المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

واجبات الوضوء
31/10/2022
تحديد الدخل المعفي من الخضوع للضريبة
11-4-2016
Sigma Polynomial
27-4-2022
إطلاق اللفظ وإرادة نوعه أو صنفه أو مثله
9-9-2016
التداخـل بيـن اختصاصـات هيئـات الادارة
9-4-2017
درجة ونوعية الصوت
21-1-2016


صلاة الليل  
  
913   11:40 صباحاً   التاريخ: 2023-12-04
المؤلف : الشيخ توفيق بو خضر
الكتاب أو المصدر : شواهد أخلاقية
الجزء والصفحة : ص57ــ60
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

صلاة الليل هو الوقت الذي تثبت فيه حبك لله، فأنه وقت الخلوة مع الحبيب ولذلك تعهد الله سبحانه وتعالى بأن من يقوم في جوف الليل يعطيه ما لا يعطي غيره. فقد ترك لذيذ النوم، والدنيا وما فيها لكي يخلو بالله، فيكسوه الله نوراً من نوره، ولأن صلاة الليل لا يمكن أن تدرك حقيقتها إلا بملاحظة الآثار.

نستعرض رواية عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) حيث يقول: «ما اتخذ الله إبراهيم خليلاً إلاً لإطعام الطعام وصلاته في الليل والناس نيام»(1) فكم تعرض إبراهيم (عليه السلام) بابتلاءات عظيمة، لا يمكن أن يتحملها إنسان مهما كان حتى أمر بذبح أبنه إسماعيل (عليه السلام) فاستجاب لأمر الله وكاد أن يذبح ولده، فعبر الله عنه بقوله: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} [الصافات: 106].

ولكن نلاحظ أن هذا البلاء لم يكن هو السبب في جعل إبراهيم خليل الله، بل إطعام الطعام وصلاة الليل والناس نيام. وكون الإنسان خليلا لله تعني الشيء العظيم الذي لا يمكن لنا أن نتصوره. فإذا كان كذلك فلا سبيل إلى السالك إلى الله والراغب في المكاشفة الحضورية لجمال الحق إلا أن يمتطي ظهر الليل ليصل إلى الملكوت. ولذلك نجد أن الله من حبه لمحمد (صلى الله عليه وآله) يرشده إلى قيام الليل وينهاه أن يجعل الليل كله نوم ورقاد، ويرشده إلى العظمة التي سوف يحصل عليها من خلال إحياء الليل: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].

ولذلك كل التوفيقات التي يحصل عليها عباد الله لا تأتي إلا بعد قيام الليل والتهجد فيه، فأن له مقاماً محموداً وهذا ما ينقله المحقق الأردبيلي عن نفسه عندما سئل كيف وصلت إلى هذه المرتبة والمقام؟

يقول: بسبب أمر جرى لي، كنت مع زميلي في الغرفة، حيث اشترطت على صاحبي الذي معي في الغرفة إذا مرت علينا ظروف قاسية أريد منك أن لا تخبر أحداً بما يمر علينا لا نريد أن نشك فقرنا وفاقتنا واحتياجنا إلا إلى الله، فعلمه بالحال يغني عن السؤال، أبرمنا هذا الاتفاق إلا أن صاحبي أخل بالاتفاق، في يوم من الأيام من شدة الحاجة، سأله أحد الأثرياء فأخل بالاتفاق قال: نحن في حالة صعبة، أعطاه الثري كمية كبيرة من المال لنا فأصبح لدينا مال كثير، لما جاء بهذا المال قلت له: من أين لك المال؟ قال: من شدة الوضع لم استطع أن أصبر على الاتفاق المبرم بيني وبينك فشكوت حالي.

عندها قلت له: نفترق الآن ولن أرد عطاء الله، فالمال نصفه لي ونصفه لك، هذا لي بعد عطية من الله أقبله، والنصف الآخر لك لكن لابد أن نفترق، أنت في حالك وفي سبيلك وأنا في حالي وفي سبيلي؛ لأني لا أريد أن أشكو حاجتي إلا إلى الله.

وفي تلك الليلة نام المقدس الأردبيلي لما جاء وقت صلاة الليل لم أجلس إلا وأنا محتلم وذهبت إلى الحمام، لكي أغتسل ولكن الوقت متأخر فهو في منتصف الليل ولا يوجد حمام مفتوح، والحمامات لا تفتح إلا في الفجر أو قبيل الفجر بقليل، وهذه المشكلة جعلتني أفكر في كيفية قيام الليل والتهجد فيه، كلمت المسئول عن الحمام، أن يفتح لي الباب، فرفض الحمامي أن يفتح الباب، وقال لي: لا نفتح إلا عند الفجر.

ولما رأيت أن الصلاة ستفوتني قررت من أجل أن يستجيب لي أن أبذل له مالا، وكلما أغريته طمع أكثر حتى بذلت له كل المال الذي حصلت عليه عندها سمح لي بالدخول فاغتسلت ورجعت بعدها إلى غرفتي وصليت صلاة الليل، وما أن فرغت من صلاتي في تلك الليلة حتى تفضل الله تبارك وتعالى علي وفتح لي الأبواب المغلقة وجعل التوفيق رفيقا لي أين ما توجهت.

فمتى ما تأملنا نجد أن هذا التوفيق لا يتوفر إلا من خلال توفر صفات كثيرة فيه يحبها الله سبحانه وتعالى وكأن الآية انطبقت عليه، قال تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17].

ولا يكفي أن يقوم السالك إلى الله في جوف الليل بل لابد أن يكون مخلصا متشوقا إليه: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17].

وفي رواية عن الصادق (عليه السلام) يقول: (لا تدع قيام الليل فإن المغبون من غبن عن قيام الليل»(2). وعن النبي (صلى الله عليه وآله): «إن العبد إذا تخلى بسيده خلى بالله تبارك وتعالى في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله نوراً في قلبه».

فإذا كان الحال هكذا فان السالك لابد أن يرغب في لقاء الله، وينال منه كل ما يريد سواء لحوائج الدنيا، أو الآخرة. جعلنا الله وإياكم ممن ينال مقاما محمودا بحق محمد واله.

____________________________

(1) علل الشرائع 1: 34.

(2) معاني الأخبار: 342. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.