس للمستمعين الكرام، ووقوف اولياء الأطفال على تكاليفهم الشرعية والعلمية،... وبيان النتائج الوخيمة للإفراط في المحبة، والأمل وطيد بأن يستمع السادة المحترمون الى هذه المحاضرة بدقة، وأن يضعوها نصب اعينهم في التطبيق، فيحفظوا الأطفال من التربية السيئة.
إن أول نقطة يجب أن نثيرها في بحثنا هذا هو الجواب على السؤال التالي : متى يجب أن يأخذ الوالدان بالحد الوسط من المحبة تجاه الطفل كيلا ينشأ معجباً بنفسه وأنانياً؟
الكل يعلم أن الغذاء المادي للطفل يبدأ من يوم ولادته. الطفل إنسان حي، وكل موجود حي يحتاج إلى الغذاء للمحافظة على حياته. ولكن كثيراً من الآباء والامهات لا يعلمون متى يبدأ التطبع على العادات الحسنة أو القبيحة، التي تؤدي الى السلوك المفضل أو المستهجن، ومتى يؤثر الإفراط في المحبة الباعث
الى نشأة الطفل أنانياً.
_______________
1ـ نهج البلاغة ، شرح الفيض الأصفهاني (ص 1081).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|